“هل ظهور أسنان الرضيع قبل 4 أشهر يدعو للقلق؟”
كتبت مها مراد

🍼 التسنين المبكر: هل يُعد مؤشرًا على مشاكل في نمو الطفل؟
ما هو التسنين المبكر؟
التسنين المبكر هو ظهور أولى أسنان الطفل اللبنية قبل بلوغه عمر الأربعة أشهر. بينما يُعتبر التوقيت الطبيعي للتسنين ما بين الشهر السادس والعاشر، فإن بعض الأطفال قد تبدأ لديهم هذه المرحلة في عمر ثلاثة أشهر أو حتى أقل. وهنا تبدأ تساؤلات الأمهات: “هل هذا طبيعي؟ هل يعني أن طفلي يعاني من مشكلة صحية؟ هل هناك خطر على نموه؟”
هل التسنين المبكر أمر شائع؟
بحسب خبراء الأطفال في منصة طب توداي، فإن التسنين المبكر يُعد حالة نادرة نسبيًا، لكنه لا يعني بالضرورة وجود خلل أو مشكلة صحية. ما يقارب 1% من الأطفال يظهر لديهم السن الأول عند الولادة أو خلال أول شهرين، ويُطلق عليها “الأسنان الولادية” أو “الأسنان النيوزولية”. أما التسنين ما بين الشهر الثالث والرابع فهو أكثر شيوعًا ويحدث غالبًا دون مضاعفات، لكنه يستدعي بعض الملاحظات الطبية للتأكد من سلامة النمو العام للطفل.
هل التسنين المبكر يرتبط بمشاكل في النمو؟
1. الأسباب الهرمونية والوراثية
يشير الأطباء إلى أن التسنين المبكر قد يكون في بعض الحالات مرتبطًا بعوامل وراثية، خاصة إذا كان أحد الوالدين قد مر بنفس التجربة في طفولته.
أما من الناحية الطبية، فإن اضطرابات في إفراز بعض الهرمونات مثل هرمون الغدة الدرقية أو النمو قد تسرّع من ظهور الأسنان، خصوصًا في حالات الفرط الهرموني. لهذا، تنصح “طب توداي” بإجراء تقييم شامل للطفل إذا ترافق التسنين المبكر مع أعراض أخرى غير معتادة مثل: نمو سريع للجمجمة، أو علامات بلوغ مبكر، أو مشاكل في الوزن والطول.
2. علاقة التسنين المبكر بالتطور العقلي
يعتقد بعض الآباء أن التسنين المبكر قد يكون مؤشرًا على الذكاء أو النضج العقلي المبكر، لكن الدراسات لا تؤكد وجود علاقة مباشرة بين التسنين المبكر والقدرات العقلية. التسنين هو مرحلة بيولوجية لا ترتبط بالضرورة بمستوى النمو العقلي أو الذكاء.
علامات التسنين المبكر التي يجب مراقبتها
ظهور السن ليس هو العرض الوحيد، فمرحلة التسنين تترافق عادة مع بعض الأعراض المزعجة التي قد تبدأ قبل بروز السن بأسابيع:
- زيادة إفراز اللعاب
- رغبة شديدة في العض والمضغ
- بكاء وتهيج غير مبرر
- اضطراب النوم
- قلة الشهية
- أحيانًا: ارتفاع طفيف في درجة الحرارة (لكن الحمى المرتفعة ليست من أعراض التسنين الطبيعي)
متى يكون التسنين مؤشرًا على مشكلة صحية؟
إذا لاحظتِ ظهور الأسنان مبكرًا جدًا مع وجود:
- تضخم في الرأس أو الوجه
- زيادة غير طبيعية في الطول والوزن
- أعراض عصبية غير مفسرة
- تاريخ عائلي لاضطرابات الغدد أو النمو المبكر
فقد يكون من المفيد زيارة طبيب الغدد الصماء لإجراء بعض الفحوصات الهرمونية. تؤكد منصة طب توداي أن الاطمئنان لا يقل أهمية عن الوقاية، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل.
كيف تتعاملين مع ألم التسنين المبكر؟
تقدم “طب توداي” مجموعة من النصائح العملية لتخفيف انزعاج الرضيع أثناء التسنين، بطريقة آمنة وفعالة دون الحاجة إلى أدوية قوية:
1. العضاضات المبردة (وليس المجمّدة)
من أفضل الوسائل لتهدئة اللثة. اختاري أنواعًا طبية خالية من BPA، وضعيها في الثلاجة (وليس الفريزر) لتجنب إصابة لثة الطفل.
2. تدليك اللثة بأصابع نظيفة
استخدمي إصبعك بعد غسله جيدًا أو قطعة شاش نظيفة وبلّليها بالماء البارد، ثم دلّكي لثة الطفل بلطف.
3. تجنب استخدام الجِل المحتوي على البنزوكايين
تحذر “طب توداي” من استخدام الجِلّات المخدرة التي تحتوي على “بنزوكايين” أو “ليدوكايين”، لما قد تسببه من آثار جانبية خطيرة على الأطفال، أبرزها انخفاض الأكسجين في الدم.
4. تقديم أطعمة صلبة آمنة (في عمر مناسب)
إذا بلغ الطفل 6 أشهر، يمكن تقديم شرائح باردة من الجزر أو الخيار تحت إشراف مباشر، لتخفيف التهيج في اللثة.
5. الانتباه للنظافة
مع ظهور السن الأول، من المهم البدء بتنظيفه بلطف باستخدام فرشاة صغيرة جدًا أو قطعة قماش مبللة، لتجنب مشاكل التسوس المبكر.
هل يجب زيارة الطبيب عند التسنين المبكر؟
نعم، في بعض الحالات يُنصح بمراجعة طبيب الأطفال، خصوصًا إذا:
- ظهرت الأسنان قبل 3 أشهر
- كانت الأسنان رخوة أو تتأرجح
- ظهرت أعراض غير معتادة مع التسنين
- كانت هناك أسنان عند الولادة
ماذا يقول الأطباء؟
يؤكد د. عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة في تصريحات لـ”طب توداي”:
“التسنين المبكر لا يجب أن يثير الذعر، لكنه يستحق التقييم، خصوصًا إذا صاحبه تسارع في النمو أو علامات مقلقة. التوازن بين القلق والطمأنينة هو أساس الرعاية الجيدة.”
متى يظهر أول سن طبيعيًا؟
في أغلب الأطفال، تبدأ أولى الأسنان بالظهور بين الشهر السادس والثامن، وغالبًا ما تكون القواطع السفلية الأمامية، تليها القواطع العلوية، ثم الأضراس والأنياب لاحقًا.
كلمة أخيرة من منصة طب توداي
لا يعني التسنين المبكر دائمًا وجود خلل، لكن الوعي والتعامل الصحيح مع أعراضه يضمنان راحة الطفل والأهل معًا. لا تستخدمي الوصفات الشعبية غير المثبتة طبيًا، ولا تعطي الطفل أدوية دون استشارة الطبيب. كل مرحلة في عمر الطفل تحتاج إلى دعم علمي ومراقبة هادئة.
حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي ©
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط، وتلتزم بتقديم معلومات دقيقة ومدعومة علميًا من نخبة من الأطباء المتخصصين.
تابعوا نصائح “طب توداي” دومًا لصحة أطفالكم وسلامتكم.