ليه النبي فطر على تمر؟ أسرار طبية وحِكم ربانية في سنة بسيطة

من السنن النبوية التي يحرص عليها المسلمون في شهر رمضان وغيره، الإفطار على التمر. فقد ورد في الحديث الشريف أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يبدأ فطوره على تمرات قليلة، وإن لم يجد فماء، وهذه السنة البسيطة تحمل في طياتها حكمة طبية عظيمة كشف عنها العلم الحديث بعد قرون من الممارسة.

التمر ليس مجرد ثمرة حلوة الطعم، بل هو مخزن غني بالعناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم خاصة بعد ساعات طويلة من الصيام.

ويتميز بسهولة هضمه وسرعة امتصاصه، مما يجعله خيارًا مثاليًا لبدء الإفطار دون إجهاد المعدة أو رفع نسبة السكر في الدم بشكل مفاجئ.

تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم الفوائد الصحية والنصائح المرتبطة بالإفطار على التمر، وحكمة النبي الكريم في هذه السنة المباركة

من أبرز ما يميز التمر احتواؤه على السكريات الطبيعية مثل الجلوكوز والفركتوز، والتي تساهم في رفع مستويات الطاقة في الجسم بسرعة وآمان بعد ساعات من الامتناع عن الأكل. كما يحتوي التمر على الألياف التي تُحسن من عملية الهضم وتُقلل من مشكلات الإمساك الشائعة في رمضان.

التمر غني أيضًا بالبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والحديد، وهي عناصر ضرورية لتنظيم ضغط الدم، وتقوية العضلات، وتحسين وظائف الأعصاب. كذلك يحتوي على مضادات أكسدة تساعد في مكافحة الالتهابات وتعزيز المناعة.

من الناحية الطبية، الإفطار على التمر يُعد مدخلًا لطيفًا للجهاز الهضمي، فلا يُفاجأ المعدة الثقيلة أو الفارغة بأطعمة دهنية أو ثقيلة، بل يبدأ بشيء خفيف وسهل الامتصاص، مما يقي من اضطرابات المعدة التي يعاني منها البعض عند الإفطار المفاجئ.

وقد أثبتت دراسات حديثة أن الإفطار على تمرات فردية (واحدة أو ثلاث أو خمس) يُساعد في ضبط معدل السكر في الدم تدريجيًا دون التسبب في ارتفاع مفاجئ كما تفعل الحلويات المصنعة.

السنة النبوية ليست فقط عبادة، بل دليل عملي لحياة صحية متوازنة، وكل تفصيل فيها يحمل منافع دنيوية إلى جانب الأجر الأخروي. والإفطار على التمر خير مثال على التقاء الدين بالعلم، والروح بالجسم.