د. عمرو عبد الوهاب بدير: الولادة القيصرية والرضاعة الصناعية تؤثران سلبًا على مناعة الرضيع عبر الميكروبيوم المعوي

كتبت مي علوش

قال الدكتور عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إن الميكروبيوم المعوي – وهو مجموعة الميكروبات النافعة التي تعيش داخل أمعاء الإنسان – يلعب دورًا محوريًا في بناء مناعة الطفل منذ اللحظات الأولى بعد الولادة، مشيرًا إلى أن طريقة الولادة ونوع التغذية خلال الأشهر الأولى من العمر تؤثران بشكل مباشر على تركيبة هذا الميكروبيوم.

وأوضح الدكتور عمرو أن “الولادة الطبيعية تساعد الطفل على اكتساب ميكروبات مفيدة من قناة الولادة عند الأم، وهي ميكروبات تلعب دورًا مهمًا في تدريب الجهاز المناعي على التمييز بين العوامل الضارة وغير الضارة”، مضيفًا أن “الولادة القيصرية قد تحرم الطفل من هذا التعرض الطبيعي، مما يؤدي إلى تكوين ميكروبيوم فقير التنوع، وهو ما يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالحساسية، والربو، وبعض أمراض المناعة الذاتية لاحقًا.”

أشار إلى أن الرضاعة الطبيعية تُعد مصدرًا غنيًا بالبروبيوتيك والبريبيوتيك، وهي عناصر حيوية تعزز نمو الميكروبات النافعة، بينما قد تؤدي الرضاعة الصناعية إلى ضعف هذا التنوع الميكروبي، مؤكدًا أن “الحليب الطبيعي يحتوي على مركبات فريدة لا توجد في التركيبات الصناعية، تلعب دورًا في تقوية المناعة وتنظيم الهضم.”

ونصح الدكتور عمرو الأمهات باللجوء إلى الولادة الطبيعية ما لم توجد موانع طبية، والحرص على الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة، موضحًا أن السنوات الأولى من عمر الطفل هي الأهم في تكوين جهاز مناعي قوي وصحي، وتُعد الميكروبات النافعة جزءًا لا يتجزأ من هذه المنظومة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى