هل يجب تعديل مواعيد أدوية مرضى الضغط والسكري خلال فصل الصيف؟
كتبت منى وهبة

مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، يعاني مرضى الأمراض المزمنة – مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري – من تغيرات تؤثر بشكل مباشر على أجسامهم، وقد تفرض واقعًا جديدًا في طريقة تناولهم للأدوية.
التعرق الزائد، فقدان السوائل، التغير في النشاط البدني، وتبدل الروتين اليومي كلها عوامل قد تؤثر على امتصاص الأدوية، فعالية الجرعة، وتوقيت تناولها. ولهذا يُطرح سؤال مهم: هل يجب على مرضى الضغط والسكر تعديل مواعيد أو جرعات أدويتهم خلال الصيف؟
يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح والتعليمات حول تناول أدوية مرضى الضغط والسكر في فصل الصيف، وكيف يمكن تقليل المخاطر المصاحبة لارتفاع درجات الحرارة، مع الحفاظ على استقرار الحالة الصحية.
كيف يؤثر الصيف على مرضى الضغط والسكر؟
أولًا: مرضى الضغط
- فقدان السوائل بالتعرق قد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، خاصة إذا لم يتم تعويض السوائل بالشرب.
- ارتفاع الحرارة يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية، مما يقلل الضغط، ويُضاعف من تأثير بعض أدوية خفض الضغط.
- مدرات البول التي تُستخدم لعلاج الضغط قد تزيد من خطر الجفاف.
- النشاط البدني في الصيف يرفع معدل فقدان الإلكتروليتات، ما يؤثر على توازن الجسم.
اقرأ أيضا: بيهيبر ويمنع امتصاص الحديد..أضرار الشاي باللبن على الأطفال
اقرأ أيضا: ممنوع التنفس من الفم دون الأنف..احذر 8 أمراض تصيبك بسببها
ثانيًا: مرضى السكري
- التعرق الزائد يقلل من مستوى السوائل، مما قد يؤثر على تركيز السكر في الدم.
- أدوية السكر، خاصة الإنسولين، تتأثر بدرجة حرارة الجسم والمحيط.
- خطر نوبات انخفاض السكر (الهيبوجلايسيميا) يزداد في الجو الحار نتيجة نشاط زائد أو قلة الأكل.
- الصيام، العطش، والنشاط المتفاوت يزيد من تذبذب السكر في الدم.
هل يجب تعديل مواعيد الأدوية؟ ومتى يكون ذلك ضروريًا؟
أولًا: لا تُعدل الأدوية من نفسك
- لا يجب أبدًا تغيير توقيت أو جرعة الدواء دون استشارة الطبيب، حتى لو شعرت بانخفاض الضغط أو السكر.
- بعض التغييرات قد تكون مطلوبة، لكن بإشراف مباشر من الطبيب المعالج.
ثانيًا: متى يُنصح بمراجعة المواعيد أو الجرعات؟
- إذا لاحظ المريض أعراض انخفاض الضغط مثل: دوخة، صداع، إعياء.
- إذا بدأ المريض يُعاني من انخفاض متكرر في سكر الدم دون سبب واضح.
- في حالات النشاط البدني الزائد أو العمل تحت الشمس فترات طويلة.
- عند فقدان كميات كبيرة من السوائل (تعرق، إسهال، قيء).
نصائح طب توداي لمرضى الضغط والسكر في الصيف
1. احرص على ترطيب جسمك باستمرار
- اشرب ما لا يقل عن 2.5 لتر من الماء يوميًا.
- لا تنتظر العطش، بل اشرب بانتظام.
- ابتعد عن المشروبات الغنية بالكافيين أو السكر.
2. راقب ضغطك وسكرك في المنزل
- استخدم أجهزة قياس السكر والضغط بشكل دوري.
- دوّن القراءات وشاركها مع الطبيب إذا لاحظت أي تغيرات.
3. راجع توقيت دوائك مع الطبيب
- بعض الأدوية قد يكون من الأفضل تناولها في المساء بدلًا من الصباح لتقليل خطر انخفاض الضغط أو السكر.
- أدوية مثل الإنسولين قد تتطلب تعديل الجرعة إذا زادت الحرارة أو النشاط البدني.
4. احذر من الشمس المباشرة
- تجنب الخروج في أوقات الذروة (من 11 صباحًا إلى 4 عصرًا).
- استخدم قبعة وملابس فاتحة وقطنية.
