متى يصبح طنين الأذن مرضًا لا يمكن تجاهله؟

كتبت رقية جمال

طنين الأذن هو شعور مزعج للغاية يُوصف غالبًا بأنه صوت صفير، أو رنين، أو طنين، أو حتى صوت نبض داخل الأذن. المشكلة أن هذا الصوت ليس له مصدر خارجي حقيقي، مما يجعله محيّراً ومقلقاً للكثيرين، خاصة عندما يستمر لفترة طويلة أو يتكرر بشكل مزعج.

بحسب الدكتور أحمد رشدي، أستاذ أمراض السمع والاتزان بكلية طب القاهرة، فإن “طنين الأذن لا يُعد مرضًا في حد ذاته، بل هو عرض لحالة صحية أخرى، قد تكون بسيطة مثل انسداد شمع الأذن، أو خطيرة مثل وجود ورم على العصب السمعي”.


🟦 أسباب طنين الأذن: من الشائع إلى الخطير

تتنوع الأسباب وراء الطنين، ومن أبرزها:

  • التعرض للأصوات العالية: الاستخدام الطويل لسماعات الأذن أو العمل في بيئات صاخبة يمكن أن يؤدي إلى تلف في خلايا الأذن الداخلية.
  • انسداد الأذن بالشمع: تراكم الشمع قد يسبب ضغطًا يؤثر على السمع ويؤدي إلى الطنين.
  • التقدم في السن: فقدان السمع المرتبط بالعمر من أكثر أسباب الطنين شيوعًا.
  • الأمراض المزمنة: مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، أو أمراض القلب.
  • استخدام بعض الأدوية: مثل الأسبرين، ومدرات البول، وبعض المضادات الحيوية.
  • أورام العصب السمعي أو مشكلات في الدماغ أو الدورة الدموية.

ويضيف الدكتور شريف عبد الحميد، استشاري الأنف والأذن بمستشفى المعادي العسكري أن “الإهمال في علاج السبب الرئيسي قد يحوّل الطنين من حالة عابرة إلى مشكلة مزمنة تؤثر على جودة الحياة”.


🟩 هل الطنين مؤقت أم دائم؟ كيف تميّز الفرق؟

من المهم التفرقة بين الطنين المؤقت والدائم:

  • الطنين المؤقت: غالبًا ما يحدث بعد التعرض لصوت مرتفع جدًا، ويختفي خلال ساعات أو أيام قليلة.
  • الطنين المزمن: يستمر لأكثر من 6 أشهر، وقد يكون ثابتًا أو متقطعًا.

ويؤكد د. نادر السعيد، أستاذ أمراض السمع والتوازن بجامعة عين شمس أن “المتابعة مع طبيب مختص في حال استمرار الطنين لأكثر من أسبوعين أمر ضروري، حتى لا تتفاقم المشكلة وتؤدي إلى فقدان سمع دائم”.


🟨 كيف يتم تشخيص طنين الأذن؟

الخطوة الأولى هي إجراء تقييم شامل يشمل:

  • اختبار سمعي كامل (Audiogram)
  • فحص الأذن الخارجية والوسطى
  • اختبارات التوازن
  • أحيانًا يتم طلب أشعة بالرنين المغناطيسي (MRI) لاستبعاد الأورام أو مشكلات الدورة الدموية.

🟦 خيارات العلاج: بين الأدوية والتقنيات السمعية

لا يوجد دواء “يعالج” الطنين تمامًا، لكن العلاج يهدف إلى تقليل الأعراض أو السيطرة عليها.

🟢 1. الأدوية والمكملات:

  • مضادات الاكتئاب ومضادات القلق في الحالات المصحوبة بتوتر شديد.
  • أدوية لتحسين الدورة الدموية في الأذن.
  • مكملات الزنك وفيتامين B12 في بعض الحالات.

🟢 2. وسائل سمعية:

  • أجهزة مساعدة للسمع: تساعد في تقليل الإحساس بالطنين عن طريق تعزيز الأصوات المحيطة.
  • أجهزة الإخفاء (Maskers): تصدر أصواتًا خفيفة تغطي صوت الطنين وتساعد الدماغ على تجاهله.

🟢 3. العلاج السلوكي (CBT):
مفيد جدًا للتعامل مع القلق المرتبط بالطنين، خاصة في حال عدم وجود سبب عضوي واضح.

🟢 4. العلاج الصوتي:
وهو إعادة تدريب السمع باستخدام أصوات بيئية مهدئة لتعليم الدماغ “تجاهل” الطنين تدريجيًا.


🟩 متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟

لا يجب الاستخفاف بالطنين في الحالات التالية:

  • إذا صاحبه فقدان مفاجئ للسمع
  • إذا كان يؤثر على النوم أو التركيز
  • إذا صاحبه دوار أو اختلال في التوازن
  • إذا ظهر في أذن واحدة فقط فجأة
  • إذا كان مصحوبًا بألم أو إفرازات من الأذن

وفي هذه الحالات، يُنصح باللجوء إلى طبيب أنف وأذن مختص فورًا لتحديد السبب وعلاجه.


🟨 طنين الأذن عند الأطفال: هل هو مقلق؟

نعم، إذ تشير الدراسات إلى أن الطنين قد يصيب الأطفال أيضًا، خاصة في حالات فقدان السمع أو بعد الإصابة بنزلات البرد المتكررة أو الالتهابات. ويشير د. عمرو عبد العزيز، استشاري طب الأطفال بمستشفى أبو الريش إلى أن “الطفل قد لا يستطيع التعبير عن المشكلة، لكن يمكن ملاحظتها من خلال تكرار حك الأذن، أو البكاء غير المبرر، أو ضعف التركيز”.


🟦 نصائح طب توداي للتعامل مع الطنين:

  • لا تستخدم أعواد القطن أو محاولات تنظيف الأذن دون إشراف طبي.
  • تجنب الأصوات المرتفعة قدر الإمكان.
  • مارس تمارين الاسترخاء للتقليل من القلق والتوتر.
  • راقب ضغط الدم وتحقق من مستويات السكر في الدم إذا كنت مريضًا مزمنًا.
  • لا تهمل أي تغير في السمع أو إحساس غير طبيعي بالأذن.

🟩 هل يمكن الوقاية من الطنين؟

بعض حالات الطنين يمكن الوقاية منها من خلال:

  • استخدام سدادات الأذن في الأماكن الصاخبة.
  • عدم الإفراط في استخدام سماعات الأذن، خصوصًا بدرجات صوت مرتفعة.
  • مراجعة الطبيب قبل استخدام أدوية قد تؤثر على الأذن الداخلية.
  • الكشف الدوري على السمع، خاصة مع التقدم في العمر.

🟨 في الختام: صوت الأذن ليس دائمًا عابرًا

طنين الأذن ليس مجرد صوت مزعج، بل قد يكون إشارة مبكرة لحالة صحية خطيرة. الفحص المبكر، والاهتمام بالأعراض المصاحبة، وطلب استشارة طبية متخصصة، كلها خطوات ضرورية لحماية السمع وجودة الحياة.

#حقوق_الطبع_والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
#طب_توداي


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى