احذري الاستخدام العشوائي لليزر: بشرتك ليست حقل تجارب!
كتبت جهاد محرم

في وقتٍ تتزايد فيه العناية بالبشرة وتُعدّ أحد أهم أولويات الجمال لدى النساء والرجال، يظلّ الكلف والتصبغات الجلدية من أكبر التحديات التي تؤرق الكثيرين. بين مستحضرات التفتيح والوصفات الطبيعية وأجهزة الليزر المتطورة، يبقى السؤال: هل الليزر هو الحل السحري لتوحيد لون البشرة والتخلص من الكلف نهائيًا؟
في هذا التقرير المفصل، نستعرض الأسباب الحقيقية للكلف، أنواعه، العلاجات الدوائية والطبيعية المتوفرة، كما نستعرض دور الليزر، فوائده وأضراره، ونقدم آراء عدد من الأطباء المتخصصين في الجلدية والتجميل.
ما هو الكلف؟
الكلف هو نوع من التصبغات الجلدية يظهر على هيئة بقع بنية أو رمادية داكنة اللون، ويُصيب غالبًا الوجه، خاصة الجبين والخدين والذقن والأنف، وأحيانًا الرقبة أو الذراعين. ورغم أنه أكثر شيوعًا لدى النساء، خاصة في سن الإنجاب، فإنه قد يصيب الرجال أيضًا.
أسباب الكلف: لماذا تظهر هذه البقع؟
تختلف أسباب الكلف باختلاف الحالة، ولكن أبرز العوامل تتضمن:
- الهرمونات: الحمل (يُعرف الكلف هنا باسم “قناع الحمل”)، أو استخدام حبوب منع الحمل، أو اضطرابات الغدة الدرقية.
- التعرض للشمس: الأشعة فوق البنفسجية تحفز إنتاج الميلانين في الجلد وتزيد من ظهور الكلف.
- العوامل الوراثية: من لديه تاريخ عائلي مع الكلف يكون أكثر عرضة للإصابة.
- استخدام مستحضرات تهيّج البشرة: مثل العطور أو الكريمات غير المصرح بها طبياً.
- الإجهاد النفسي واضطرابات النوم قد يكون لها دور غير مباشر أيضًا في زيادة ظهور التصبغات.
أنواع الكلف: هل كلها تعالج بنفس الطريقة؟
تؤكد د. سمر حسين، استشارية الأمراض الجلدية في القاهرة، أن الكلف لا يُعدّ حالة موحّدة، بل ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
- الكلف السطحي: يتمركز في الطبقات العليا من الجلد، ويستجيب للعلاج بسرعة.
- الكلف العميق: يتوغل في الطبقات الأعمق من البشرة، ويصعب علاجه.
- الكلف المختلط: مزيج من السطحي والعميق، وهو الأكثر شيوعًا.
وتشير د. سمر إلى أن “النجاح في علاج الكلف يعتمد بنسبة كبيرة على معرفة نوعه وتحديد عمقه قبل البدء بأي بروتوكول علاجي”.
العلاج الدوائي: خطوة أولى قبل التفكير في الليزر
العلاج الدوائي يُعدّ الخط الدفاعي الأول قبل اللجوء إلى أي تقنية تجميلية متقدمة، ويشمل:
- كريمات التفتيح الموضعية: مثل الهيدروكينون، التريتينوين، وحمض الأزيليك.
- مركبات طبية مركبة: مثل تركيبة “التريبل” الثلاثية والتي تجمع بين الهيدروكينون والتريتينوين والكورتيزون الخفيف.
- أدوية فموية: في بعض الحالات، يتم استخدام حمض الترانيكساميك عن طريق الفم بجرعات خفيفة وتحت إشراف طبي.
