انتبه .. الشخير الليلي .. متى يصبح علامة خطر تُهدد حياتك!”
كتبت مريم عبد الحميد

الشخير الليلي: متى يكون خطرًا؟
يعاني ملايين الناس حول العالم من الشخير الليلي، وهو الصوت المزعج الذي يصدر أثناء النوم نتيجة اهتزاز الأنسجة في مجرى التنفس العلوي. ورغم أنه يُعتبر مزعجًا لمن يشاركون الغرفة أو السرير، إلا أن الشخير قد يكون أكثر من مجرد صوت مزعج، بل إنذار مبكر لمشكلة صحية خطيرة تستدعي الانتباه.
يُصاب به الرجال أكثر من النساء، وتزداد احتمالية حدوثه مع التقدم في العمر أو زيادة الوزن، لكنه لا يقتصر على كبار السن فقط، بل يمكن أن يعاني منه الشباب والأطفال أيضًا.
يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم التعليمات والنصائح حول الشخير الليلي، متى يكون طبيعيًا ومتى يُصبح خطرًا، ما أسبابه المحتملة، وما طرق العلاج المتاحة لتجنب مضاعفاته الصحية الخطيرة.
ما هو الشخير؟ ولماذا يحدث أثناء النوم؟
الشخير هو صوت ناتج عن اضطراب في مرور الهواء خلال مجرى التنفس، غالبًا بسبب انسداد جزئي أو ارتخاء في عضلات الحلق، مما يؤدي إلى اهتزاز الأنسجة وخروج الصوت المميز للشخير.
أبرز أسباب الشخير:
- تضخم اللوزتين أو اللحمية
- السمنة وزيادة الدهون حول الرقبة
- النوم على الظهر
- احتقان الأنف أو انحراف الحاجز الأنفي
- تناول المهدئات أو الكحول
- مشاكل في سقف الحلق أو قاعدة اللسان
هل الشخير طبيعي دائمًا؟
رغم أن الشخير في بعض الحالات يكون مؤقتًا وغير خطير، كأن يحدث بسبب نزلة برد أو إرهاق شديد، إلا أن استمراره لعدة ليالٍ متواصلة، أو مصاحبته لأعراض أخرى، قد يشير إلى وجود اضطراب تنفسي خطير يُعرف بـانقطاع النفس الانسدادي النومي (Sleep Apnea).
متى يصبح الشخير علامة خطر؟
يصبح الشخير الليلي خطرًا عندما يترافق مع الأعراض التالية:
1. توقف التنفس أثناء النوم
انقطاع النفس المتكرر أثناء النوم من أكثر العلامات خطورة، حيث يتوقف الشخص عن التنفس لثوانٍ تصل أحيانًا إلى دقيقة، قبل أن يعود النفس فجأة بصوت شخير مرتفع.
2. الشعور بالاختناق أثناء النوم
الاستيقاظ على نوبات اختناق أو عدم القدرة على التنفس يعتبر من علامات انسداد مجرى الهواء، ويجب فحصه طبيًا فورًا.
3. الإرهاق والنعاس أثناء النهار
الشخير المصحوب بانقطاع النفس يُضعف جودة النوم، مما يؤدي إلى الشعور الدائم بالتعب، ضعف التركيز، وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية.
4. الصداع عند الاستيقاظ
نقص الأوكسجين أثناء النوم قد يؤدي إلى الصداع الصباحي، وهو عرض شائع لدى من يعانون من الشخير المرضي.
5. ارتفاع ضغط الدم
الانقطاع المتكرر للنفس يسبب ضغطًا على القلب والأوعية الدموية، ما يؤدي تدريجيًا إلى مشاكل مثل ارتفاع الضغط ومضاعفات قلبية.
6. تغيرات في المزاج
من يعانون من اضطراب التنفس الليلي قد يلاحظون زيادة في العصبية، الاكتئاب، أو ضعف القدرة الجنسية.
من الأكثر عرضة للشخير الليلي؟
يُعتبر بعض الأشخاص أكثر عُرضة للإصابة بالشخير، خاصة:
- الرجال فوق سن الأربعين
- الأشخاص الذين يعانون من السمنة
- مرضى السكري أو ارتفاع الضغط
- المدخنين
- من لديهم تاريخ عائلي لانقطاع التنفس الليلي
- الحوامل (بسبب التغيرات الهرمونية وضغط الرحم على الحجاب الحاجز)
الأطفال والشخير: هل هو طبيعي؟
الشخير الليلي لدى الأطفال قد يكون مؤشرًا على وجود لحمية متضخمة أو لوزتين كبيرتين، مما يعيق التنفس أثناء النوم. وفي حالات نادرة، يكون نتيجة لمشكلة عصبية أو تشوه خلقي.
يجب استشارة طبيب الأطفال إذا كان الشخير مصحوبًا بأي من الأعراض التالية:
- صعوبة في الاستيقاظ صباحًا
- تراجع الأداء الدراسي
- النوم خلال الحصص المدرسية
- سلوك عدواني أو قلق مستمر
كيف يتم تشخيص الشخير الخطير؟
لتشخيص الشخير المرضي، يُجري الطبيب عادة:
- تاريخ مرضي مفصل يشمل الأعراض المصاحبة وتكرار الشخير.
- فحص جسدي لمجرى التنفس، الأنف، الحلق، والوزن.
- اختبار النوم (Sleep Study)، ويُعرف بـ”اختبار النوم الليلي”، يتم فيه تسجيل نبض القلب، معدل التنفس، حركة العضلات، ومستوى الأوكسجين طوال الليل.
ما مضاعفات الشخير المرضي إن تُرك دون علاج؟
- ارتفاع مزمن في ضغط الدم
- مشاكل في القلب (نوبات قلبية، اضطرابات في ضربات القلب)
- جلطات دماغية
- ضعف التركيز وحوادث السير
- الاكتئاب ومشاكل العلاقات الزوجية
- ضعف جنسي عند الرجال
كيف يمكن علاج الشخير الليلي؟
يعتمد علاج الشخير على السبب، ويمكن أن يشمل:
1. تغيير نمط الحياة
- فقدان الوزن
- الإقلاع عن التدخين
- تجنب الكحول والمهدئات
- النوم على الجانب بدلًا من الظهر
2. استخدام جهاز CPAP
جهاز ضخ الهواء الإيجابي المستمر، يُستخدم أثناء النوم للمصابين بانقطاع النفس الانسدادي، ويحسن التنفس وجودة النوم.
3. علاج مشاكل الأنف
في حالات انحراف الحاجز أو احتقان الأنف، قد تُفيد بخاخات الكورتيزون أو الجراحة التصحيحية.
4. الجراحة
إذا كان السبب عضويًا مثل تضخم اللوزتين أو اللحمية، قد يُنصح بالجراحة لإزالة الانسداد.
5. أجهزة الفم (Mouthpieces)
تُستخدم لتعديل وضع اللسان أو الفك السفلي أثناء النوم، وتحسين مجرى التنفس.
هل هناك حلول طبيعية أو وقائية للشخير؟
نعم، ومنها:
- رفع مستوى الرأس أثناء النوم
- استخدام وسادة مريحة تدعم الرقبة
- الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم لتقليل الاحتقان
- تمارين التنفس وتمارين الحلق لتحسين مرونة الأنسجة
ماذا ينصح به “طب توداي”؟
- لا تتجاهل الشخير المزمن أو المصحوب بتوقف النفس.
- تابع وزنك وصحتك العامة، لأن السمنة من الأسباب الرئيسية.
- إذا شعرت بالتعب الدائم، فكر في فحص النوم.
- استشر الطبيب المختص في الأنف والأذن والحنجرة أو طبيب النوم.
- لا تستخدم مهدئات أو كحول قبل النوم لأنها تزيد المشكلة.
- راقب أطفالك، فالشخير عندهم ليس دائمًا طبيعيًا.
الخلاصة
الشخير الليلي ليس مجرد إزعاج صوتي، بل قد يكون علامة مبكرة لحالة صحية خطيرة مثل انقطاع النفس النومي، الذي يؤثر على القلب، الدماغ، والحياة اليومية بشكل عام.
التشخيص المبكر والمتابعة الطبية يمكن أن ينقذ حياة المريض، ويعيد له نومًا هادئًا وصحيًا. “طب توداي” ينبهك لعدم التساهل مع الشخير المستمر، فالصحة تبدأ من التنفس، والنوم الجيد أساس يومك الآمن.