الأكزيما مش بس وراثة: أنواعها، أعراضها، وطرق السيطرة عليها
كتبت هاجر محمد عبد الكريم

الأكزيما أو “التهاب الجلد التأتبي” هي واحدة من أكثر الأمراض الجلدية شيوعًا بين الأطفال، وتؤثر بشكل كبير على نوعية حياة الطفل والأسرة. تتجلى في شكل بقع حمراء، حكة شديدة، وجفاف بالجلد، وتظهر غالبًا في الوجه، خلف الأذنين، وعلى مفاصل الأطراف.
وتُعد الأكزيما مرضًا مزمنًا قد يظهر في الشهور الأولى من عمر الطفل، ويستمر لفترات متفاوتة، مع فترات من التحسن والتفاقم.
🧠 هل الأكزيما مرض وراثي؟
🔹 نعم، هناك ارتباط وثيق بين الأكزيما والعوامل الوراثية. فإذا كان أحد الوالدين يعاني من الأكزيما أو الحساسية أو الربو، فإن فرصة إصابة الطفل بها تزداد.
🔹 ومع ذلك، لا تعتبر الوراثة العامل الوحيد، فهناك عوامل بيئية ونفسية وغذائية تساهم في تفاقم الحالة أو تهدئتها.
📌 الفرق بين الأكزيما والتحسس الجلدي
رغم تشابه الأعراض بين الأكزيما والتحسس الجلدي، إلا أن هناك اختلافات رئيسية:
🔸 الأكزيما: مرض مزمن يظهر على شكل بقع حمراء جافة مع حكة مستمرة، وغالبًا ما يرتبط بتاريخ عائلي للحساسية أو الربو.
🔸 التحسس الجلدي: هو رد فعل جلدي مؤقت تجاه عامل خارجي مثل طعام معين، لدغة حشرة، أو منتج تجميلي، وغالبًا ما يزول بزوال المسبب.
🔍 ما هي أنواع الأكزيما عند الأطفال؟
🔹 أكزيما الوجه والرأس (عند الرضع): تظهر في الخدين وفروة الرأس، وغالبًا ما تختفي تدريجيًا بعد سن العامين.
🔹 أكزيما اليدين والمفاصل: تصيب مناطق مثل خلف الركبتين أو الكوعين، وتُعد أكثر شيوعًا عند الأطفال الأكبر سنًا.
🔹 أكزيما التلامس: تظهر بسبب ملامسة الطفل لمواد مهيجة مثل الصابون أو المنظفات أو الأقمشة الصناعية.
🔹 أكزيما الطفح الناتج عن الحرارة أو العرق: تزداد في الصيف، خاصة مع ارتداء ملابس ضيقة أو غير قطنية.
🧼 كيف نتعامل مع الأكزيما في المنزل؟
🌿 الإدارة المنزلية لحالة الأكزيما ضرورية، وتشمل الخطوات التالية:
- الترطيب المستمر: استخدم مرطبات طبية خالية من العطور بعد الاستحمام، وكررها على مدار اليوم.
- الاستحمام بالماء الفاتر: لا يُفضل استخدام الماء الساخن، ويجب تجنب الصابون القاسي.
- تجنب الحكة: عن طريق تقليم أظافر الطفل، وارتداء قفازات قطنية وقت النوم.
- ملابس مريحة: يُنصح بالملابس القطنية الفضفاضة، وتجنب الأقمشة الصناعية.
- تحديد المحفزات: مثل بعض الأطعمة، الغبار، المنظفات، الحيوانات الأليفة.
🏫 الأكزيما في المدرسة: تحدي كبير للأسرة والمعلمين
عندما يذهب الطفل المصاب بالأكزيما إلى المدرسة، قد يعاني من مضايقات نفسية أو عدم تفهم المعلمين لحالته. إليك بعض النصائح المهمة:
🔹 تواصل مع المدرسة: أبلغ المعلمين بوضع طفلك الصحي وضرورة استخدام الكريمات أو الأدوية خلال اليوم الدراسي.
🔹 تجهيز حقيبة خاصة: بها المرطب، مناديل مبللة، وماء نظيف لتخفيف التهيج.
🔹 التوعية: شجع المدرسة على تثقيف الطلاب عن الأكزيما لخلق بيئة متقبلة وغير متنمرة.
🩺 متى يجب زيارة الطبيب؟
رغم إمكانية السيطرة على الأكزيما منزليًا في معظم الحالات، هناك مؤشرات تستدعي التدخل الطبي:
✅ إذا كانت الحكة شديدة ولا تهدأ
✅ ظهور التهابات أو صديد
✅ ارتفاع درجة حرارة الطفل
✅ انتشار الطفح الجلدي بشكل مفاجئ
✅ عدم فعالية العلاجات المنزلية رغم الانتظام عليها
💊 هل هناك علاج نهائي للأكزيما؟
حتى الآن، لا يوجد “علاج نهائي” للأكزيما، لكن يمكن السيطرة عليها بالعلاج المناسب. يشمل العلاج:
🔸 مراهم الكورتيزون (بجرعات موصوفة) لتقليل الالتهاب
🔸 مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة
🔸 المرطبات القوية لتقوية حاجز الجلد
🔸 علاج الحساسية المرافقة في حال وجودها
وفي الحالات المزمنة قد يلجأ الطبيب للعلاج الضوئي أو الأدوية البيولوجية الحديثة.
🧃 هل للطعام علاقة بظهور الأكزيما؟
🔹 نعم، بعض الأطعمة مثل الحليب، البيض، المكسرات، أو الشوكولاتة قد تثير الأكزيما عند بعض الأطفال.
🔹 لذلك يُفضل تسجيل يوميات غذائية لملاحظة العلاقة بين الطعام وظهور الأعراض، واستشارة أخصائي تغذية أو حساسية.
🌬️ الطقس والمناخ: تأثير كبير على بشرة الطفل
☀️ الجو الحار مع التعرق الزائد أو الجو البارد مع الجفاف الشديد كلاهما يؤثران على نوبات الأكزيما. لذلك من المهم:
🔸 ترطيب الجلد بشكل أكبر في الشتاء
🔸 ارتداء ملابس خفيفة وجافة في الصيف
🔸 استخدام جهاز ترطيب الهواء في الغرف المكيفة
🧘♀️ الجانب النفسي مهم أيضًا
🔹 التوتر أو القلق الزائد قد يؤديان لتفاقم الحالة.
🔹 بعض الأطفال يعانون من تأثير نفسي بسبب شكل الجلد أو تعرضهم للتنمر.
🔹 الدعم النفسي من الأهل، وتقدير مشاعر الطفل، واستشارة طبيب نفسي عند الحاجة، كلها خطوات مهمة جدًا.
🧑⚕️ كلمة أخيرة من “طب توداي”
📢 رسالة طمأنة لكل الأمهات والآباء:
الأكزيما ليست مرضًا معديًا، ولا تدل على قلة النظافة. هي حالة جلدية يمكن السيطرة عليها بنجاح إذا تم فهمها جيدًا والتعامل معها بحكمة، سواء في البيت أو المدرسة.
📚 تابعوا المزيد من نصائح “طب توداي” لمساعدة الأطفال على التمتع بحياة صحية وسعيدة، رغم التحديات الجلدية.