تحذّر د. منى زكريا، أخصائية الجلدية والتجميل في مركز طب توداي من استخدام كريمات تفتيح البشرة المنتشرة في الأسواق دون إشراف طبي، وتقول: “بعض هذه المنتجات تحتوي على كورتيزونات عالية أو زئبق، مما يؤدي لتلف الجلد وزيادة التصبغات على المدى الطويل”.
العلاجات الطبيعية: هل هي فعالة؟
العلاجات المنزلية مثل استخدام عصير الليمون، الكركم، أو ماء الورد قد تُستخدم كمساعدات، ولكن ليس لها تأثير فعّال على الكلف العميق. ويوضح د. كريم لطفي، أستاذ الأمراض الجلدية بجامعة عين شمس أن “الطرق الطبيعية قد تكون مفيدة للبشرة الحساسة أو في المراحل المبكرة من التصبغ، لكنها لا تغني عن العلاج الطبي ولا ينبغي الاعتماد عليها وحدها”.
الليزر: بين الحلم والواقع
تقنيات الليزر لتوحيد لون البشرة تُعتبر اليوم من أكثر الحلول شيوعًا لعلاج الكلف. ولكن هل هي فعلاً الحل السحري؟
تشير د. نجلاء محمود، خبيرة التجميل بالليزر في أحد مراكز العناية بالبشرة بالمهندسين، إلى أن “الليزر لا يصلح لكل أنواع الكلف. فهو يُظهر نتائج جيدة في الكلف السطحي، ولكن في حالات الكلف العميق قد يؤدي إلى تهيج الجلد وزيادة التصبغات إن لم يُستخدم بحذر”.
أشهر أنواع الليزر المستخدمة لعلاج الكلف
- ليزر Q-switched Nd:YAG: يُعتبر الأكثر أمانًا وفعالية لعلاج التصبغات السطحية.
- الفراكشنال ليزر: يعمل على تقشير الطبقات السطحية وتحفيز الكولاجين، ولكن لا يُنصح به إلا بعد تقييم شامل.
- الليزر الكربوني: يُستخدم أحيانًا كمقشر لطيف ولكنه لا يعالج التصبغات العميقة.
التحذيرات: متى يكون الليزر خطرًا؟
- إذا تم استخدام الليزر دون تشخيص دقيق لنوع الكلف.
- في حال البشرة الداكنة، قد يؤدي الليزر إلى زيادة التصبغ.
- إذا تم إجراء الجلسات في مراكز غير متخصصة أو باستخدام أجهزة غير معتمدة.
تؤكد د. نجلاء: “لا يوجد علاج سحري موحد للكلف، وكل حالة تستوجب خطة علاج شخصية تعتمد على نوع البشرة وعمق التصبغات”.
كيف نمنع عودة الكلف بعد العلاج؟
- استخدام واقي الشمس يوميًا بعامل حماية لا يقل عن SPF50.
- تجنب التعرض المباشر للشمس خاصة في أوقات الذروة.
- عدم استخدام مستحضرات تحتوي على كحول أو عطور.
- الاستمرار في روتين العناية الموصوف طبيًا.
نصائح طب توداي لعلاج آمن وفعّال للكلف
- لا تبدأ أي علاج دون تشخيص طبي دقيق.
- لا تخلط بين منتجات التفتيح والكريمات من تلقاء نفسك.
- استشر طبيب جلدية قبل أي جلسة ليزر أو تقشير.
- لا تثق بالوصفات الشعبية مجهولة المصدر على الإنترنت.
- الكلف لا يزول في يوم وليلة.. الصبر والمثابرة أساس العلاج.
خاتمة
الكلف ليس مشكلة تجميلية فقط، بل قد يكون انعكاسًا لتغيرات هرمونية أو صحية في الجسم. وعلى الرغم من أن الليزر يمكن أن يكون أداة قوية في العلاج، إلا أنه ليس الحل السحري في جميع الحالات. الأهم دائمًا هو التشخيص الصحيح، ومتابعة الحالة تحت إشراف طبي متخصص.
🔒 حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي.
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.