العدو الصامت في مطبخك.. هل تهدد العلب البلاستيك صحة قلبك؟
كتبت/ مي السايح

أصبحت العلب البلاستيكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، نستخدمها لحفظ الطعام، وتسخينه، ونقل المياه والمشروبات، دون أن نلتفت إلى المخاطر الصحية الكامنة في هذه المواد. لكن هل فكرت يومًا أن هذا البلاستيك قد يكون عدوًا صامتًا لصحة قلبك؟
تشير دراسات حديثة إلى أن بعض أنواع البلاستيك تحتوي على مركبات كيميائية ضارة، أبرزها مادة “البيسفينول أ” (BPA) و”الفثالات”، وهي مواد تدخل في تصنيع المنتجات البلاستيكية لجعلها أكثر مرونة أو مقاومة للكسر.
ورغم أن هذه المواد مسموح بها بنسب معينة في بعض الدول، إلا أن التعرض المستمر لها، خاصة عند تسخين البلاستيك أو استخدامه لفترات طويلة، قد يؤدي إلى امتصاص الجسم لها.
التأثير على القلب: كيف يحدث؟
أظهرت أبحاث طبية أن المواد الكيميائية مثل BPA قد تتداخل مع عمل الهرمونات في الجسم، لا سيما هرمون الإستروجين، ما قد يسبب اختلالات هرمونية تؤثر بشكل غير مباشر على صحة القلب، كما أن التعرض المستمر للفثالات مرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بتصلب الشرايين.
في دراسة نُشرت في مجلة Hypertension، وُجد أن الأطفال الذين يشربون سوائل من عبوات بلاستيكية تحتوي على الفثالات لديهم معدلات ضغط دم أعلى مقارنة بأقرانهم، ما يفتح الباب للتساؤل حول مدى تأثير هذه المواد على البالغين أيضًا.
الخطر لا يقتصر على القلب فقط
ورغم أن تسليط الضوء هنا على صحة القلب، فإن أضرار البلاستيك تمتد لتشمل الكبد، والكلى، والجهاز العصبي، وحتى الخصوبة، فكلما زادت حرارة البلاستيك أو طالت مدة استخدامه، زادت احتمالية تسرب هذه المواد الضارة إلى الطعام والشراب.
ما البديل؟
ينصح الأطباء باستخدام عبوات زجاجية أو معدنية لحفظ الطعام والماء، والابتعاد عن تسخين الطعام في العلب البلاستيكية داخل الميكروويف، خصوصًا تلك التي لا تحمل علامة “خالية من BPA”، كما يُفضّل عدم إعادة استخدام عبوات المياه البلاستيكية أكثر من مرة.