غاز السخان كاد يقتل أسرة كاملة: أم تروي لحظات الرعب والتسمم الجماعي
كتبت مي علوش

لحظات لا تُنسى عاشتها “م.أ”، أم لطفلين ، بعدما تحولت دقائق الاستحمام الروتينية إلى كابوس كاد أن يودي بحياتها وحياة طفليها.
قالت الأم: “كنت بحمي ابني الكبير اللي عمره سنة و٩ شهور، وسايبة الشامبو على شعري، وابني الصغير اللي عنده ٨ شهور مقعداه على الكرسي جنب باب الحمام. مكملناش خمس دقايق، حسيت فجأة إن جسمي بيتقل ودوخة شديدة جتلي مرة واحدة.”
في نفس اللحظة، وقع الطفل الكبير داخل البانيو وبدأ في البكاء، بينما لم تستطع الأم حمله رغم محاولتها. بدأ الرضيع بالصراخ هو الآخر. لم يكن هناك تفسير واضح لما يحدث، فقط شعور عام بالشلل والاختناق والدوخة.
تتابع الأم: “ندهت على جوزي، جه بسرعة وشالنا كلنا وخرج بينا من الحمام، بس أول ما خرجنا، ابني الكبير أغمي عليه تماماً، وأنا بدأت أفقد الإحساس برجليا.”
الزوج حمل الطفلين، ونزل مسرعاً إلى المستشفى بينما فقدت الأم وعيها تماماً عند باب الغرفة، بدأت تصرخ وهي توصيه بابنها الأكبر وتطلب منه إنقاذه، بينما كانت عاجزة عن الحركة تماماً، وتقول: “كنت بشوف الدنيا خيالات، عيني اتشعلقت لفوق وجاتلي تشنجات. كنت حاسة إني بموت.”
في دقائق معدودة وصلت حماتها التي تقطن بالقرب منهم، ونقلت الأم مع الرضيع إلى المستشفى، حيث تم تشخيص الحالة سريعاً بأنها تسمم بغاز أول أكسيد الكربون الناتج عن سخان الغاز الموجود في الحمام دون تهوية كافية.
التشخيص كان صادماً: الأم والطفلان مصابون جميعاً بتسمم غاز، دخلوا في مراحل مختلفة من الخطر، وتم وضعهم على أجهزة الأكسجين وإعطاؤهم أدوية مضادة للتسمم. وقال الطبيب لزوجها: “لو كنت اتأخرت ساعة، كانوا ماتوا التلاتة.”
تحذر الأم اليوم، وهي لا تزال تتعافى من الصدمة:
“أي حد عنده سخان غاز، لازم يستحمي والباب مفتوح أو الشباك مفروش ع الآخر. اللي يحس بدوخة أو تنميل أو فقدان وعي ف الحمام، يصرخ بأعلى صوت لأي حد في البيت ويخرج بسرعة يشم هوا. التهوية مهمة جداً.”
تحقيقات سابقة وتقارير طبية تؤكد أن غاز أول أكسيد الكربون هو القاتل الصامت، عديم اللون والرائحة، ويمكن أن يسبب الوفاة في دقائق دون أن يشعر به الإنسان، خاصة في الأماكن المغلقة.
رسالة الأم الأخيرة:
“ربنا ما يحط حد في الموقف ده. حسيت إني بموت قدام عيالي، ومش قادرة أنقذهم. خلي بالكم من ولادكم، ومن السخان، ومن التهوية.
سخان الغاز.. القاتل الصامت في بيوت المصريين
وتستعرض لكم طب توداي أحد أخطر التهديدات الصحية التي قد تتسلل إلى منازلنا دون سابق إنذار، وهو غاز أول أكسيد الكربون الناتج عن استخدام سخانات الغاز في الأماكن المغلقة دون تهوية مناسبة.
هذا الغاز عديم اللون والرائحة، ويُعرف في الأوساط الطبية باسم “القاتل الصامت“، لأنه لا يسبب أي أعراض واضحة في البداية، لكن استنشاقه بتركيز مرتفع قد يؤدي خلال دقائق إلى الدوخة، فقدان الوعي، الشلل المؤقت، التشنجات، وأحياناً الوفاة.
في فصل الشتاء، ومع اعتماد آلاف الأسر المصرية على سخانات الغاز داخل الحمامات المغلقة، تتزايد حالات التسمم، خاصة بين الأطفال.
وتشير التقارير الطبية إلى أن التسمم يحدث بسبب نقص الأكسجين في المكان، وعدم وجود مصدر تهوية كافٍ، مما يرفع تركيز الغاز في الهواء إلى مستويات خطرة.
وتنصح طب توداي باتباع إجراءات وقائية صارمة، منها:
- ترك باب الحمام مفتوحًا أو الشباك مفروشًا أثناء الاستحمام.
- تركيب جهاز كاشف أول أكسيد الكربون.
- صيانة السخان بانتظام والتأكد من أن له مصدر تهوية خارجي.
- عدم ترك الأطفال وحدهم في الحمام عند تشغيل السخان.
- سلامتك وسلامة أسرتك تبدأ من التهوية والوعي. لا تستهين بوجود سخان غاز داخل بيتك.. فهو مفيد، لكنه قد يتحول في لحظة إلى خطر قاتل.