- حافظ على التهوية الجيدة في مكان الإقامة.
5. لا تُهمل وجباتك
- تناول وجبات خفيفة ومتكررة، وتجنّب تفويت الوجبات الأساسية.
- لا تخرج من المنزل دون تناول إفطار متوازن يحتوي على كربوهيدرات معقدة وبروتين.
- احرص على وجود وجبة خفيفة (مثل تمر أو بسكويت) تحسبًا لانخفاض السكر.
6. احذر من الأدوية الحساسة للحرارة
- بعض أنواع الإنسولين والأدوية البيولوجية تحتاج إلى تبريد.
- لا تترك الأدوية في السيارة أو تحت أشعة الشمس.
اقرأ أيضا: ترطيب وتعزيز نمو الشعر.. تعرف على فوائد زبدة الشيا لشعرك
اقرأ أيضا: هل من الأفضل أن تمارس الرياضة بحذاء أم حافي القدمين ؟
ماذا عن المدرات البولية وأدوية الضغط؟
مدرات البول تُستخدم لخفض الضغط عن طريق تقليل السوائل في الجسم، لكنها في الصيف قد تُسبب:
- جفاف شديد
- اختلال توازن الصوديوم والبوتاسيوم
- دوخة وهبوط مفاجئ في الضغط
لذلك يُنصح بمراجعة الطبيب بشأن الجرعة، وقد يُوصي بتقليلها أو تغيير نوع الدواء في أيام الحرارة الشديدة.
التمارين والأنشطة البدنية في الصيف لمرضى الضغط والسكر
- مارس الرياضة في الأوقات الباردة مثل الصباح الباكر أو بعد المغرب.
- لا تمارس التمارين في مكان مغلق أو غير جيد التهوية.
- خذ قسطًا من الراحة كل 15-20 دقيقة أثناء التمارين.
- افحص مستوى السكر قبل وبعد التمرين، خاصة إذا كنت تستخدم الإنسولين.
ما هي العلامات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا في الصيف؟
لمريض الضغط:
- صداع شديد ومفاجئ
- دوخة أو إغماء
- خفقان أو ضعف في الرؤية
- نزيف الأنف المتكرر
لمريض السكر:
- تعرق زائد دون مجهود
- رجفة، عصبية، جوع شديد
- إغماء أو ضعف في الوعي
- جفاف الفم والجلد، انخفاض في البول
في هذه الحالات يجب التوجه للطوارئ فورًا.
جدول توعوي مقترح لتوزيع جرعات الأدوية في الصيف (بالاتفاق مع الطبيب)
نوع الدواء | الموعد المُوصى به | ملاحظات |
---|---|---|
أدوية الضغط | صباحًا أو مساءً حسب نوعه | يجب مراقبة الضغط وتعديل الجرعة عند اللزوم |
مدرات البول | صباحًا فقط | لتجنب التبول الليلي والجفاف |
الإنسولين طويل المفعول | في المساء | لتفادي الهبوط في النهار الحار |
الإنسولين سريع المفعول | حسب الوجبات | يجب قياس السكر قبل وبعد كل جرعة |
أدوية تنظيم السكر الفموية | بعد الأكل مباشرة | مع الحفاظ على انتظام الوجبات |
تنبيه: لا تُجري أي تعديل على الجرعات أو المواعيد بدون توجيه مباشر من الطبيب المعالج.
دور الأسرة والمحيط الاجتماعي
- شجع المريض على شرب الماء باستمرار.
- راقب سلوكه إذا كان كبيرًا في السن أو طفلًا مصابًا بالسكري.
- جهز وجبات خفيفة وصحية مناسبة للصيف وتُسهم في استقرار السكر والضغط.
- اجعل قياس الضغط والسكر عادة يومية مثل غسل اليدين.
خلاصة القول: الصيف ليس عدوًا… لكنه يتطلب وعيًا
ارتفاع درجات الحرارة في الصيف قد يُشكّل تحديًا حقيقيًا لمرضى الضغط والسكري، لكنه لا يعني بالضرورة التوقف أو التخوف من العلاج.
بالتخطيط، المتابعة الدورية، والترطيب الكافي، يمكن للمريض أن يتجنب المضاعفات ويستمر في حياته الطبيعية.
لا تتردد في التواصل مع الطبيب إذا لاحظت تغيرًا في استجابة جسمك للدواء. العلاج الفعّال يبدأ من معرفة جسمك والتأقلم الذكي مع فصول السنة.