“أخطاء قاتلة في تربية البنات… تحذيرات لا تعرفها كثير من الأمهات!”
كتبت مي علوش

مع تطور المجتمع وتعدد مصادر الخطر التي قد تتعرض لها الفتيات، تصبح مسؤولية التربية السليمة على عاتق الأسرة، وبشكل خاص الأم، ضرورة لا رفاهية. ويؤكد خبراء التربية أن السنوات الأولى في حياة الفتاة تشكل الأساس لمفاهيم الأمان، والوعي، والاحتشام، والقدرة على مواجهة المواقف الصعبة.
أخطاء شائعة في تربية البنات:
ترتكب بعض الأمهات أخطاء قد تبدو بسيطة لكنها تترك آثارًا نفسية وسلوكية عميقة، من بينها إغفال تعليم الفتاة منذ سن مبكرة خصوصية جسدها، أو السماح لها بالخروج وحدها، أو إهمال التوجيه في ما يتعلق بطريقة اللبس والجلوس. ومن المهم أن تدرك الأم أن توعية ابنتها بحقوقها الجسدية لا تعني تربية على الخوف، بل بناء شخصية واعية.
ما بعد البلوغ… مرحلة تحتاج لاحتواء وتوجيه:
عند اقتراب الفتاة من سن البلوغ، تحتاج الأم إلى الحديث معها بصراحة وهدوء عن التغيرات الجسدية والنفسية، وشرح مفهوم العلاقة الجنسية بطريقة تربوية تناسب عمرها، مع ربط كل ذلك بالقيم الدينية والاجتماعية.
كما يجب تدريبها على حماية خصوصيتها، وعدم السماح لأحد بلمس جسدها، أو الحديث معها بشكل مريب، حتى وإن كان من الأقارب.
لا للمقارنة… لا للتمييز:
من أكثر الأخطاء التي تقع فيها بعض الأسر تفضيل الذكر على الأنثى، مما يولّد لدى الفتاة شعورًا بالنقص أو الرفض. التوازن في الحب والرعاية بين الأبناء هو أساس بناء شخصية قوية ومتزنة نفسيًا. المقارنة المتكررة قد تُنتج فتاة ضعيفة الثقة بنفسها، أو متمردة، أو مشوشة في هويتها الأنثوية.
حرية الفتاة بين الثقة والضوابط:
تمنح بعض الأسر فتياتها حرية مطلقة تحت شعار المساواة، مما يؤدي إلى نتائج عكسية، كالتشبه بالذكور أو التصرف باندفاع في غياب الخبرة والوعي. المطلوب هو تربية قائمة على الحوار والوعي، دون قمع أو تفريط، مع وجود ضوابط واضحة تحفظها من الانحراف أو الوقوع في المشكلات.
يذكر أن تربية الفتيات مسؤولية تحتاج إلى وعي وحنان وحكمة. ما يُغرس في الطفولة يثمر في الشباب. والأم الواعية قادرة على بناء فتاة قوية، محترمة، وواعية بذاتها وحدودها.