المراهقات والاكتئاب: كيف نحمي فتياتنا وما هو السن الأخطر في عمر الفتيات 

كتبت دينا سالم

يمثل الاكتئاب في سن المراهقة تحديًا نفسيًا خطيرًا، خاصةً لدى الإناث، حيث تُظهر الدراسات أن الفتيات أكثر عرضة للإصابة به مقارنةً بالذكور، يرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية التي تزيد من حساسيتهن تجاه الضغوط والتغيرات الحياتية.

تزداد خطورة هذا الاضطراب إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح، مما قد يؤدي إلى مضاعفات تؤثر على الصحة العقلية والجسدية للمراهقات، وفي هذا السياق، يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح لحماية الفتيات من الاكتئاب وكيفية التعامل معه بفعالية.

الإناث أكثر عرضة للاكتئاب في سن المراهقة

تشير الأبحاث إلى أن الفتيات في مرحلة المراهقة يعانين من معدلات اكتئاب أعلى مقارنةً بالأولاد، حيث تلعب التغيرات الهرمونية دورًا أساسيًا في هذا الأمر. يؤدي ارتفاع هرمون الاستروجين إلى زيادة التفاعل العاطفي مع الضغوط النفسية، إلى جانب تأثيرات التنمر، وضغوط الدراسة، والمقارنات الاجتماعية التي تفاقم المشاعر السلبية.

اقرأ أيضًا: أهم علامات إصابة الأطفال والمراهقين بالاكتئاب

اقرأ أيضًا: دكتور محمد ثروت عمارة: كيف تزرع التكنولوجيا ومواقع السوشيال ميديا توقعات جنسية غير واقعية عند الشباب؟

أخطر سن يكون فيه الاكتئاب

يُعد سن 13 إلى 18 عامًا من أخطر الفترات التي قد يظهر فيها الاكتئاب لدى الفتيات. في هذه المرحلة، تعيش المراهقة العديد من التقلبات العاطفية والهرمونية، ما يجعلها أكثر حساسية للتوتر والقلق. إذا لم يتم الانتباه إلى العلامات التحذيرية مثل العزلة، وفقدان الاهتمام بالأنشطة، وتراجع الأداء الدراسي، فقد تتطور الحالة إلى مراحل أكثر خطورة مثل الاكتئاب الحاد أو التفكير في إيذاء النفس.

المراهقات والاكتئاب

واجب الأسرة في تخفيف الاكتئاب عند الإناث

تلعب الأسرة دورًا محوريًا في دعم الفتاة المراهقة والتخفيف من آثار الاكتئاب. من أهم واجباتها:

  • تعزيز التواصل: يجب على الأهل تخصيص وقت للاستماع إلى الفتاة دون أحكام أو نقد.
  • خلق بيئة داعمة: تشجيع الفتاة على التعبير عن مشاعرها بحرية مع توفير جو من الأمان والراحة.
  • تقليل الضغوط الدراسية: يجب على الأهل تحقيق توازن بين التوقعات الأكاديمية وراحة الفتاة النفسية.
  • تشجيع الأنشطة الصحية: مثل ممارسة الرياضة، والهوايات، والتواصل الاجتماعي، فهي تساعد في تحسين المزاج.

دور المجتمع والمدرسة في التوعية بالاكتئاب عند الإناث

لا يمكن للأسرة وحدها مواجهة هذه المشكلة، فالمجتمع والمدرسة يجب أن يشاركا في رفع الوعي وتقديم الدعم، من خلال:

  • توعية المعلمين: بتدريبهم على ملاحظة علامات الاكتئاب والتعامل معها بحكمة.
  • توفير الدعم النفسي في المدارس: عبر إنشاء مراكز استشارية للمساعدة النفسية.
  • إطلاق حملات توعوية: لتعريف الطالبات بمخاطر الاكتئاب وأهمية البحث عن المساعدة.
  • تعزيز ثقافة الصحة النفسية: عبر دمج مواضيع الصحة النفسية في المناهج الدراسية.

اقرأ أيضًا: د. عبد الناصر عمر : الاكتئاب الذهاني وخطورته ولماذا يؤدي إلى الانتحار | فيديو

اقرأ أيضًا: بعد انتهاء فترة الامتحانات.. كيف تتغلب على الاكتئاب والعودة إلى الحياة الطبيعية؟

ماذا يجب أن تفعل الأسرة لتجنب دخول الفتاة في حالة الاكتئاب؟

  • توفير جو أسري دافئ ومحبّ يشجع الفتاة على التحدث عن مشاعرها.
  • مراقبة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتجنب المقارنات السلبية والتنمر الإلكتروني.
  • الاهتمام بنظامها الغذائي ونمط نومها لأن سوء التغذية وقلة النوم قد يؤثران على حالتها المزاجية.
  • تعليمها كيفية التعامل مع التوتر عبر تمارين الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.

الاكتئاب في سن المراهقة ليس مجرد مرحلة عابرة، بل قد يكون مشكلة خطيرة تتطلب تدخلاً جادًا من الأسرة والمدرسة والمجتمع. من خلال الوعي والدعم العاطفي، يمكننا مساعدة فتياتنا على تجاوز هذه المرحلة بأمان وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، ليصبحن أكثر قوة وقدرة على مواجهة الحياة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى