p { text-align: justify; }

كانت بتشربني زيت خروع وانا عندي إلتهاب اللوزتين.. من التعنيف الأسري إلى الشفاء النفسي.. كيف أثرت 25 عامًا من الألم على حياة لينا ومعاناتها مع زوجة أبيها.. وكيف ساعدها العلاج النفسي في الشفاء

تصدرت قصة الشابة لينا ونجاح بني حمد، محركات البحث في جوجل والسوشيال ميديا، وهي واحدة من هذه القصص المؤثرة، التي قررت فيها لينا أن تفتح قلبها للجمهور وتروي تجربتها في رحلة العلاج النفسي، لتكون بذلك مثالاً حيًا على قوة هذا العلاج في الشفاء من جروح الماضي.

قصّة لينا: رحلة من المعاناة إلى الشفاء

لينا، شابة في سن الـ27، مرّت بتجربة قاسية منذ طفولتها بسبب ظروف عائلية معقدة، تركت تأثيرًا نفسيًا عميقًا في قلبها وعقلها، رغم أنها كانت تحاول إخفاء ألمها، إلا أن المعاناة كانت ترافقها في كل خطوة.

كشفت لينا، التي تعيش حاليًا في الولايات المتحدة، عن تعرضها لعنف ممنهج من زوجة والدها، بدأ منذ انفصال والديها وزواج والدها من “نجاح بني حمد”، سردت في مقاطعها تفاصيل مريرة عن الإهمال والضرب، منها إجبارها على شرب زيت الخروع أثناء مرضها، وتعرضها لضرب مبرح في يوم وفاة أحد أقارب زوجة أبيها، ما أدى إلى إصابات جسدية بالغة.

لم تقف المعاناة عند جدران المنزل، بل تسربت إلى محيطها المدرسي، حيث كان صراخها الليلي الناتج عن التعنيف يُسمع من الجيران، ما جعلها هدفًا للتنمر والسخرية بين زميلاتها في المدرسة، وهو ما دفعها لتعلم “الصمت تحت الضرب”، حتى لا يسمعها أحد.

ولكن لينا قررت أن تفتح صفحة جديدة من حياتها بعد أن بدأت العلاج النفسي في أمريكا، عندما أقترحت عليها معالجتها النفسية أن تروي قصتها للعالم كجزء من رحلة علاجها.

قالت لها المعالجة: “تحدثي عن القصة كما لو أنها ليست قصتك، هذا سيساعدك على تحرير نفسك من المشاعر السلبية التي تؤثر عليك”، وهذا هو جوهر العلاج النفسي، الذي يساعد الأفراد على فك ارتباطهم بالألم العاطفي من خلال إعادة النظر في ماضيهم بطريقة موضوعية ومحايدة.

العلاج النفسي: لا يعني الجنون بل الشجاعة والشفاء

العديد من الأفراد، خاصة في المجتمعات الشرقية، لا يزالون ينظرون إلى العلاج النفسي كأمر محرم، غالبًا ما يُربط الذهاب إلى الطبيب النفسي بالجنون أو الضعف النفسي، ولكن ما أثبتته لينا من خلال تجربتها هو أن العلاج النفسي هو أداة حيوية للشفاء، ليس فقط للذين يعانون من حالات نفسية شديدة، ولكن أيضًا للأشخاص الذين يواجهون تحديات الحياة اليومية، بغض النظر عن مدى قوتهم الظاهرة.

تقول لينا: “لم أكن لأستطيع الحديث عن كل هذا الألم إذا لم أكن أتلقى العلاج النفسي، العلاج النفسي ليس عن الجنون، بل عن الشجاعة في مواجهة الماضي والتصالح معه.”

الطب النفسي في المجتمعات الشرقية

على الرغم من تحسن الوعي بالصحة النفسية في العديد من دول العالم، إلا أن المجتمعات الشرقية ما زالت تعاني من مقاومة كبيرة تجاه فكرة العلاج النفسي، النظرة التقليدية التي تعتبر الذهاب إلى معالج نفسي أمرًا محرمًا أو عيبًا، تؤثر سلبًا على صحة الأفراد النفسية.

في المجتمعات التي تعاني من ضغوط اجتماعية واقتصادية، يصبح العلاج النفسي ضرورة لحماية الصحة النفسية، فالألم غير المعالج يمكن أن يتحول إلى عبء ثقيل يثقل كاهل الشخص طوال حياته. لذا، فإن الاستفادة من العلاج النفسي ليس رفاهية، بل هو حق لكل فرد يسعى للشفاء والتطور.

العلاج النفسي هو خطوة نحو حياة أفضل، وهو حق لكل إنسان يواجه تحديات في حياته، سواء كانت جروحًا قديمة أو ضغوطًا حياتية، ينبغي لنا كمجتمعات أن نعيد النظر في مفاهيمنا حول الصحة النفسية وأن نُعطي أهمية أكبر للعلاج النفسي كأداة أساسية للشفاء والنمو الشخصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى