التغيرات الجسمانية بعد الولادة وتأثيرها على العلاقة الجنسية
كتبت مي علوش

تمر المرأة، بعد الولادة بعدد من التغيرات الجسمانية التي يمكن أن تؤثر بشكل ملحوظ على حياتها الجنسية. حيث أن تجربة الحمل والولادة تترك تأثيرات جسدية ونفسية تتطلب وقتًا للتعافي، مما يؤثر على العلاقة الزوجية بشكل عام، هذه التغيرات يمكن أن تشمل التغيرات الهرمونية، والبدنية، والنفسية، التي قد تؤثر على الرغبة الجنسية وطرق التفاعل بين الزوجين.
التغيرات الهرمونية تلعب دورًا رئيسيًا في التأثير على العلاقة الجنسية بعد الولادة. حيث يؤدي انخفاض مستويات الاستروجين في الجسم إلى انخفاض في الرغبة الجنسية، بالإضافة إلى حدوث جفاف المهبل الذي قد يسبب شعورًا بالألم أثناء الجماع.
كما أن مستويات البروجيسترون تؤثر أيضًا على المزاج وتزيد من الشعور بالتعب والإرهاق، مما يقلل من اهتمام المرأة بالعلاقة الحميمة.

من ناحية أخرى، تلاحظ العديد من النساء تغيرات جسدية بعد الولادة، مثل زيادة الوزن أو ترهل الجلد، مما قد يؤثر على الثقة بالنفس ويسبب شعورًا بعدم الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسية. كما أن بعض النساء يعانين من الألم في منطقة الحوض بسبب الولادة، مما يجعل ممارسة الجماع أمرًا صعبًا في بعض الأحيان.
إضافة إلى التغيرات الجسدية، هناك تغيرات نفسية تحدث بعد الولادة، حيث قد تعاني بعض الأمهات من القلق أو الاكتئاب ما بعد الولادة، وهي حالات يمكن أن تؤثر سلبًا على الرغبة الجنسية. كما أن الانشغال بالعناية بالطفل قد يؤدي إلى تقليل الوقت والاهتمام بالعلاقة الزوجية.
رغم هذه التحديات، يمكن أن يتم تحسين العلاقة الجنسية بعد الولادة من خلال العناية بالراحة النفسية والجسدية. ينصح الخبراء ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للمساعدة في استعادة اللياقة البدنية وتحسين الدورة الدموية، مما يساهم في زيادة الرغبة الجنسية. أيضًا، من المهم التواصل الجيد بين الزوجين لضمان تفهم كل طرف لاحتياجات الآخر، والمشاركة في دعم بعضهما البعض أثناء فترة التعافي.
يذكر أن، تعد فترة ما بعد الولادة مرحلة حاسمة تتطلب التوازن الهرموني والنفسي لتحسين العلاقة الجنسية، ويجب أن يكون هناك صبر من الطرفين والقدرة على التكيف مع التغيرات التي تطرأ على الحياة الزوجية.