p { text-align: justify; }

لماذا خلق الله السرة في بطن الإنسان.. إعجاز رباني

كتبت/ مي السايح

السرة، تلك البقعة الصغيرة في منتصف البطن، قد تبدو بسيطة في ظاهرها، لكن خلف وجودها يكمن سر إلهي عظيم وإعجاز رباني فريد يعكس دقة الخلق وتكامل التصميم الإنساني. لطالما كانت السرة رمزًا بيولوجيًا لبداية الحياة، حيث تمثل الرابط الأول بين الجنين وأمه، ومن خلالها يتلقى الغذاء والأكسجين لينمو داخل رحمها.

ومع تقدم العلم، بدأت تتكشف المزيد من الأسرار حول دور السرة في حياة الإنسان، ليس فقط أثناء الحمل، بل حتى بعد الولادة، حيث تشير الدراسات إلى أنها تحتوي على شبكة عصبية دقيقة ونقطة اتصال مركزي تربط بين أجزاء عديدة من الجسم.

عند النظر إلى تكوين الإنسان، نجد أن الله عز وجل أبدع في خلقه من كل النواحي، وجعل لكل جزء من الجسد وظيفة دقيقة، تؤدي إلى توازن مثالي في الحياة الجسدية والنفسية، والسرة ليست استثناءً من هذا الإبداع، بل هي نقطة محورية تبدأ منها قصة الإنسان في الحياة.

خلال الحمل، يقوم الحبل السري بتوصيل الجنين بالمشيمة داخل رحم الأم، ويتصل هذا الحبل مباشرةً بالسرة. من خلاله، يحصل الجنين على الغذاء والأكسجين ويتخلص من الفضلات، مما يضمن له بيئة آمنة للنمو والتطور.

وعندما يُولد الطفل، يُقطع هذا الحبل، وتبقى السرة كأثر دائم لهذا الرابط الأول بالحياة، كدليل مادي على رحلة النمو التي بدأت من رحم الأم.

لكن الإعجاز لا يتوقف عند هذا الحد، فقد اكتشف الباحثون أن السرة تحتوي على نقاط طاقة عصبية دقيقة ترتبط بأعضاء كثيرة في الجسم مثل الكبد، الكلى، القلب، المعدة، والرئتين. ولذلك، تُستخدم في بعض الممارسات الطبية القديمة مثل “الطب الهندي” كمركز علاجي مهم يتم تدليكه أو وضع الزيوت فيه لتقوية مناعة الجسم وتحسين الصحة العامة.

تُعد السرة مكانًا غنيًا بالبكتيريا المفيدة التي تلعب دورًا في التوازن الميكروبي للبشرة، وتشير الدراسات إلى أن أنواع البكتيريا التي تعيش فيها تختلف من شخص لآخر، ما يجعلها بمثابة بصمة حيوية مميزة لكل إنسان.

ومن الأمور التي تعكس الإعجاز الرباني أن السرة لا تتكرر بنفس الشكل بين البشر، بل تختلف في موقعها وعمقها وشكلها، ما يجعلها علامة تعريف فريدة، بل ويُستخدم موقعها في الجسم كمرجع طبي لتقسيم البطن إلى مناطق لتشخيص الأمراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى