الذكاء الاصطناعى ينقذ شابًا من الموت بعد تناوله “قرص غلة”
كتبت/ مي السايح

نجا شاب يبلغ من العمر 17 عامًا من الموت، بعد أن تناول “قرص غلة” في محاولة للانتحار إثر خلاف عائلي، في واقعة مثيرة شهدت تدخلًا إنسانيًا عاجلًا، واعتمادًا غير تقليدي على الذكاء الاصطناعي في تقديم الإسعافات الأولية الحرجة.
بدأت القصة عندما تمكن الشاب من الوصول إلى منزل تابع لأحد أقاربه، حيث كانت تُحفظ بعض أقراص الغلة المضبوطة سابقًا لأغراض توثيقية، فتناول كمية منها، لتبدأ أعراض التسمم القاتل بالظهور عليه سريعًا.
أُسعف الشاب على الفور إلى المستشفى المركزي، لكن حالته ساءت نتيجة الدخول في مرحلة متقدمة من التسمم بغاز “الفوسفين”، الناتج عن تفاعل القرص مع سوائل المعدة، ورغم تأكيد المستشفى خطورة الحالة، ورفضه الاستقبال في البداية، إلا أن تدخلًا سريعًا من أحد أقاربه ساعد على نقله إلى مستشفى جامعي متخصص.
في لحظات حرجة، لجأ القريب إلى إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي المتطورة، لطلب المساعدة الفورية، حيث وجّه الذكاء الاصطناعي باستخدام “زيت البرافين” لتقليل التفاعل الكيميائي للقرص داخل المعدة، في محاولة لتأخير انطلاق الفوسفين السام وإعطاء فرصة للتدخل الطبي.
بالفعل، تم توفير الزيت في الطريق، وتناوله المصاب قبل الوصول إلى قسم السموم، ورغم أن الفريق الطبي في البداية لم يكن متفائلًا بإمكانية إنقاذه، نظراً لعدم وجود بروتوكول علاجي معتمد لتسمم الفوسفين، إلا أن الإصرار على استخدام وسائل دعم حيوية مثل المحاليل، وتمارين التنفس، والتوصيات التي استمر في تلقيها من الذكاء الاصطناعي، كانت كفيلة بإبقاء المؤشرات الحيوية للشاب مستقرة.
خلال الساعات الأولى، كانت حالته محل قلق شديد، وسط حالات وفاة متعاقبة في محيطه من مرضى التسمم المشابه، إلا أن مرور 24 ساعة دون انتكاسة صحية، وظهور نتائج فحوصات مطمئنة، دفع الفريق الطبي للإعلان عن تجاوز المصاب لمرحلة الخطر، وخروجه من المستشفى لاحقًا دون مضاعفات تُذكر.
الذكاء الاصطناعي في قلب المشهد
هذه الواقعة تسلط الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي، ليس فقط في المجالات التقنية، بل في دعم القرارات الإنسانية والطبية في اللحظات الحرجة. فبينما عجزت البروتوكولات التقليدية، أظهر الذكاء الاصطناعي قدرة مبهرة في اقتراح خطوات إسعافية دقيقة ومبنية على خبرات طبية متقدمة.
القصة أيضًا تؤكد أهمية التوعية المجتمعية بخطورة أقراص الغلة القاتلة، وضرورة تشديد الرقابة على تداولها، وتدريب المواطنين على كيفية التصرف الفوري عند التعرض لحالات التسمم، بالتنسيق مع الجهات الصحية والرسمية.