ليه لازم تركزي مع كحة طفلك بعد ما يطلع من تمرين السباحة

كتبت مجدي مروان

السباحة واحدة من أكثر الأنشطة التي يحبها الأطفال، خصوصًا في فصل الصيف. لكن أحيانًا تنقلب المتعة إلى قلق عندما يبدأ الطفل في الكحة فور خروجه من حمام السباحة. هل هي برد بسيط أم هناك أمر يستحق الانتباه؟ في هذا التقرير، نستعرض الأسباب الطبية وراء كحة الطفل بعد السباحة، ومتى تكون طبيعية، ومتى تستدعي زيارة الطبيب، مع نصائح وقائية لحماية طفلك.


أولاً: لماذا يصاب بعض الأطفال بالكحة بعد السباحة؟

الكحة بعد السباحة ليست شيئًا نادرًا، وتحدث لأسباب متعددة منها ما هو بسيط ومؤقت، ومنها ما يدل على مشكلة صحية. من الأسباب الأكثر شيوعًا:

  • استنشاق الكلور: المواد الكيميائية المستخدمة لتعقيم حمامات السباحة مثل الكلور يمكن أن تهيج الشعب الهوائية، خاصة عند الأطفال الذين لديهم حساسية أو ربو.
  • دخول الماء إلى مجرى التنفس: خلال اللعب أو الغطس، قد يدخل بعض الماء إلى الحنجرة أو القصبة الهوائية، مما يثير رد فعل بالكحة لطرده.
  • الهواء البارد بعد السباحة: التغير المفاجئ في درجة الحرارة بين ماء المسبح الدافئ أو البارد والهواء الخارجي قد يؤدي إلى تقلصات في الشعب الهوائية.
  • عدوى تنفسية بعد السباحة: في بعض الأحيان، قد تكون الكحة علامة على بداية التهاب فيروسي أو بكتيري، خصوصًا إذا كان المسبح غير نظيف أو مكتظ بالأطفال.

ثانيًا: متى تكون الكحة طبيعية ولا تدعو للقلق؟

إذا كانت الكحة:

  • خفيفة وتختفي بعد دقائق أو خلال ساعات.
  • غير مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى أو صعوبة في التنفس.
  • تحدث فقط بعد السباحة مباشرة ولا تتكرر خلال اليوم.

فغالبًا ما تكون الكحة ناتجة عن تهيج بسيط ولن تؤثر على صحة الطفل بشكل عام.


ثالثًا: متى تصبح الكحة خطيرة وتتطلب تدخلًا طبيًا؟

هناك علامات تحذيرية يجب الانتباه لها، ومنها:

  • استمرار الكحة لأكثر من 48 ساعة.
  • وجود صفير في التنفس أو ضيق في الصدر.
  • الكحة المصحوبة ببلغم غريب اللون أو دموي.
  • ارتفاع درجة الحرارة أو خمول عام في الطفل.
  • صوت تنفس غريب أو صعوبة في الكلام.

في هذه الحالات، يجب استشارة طبيب الأطفال فورًا للتأكد من أن الطفل لم يتعرض لحالة مثل الالتهاب الرئوي الكيميائي أو الربو المرتبط بالسباحة.


رابعًا: هل يمكن أن تكون الكحة بسبب “الغرق الجاف” أو “الغرق الثانوي”؟

نعم، وهذه من الحالات النادرة ولكنها خطيرة. تحدث عندما يستنشق الطفل كمية صغيرة من الماء أثناء السباحة، ولا تظهر أعراض الغرق فورًا، ولكن تبدأ في التدهور بعد ساعات، ومن أعراضها:

  • كحة مستمرة تتفاقم مع الوقت.
  • تعب غير معتاد أو نعاس مفرط.
  • صعوبة في التنفس.
  • تغير لون الشفاه إلى الأزرق.

رغم أن هذه الحالة نادرة، يجب أن تكون الأم واعية لها وتتابع الطفل بعد السباحة لساعات، خصوصًا إذا ظهرت أي من الأعراض المذكورة.


خامسًا: الأطفال المصابون بالحساسية أو الربو: أكثر عرضة للكحة بعد السباحة

إذا كان الطفل يعاني من الربو أو الحساسية التنفسية، فإن حمامات السباحة يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الحالة، لأن:

  • الكلور يعتبر مادة مهيجة للجهاز التنفسي.
  • بخار الماء المختلط بالمواد الكيميائية يزيد من تهيج الشعب الهوائية.
  • اللعب العنيف والركض بعد السباحة يزيد من الجهد التنفسي.

في هذه الحالة، ينصح الأطباء بعدة احتياطات مثل استخدام بخاخ وقائي قبل السباحة، واختيار المسابح المفتوحة بدلًا من المغلقة.


سادسًا: نصائح لحماية طفلك من الكحة بعد السباحة

  • احرص على نظافة المسبح: اختَر أماكن موثوقة للعوم، وابتعد عن المسابح العامة المزدحمة وغير النظيفة.
  • علّم الطفل ألا يبتلع أو يستنشق الماء.
  • تجفيف الجسم والشعر جيدًا بعد السباحة لتجنب البرد المفاجئ.
  • استخدام بخاخات وقائية إذا كان الطفل مصابًا بالربو، وفقًا لإرشادات الطبيب.
  • تقديم مشروبات دافئة بعد السباحة مثل الينسون أو النعناع لتهدئة الحلق.
  • تجنب السباحة في المسابح المغلقة سيئة التهوية.
  • عدم السماح للطفل بالسباحة إذا كان مصابًا بنزلة برد أو التهاب، لأن السباحة قد تزيد من حدة الأعراض.

سابعًا: ماذا يقول الأطباء؟

الدكتور عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، يشير إلى أن الكحة بعد السباحة لا تُهمَل إذا استمرت أو ترافقت مع أعراض تنفسية أخرى. ويؤكد أن الوقاية دائمًا أفضل من العلاج، خاصة مع الأطفال الذين لديهم تاريخ مع أمراض الصدر.


ثامنًا: هل يجب منع الطفل من السباحة؟

ليس بالضرورة. السباحة رياضة مفيدة وممتعة، ولكن يجب فقط اتباع الإجراءات الوقائية ومراقبة الطفل بعد السباحة. إذا كان هناك شك في إصابة الطفل بحساسية صدر أو أي مشاكل تنفسية، يجب إجراء تقييم عند طبيب مختص قبل السماح له بالسباحة بانتظام.


خلاصة القول

كحة الطفل بعد حمام السباحة قد تكون أمرًا بسيطًا وعابرًا، لكنها أحيانًا تكون إشارة على وجود مشكلة صحية كامنة. الانتباه للأعراض، ومراعاة الظروف الصحية للطفل، واتباع النصائح الوقائية يمكن أن يحمي طفلك من المضاعفات، ويضمن له تجربة سباحة آمنة وممتعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى