ليه الخلافات الزوجية بتزيد بعد الولادة.. هل هو حسد أم توتر ؟
كتبت علا رامي

لا شك أن قدوم مولود جديد يُعدّ من أجمل اللحظات التي تمر بها الأسرة، ولكنه في الوقت نفسه قد يكون نقطة تحول في طبيعة العلاقة بين الزوجين. كثير من الأزواج يلاحظون تغيرًا ملحوظًا في مستوى التفاهم والحب بعد الولادة، وتبدأ الخلافات في التزايد، مما يطرح تساؤلات عديدة: هل هو ضغط طبيعي؟ هل هناك دور للحسد؟ أم أن العلاقة كانت هشة من الأساس؟
في هذا التقرير، يستعرض لكم “طب توداي” أهم الأسباب النفسية والاجتماعية والروحية التي تؤدي إلى توتر العلاقة الزوجية بعد الولادة، وكيفية تجاوز هذه المرحلة بذكاء ووعي مشترك.
أولًا: لماذا تزداد الخلافات بعد الولادة؟
تعيش الأسرة خلال فترة ما بعد الولادة مجموعة من التغيرات الفسيولوجية والنفسية التي تؤثر بشكل مباشر على العلاقة بين الزوجين، ومنها:
- الإرهاق الجسدي والنفسي: الأم تعاني من قلة النوم والتعب المستمر نتيجة العناية بالمولود، ما يجعلها سريعة الغضب.
- تغير الهرمونات: تقلبات المزاج الناتجة عن التغيرات الهرمونية تؤثر على نظرة الأم للأمور وتزيد حساسيتها.
- الضغط المالي: تكاليف الولادة واحتياجات الطفل تضع عبئًا إضافيًا على الزوج.
- قلة الخصوصية: وجود طفل جديد في المنزل يفرض واقعًا جديدًا يقلل من وقت الزوجين معًا، ويؤثر على العلاقة الحميمة.
- عدم الاستعداد النفسي: بعض الأزواج يعتقدون أن الأمور ستظل كما كانت قبل الطفل، ويصطدمون بالواقع الجديد.
اقرأ أيضا: غير حياتك للأفضل.. كيف تؤثر العادات اليومية على صحتك النفسية؟
اقرأ أيضا: تعرف على 6 أشهر مشاكل العيون خلال فصل الشتا
ثانيًا: دور الحسد.. خرافة أم حقيقة؟
في مجتمعاتنا العربية، كثيرًا ما تُنسب الخلافات الزوجية بعد الولادة إلى الحسد، وتُقال عبارات مثل: “فرحنا أوي بالحمل.. أكيد حد حسدنا!”، أو “من وقت ما اتولد الطفل والمشاكل زادت!”.
فهل الحسد عامل حقيقي؟
الحسد مذكور في الأديان، ويؤمن به كثير من الناس، لكن لا يجب أن يكون السبب الوحيد الذي نعلّق عليه كل مشكلاتنا. بل يجب النظر إلى:
- التغيرات النفسية الطبيعية.
- نقص التواصل والتفاهم بين الزوجين.
- ضغط المسؤوليات الجديدة.
الحسد قد يكون موجودًا، لكن التعامل معه يكون بالتحصين الروحي، وليس بإغفال الأسباب الحقيقية للمشكلة.
ثالثًا: التغير في العلاقة الحميمة
من أبرز التغيرات التي تواجهها العلاقة الزوجية بعد الولادة هي الفتور في العلاقة الحميمة، وذلك بسبب:
- شعور الأم بالإرهاق.
- تغير شكل الجسم بعد الحمل.
- قلة الشعور بالأنوثة والثقة بالنفس.
- عدم تفهم الزوج لما تمر به زوجته من تغيرات جسدية ونفسية.
هذا الفتور قد يُفسَّر أحيانًا من الطرف الآخر كـ”برود عاطفي” أو “نفور”، بينما هو في الحقيقة احتياج للدعم والتفهم والاحتواء.
رابعًا: كيف يؤثر الطفل على مشاعر الغيرة بين الزوجين؟
من الظواهر الشائعة بعد الولادة أن يشعر أحد الطرفين –غالبًا الزوج– بالغيرة من الطفل، إذ يشعر بأن الاهتمام كله ذهب للمولود، ولم يعد شريكًا أولًا في حياة زوجته.
وهذا الشعور طبيعي في البداية، لكن خطورته تظهر إذا لم تتم مناقشته بصراحة أو تجاوزه:
- يجب على الأم أن تحافظ على التواصل العاطفي مع الزوج، ولو بلحظات بسيطة يوميًا.
- على الزوج أن يتفهم أولوية الطفل في هذه المرحلة، لكن دون أن يشعر بالإهمال.
اقرأ أيضا: احذر منها..9 أمراض تسببها تناول القهوة سريعة التحضير
اقرأ أيضا: لو تعرفها هتبطل على طول..ايه هيحصل لجسمك لما تبطل تدخين
خامسًا: ماذا عن الاكتئاب بعد الولادة؟
اكتئاب ما بعد الولادة من أكثر الأسباب الخفية التي تؤدي إلى التوتر الزوجي. وتشير الدراسات إلى أن 1 من كل 7 نساء تعاني منه بدرجات متفاوتة.
من علاماته:
- الانعزال والانسحاب.
- البكاء المتكرر دون سبب.
- عدم الرغبة في العناية بالطفل.
- الغضب والعصبية تجاه الزوج.
يجب هنا التدخل الطبي والنفسي، وليس فقط اللوم أو التجاهل.
سادسًا: كيف يمكن الوقاية من الخلافات بعد الولادة؟
التوتر بعد الولادة ليس حتميًا، ويمكن تقليل حدته باتباع خطوات عملية:
1. التحضير النفسي والواقعي قبل الولادة:
- الحديث عن المسؤوليات الجديدة.
- تقسيم الأدوار بمرونة.
- الاستعداد لتغير طبيعة العلاقة مؤقتًا.
2. التواصل المستمر:
- الحديث يوميًا عن المشاعر والاحتياجات.
- عدم كبت الغضب أو تراكم المشكلات.
3. إظهار التقدير:
- الزوج يشكر زوجته على مجهودها.
- الزوجة تُشعر زوجها بدوره وأهميته في البيت.
4. تخصيص وقت للزوجين:
- حتى لو كان ربع ساعة في اليوم، تبادُل الحنان مهم.
- يمكن الاستعانة بالجدة أو المربية عند الحاجة.
سابعًا: هل ينتهي الحب بعد الطفل؟
من المفاهيم الخاطئة أن الحب “يموت” بعد الطفل. في الواقع، العلاقة الزوجية تنتقل إلى مرحلة نضج أعمق، حيث يتحول الحب من مجرد رومانسية إلى شراكة قوية.
لكن هذا الانتقال يحتاج إلى:
- صبر.
- وعي.
- دعم متبادل.
- وأحيانًا، تدخل متخصصين (استشاري زواج أو طبيب نفسي) للمساعدة.
كلمة أخيرة من “طب توداي” للزوجين:
لا تظلموا علاقتكما بلحظات التوتر، ولا تجعلوا الضغوط تخطف منكما جمال هذه المرحلة. فالخلافات طبيعية، والتغيير في طبيعة العلاقة بعد الولادة لا يعني أنها انتهت، بل بدأت بشكل جديد يحتاج إلى مجهود من الطرفين.
كونوا صادقين في التعبير، متفاهمين في الاحتواء، وموحدين في القرار، فالحب الذي أنجب طفلًا قادر على أن يُعيد بناء كل شيء.
إقرأ أيضا: بتحسن صحة القلب وبتطرد الأمراض.. 8 فوائد للنوم جنب اللي بتحبه
إقرأ أيضا: دستة أمراض يعالجها مسحوق الكاكاو على رأسها أمراض السرطان والقلب
إقرأ أيضا: احذر من غسلها..أطعمة لا يجب عليك غسلها حتى لا تنتشر البكتيريا بالمطبخ