لحمة من غير ضرر! | دليلك الذهبي لتناول اللحوم بأمان لمرضى الكولسترول
كتبت - مي سامح

يتردد الكثير من مرضى الكولسترول في تناول اللحوم، ظنًا منهم أن كل ما هو “لحمة” خطر محض على القلب والشرايين. لكن الحقيقة أكثر تعقيدًا ومرونة. فالمسألة ليست في المنع التام بل في الاختيار الذكي والكمية والطريقة. وفي هذا الموضوع، نأخذك في جولة غذائية صحية نكشف فيها الحقائق، ونقدم نصائح مهمة لتناول اللحوم دون أن تدفع ثمنها من صحتك.
ما هو الكولسترول؟ ولماذا يجب الحذر منه؟
الكولسترول هو مادة دهنية يحتاجها الجسم لبناء الخلايا وصنع الهرمونات. لكن هناك نوعان منه:
- LDL (الضار): يتراكم على جدران الشرايين ويزيد خطر الجلطات.
- HDL (النافع): ينظف الشرايين من الكولسترول الزائد.
تناول الدهون الحيوانية بكثرة يرفع الكولسترول الضار، وخاصة إذا كان هناك استعداد وراثي أو نمط حياة غير صحي.
هل اللحوم كلها ممنوعة؟ الحقيقة الغذائية
اللحوم ليست سواء. بعضها مليء بالدهون المشبعة، والبعض الآخر يمكن اعتباره خيارًا جيدًا إذا تناولناه بشكل معتدل ومحسوب.
أنواع اللحوم وتأثيرها:
- اللحم الأحمر (بقري – ضأن): يحتوي على دهون مشبعة ترفع الكولسترول، خصوصًا لو كان من قطع دهنية.
- اللحم الأبيض (دجاج – ديك رومي): أفضل نسبيًا خاصة إذا نُزعت منه الجلد.
- الأسماك الدهنية (سلمون – سردين – ماكريل): غنية بالأوميغا-3، وتقلل الكولسترول الضار.
- اللحوم المصنعة (سجق – لانشون – برجر): الأسوأ على الإطلاق لمرضى الكولسترول بسبب الدهون المهدرجة والمواد الحافظة.
متى تكون اللحمة خطرًا؟ التوقيت مهم!
الرغبة في تناول اللحوم لا يجب أن تتعارض مع صحتك، لكن هناك مواقف يجب أن تُؤجل أو تُحجم فيها عن استهلاك اللحوم:
- بعد التحاليل التي أظهرت ارتفاعًا حادًا في الكولسترول.
- في فترات التوتر والضغط العصبي الشديد.
- أثناء فترة النقاهة بعد عملية قلبية أو جلطات.
- إذا كنت تعاني من متلازمة الأيض أو السكري غير المنتظم.
نصائح ذهبية لتناول اللحوم بأمان
1. اختر النوع الصح
- تناول اللحم الأحمر الخالي من الدهون (مثل فيليه العجل).
- أفضل منه تناول الدجاج المشوي منزوع الجلد أو الأسماك المشوية.
2. الكمية = سر الأمان
- لا تتجاوز 90 إلى 120 جم في الوجبة (ما يعادل كف اليد).
- مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع كحد أقصى.
3. طريقة الطهي تغير كل شيء
- ابتعد عن القلي والتحمير.
- الأفضل: الشوي، السلق، أو الطهو على البخار.
4. ابتعد عن الصوصات الكريمية والمشبعة
- مثل الصوص الأبيض، أو الجبنة، أو الزبدة المذابة فوق اللحوم.
5. لا تنسَ الخضار
- أضف كمية كبيرة من الخضار الورقي أو المشوي لطبقك.
- الألياف تساعد على تقليل امتصاص الدهون والكولسترول في الأمعاء.
6. راقب طبقك الجانبي
- تجنب البطاطس المقلية أو الأرز الدسم.
- اختر البرغل، الكينوا، أو الخبز الأسمر.
اللحوم في المناسبات: كيف تستمتع دون أن تندم؟
في الأعياد والعزومات، يصعب تجنب اللحوم، لكن يمكن إدارة الموقف بذكاء:
- تذوق لا تفرط.
- اختر القطع الأقل دهنًا.
- لا تجمع بين اللحمة والحلوى الدسمة.
- اشرب كميات كافية من الماء.
ماذا يقول الأطباء؟ رأي العلم الحديث
أكدت الجمعية الأمريكية للقلب أن المرضى الذين يعانون من ارتفاع الكولسترول يمكنهم تناول اللحوم بشروط، أهمها:
- ضبط الكمية.
- اختيار النوع الأقل دهنًا.
- دمج النظام الغذائي بممارسة الرياضة والنشاط البدني.
كما تنصح “طب توداي” بأن يكون تناول اللحوم جزءًا من نظام متوازن يشمل الفواكه والخضروات والبقوليات، مع متابعة منتظمة للكولسترول وتحاليل الدهون الثلاثية.
بدائل اللحوم: التنويع الذكي للمائدة
إذا أردت أن تقلل اللحوم دون أن تشعر بالحرمان، جرب هذه البدائل:
- العدس، الفول، الحمص (مصادر بروتين نباتي ممتازة).
- التوفو أو البرجر النباتي.
- البيض المسلوق باعتدال.
- منتجات الصويا الصحية.
إشارات خطر: متى يجب التوقف فورًا عن تناول اللحوم؟
راجع طبيبك فورًا إذا لاحظت:
- ألم في الصدر بعد وجبة دهنية.
- ضيق في التنفس.
- خفقان مفاجئ.
- دوخة أو شعور بالثقل.
الخلاصة: كل شيء باعتدال.. حتى اللحمة!
اللحوم ليست عدوًا لمرضى الكولسترول، لكن تجاهل القواعد يجعلها خطرًا حقيقيًا. الحل هو الذكاء الغذائي، والاعتدال، واختيار الوقت والطريقة والكمية المناسبة. صحتك تستحق أن تعيش بتوازن، لا حرمان ولا تهور.