كيف تتعامل مع فرط نشاط الأطفال بسبب إجازة المدارس؟

كتبت هبة عبد العزيز

مع انتهاء العام الدراسي وحلول الإجازة الصيفية، يجد الكثير من الآباء والأمهات أنفسهم في مواجهة مباشرة مع أحد أكثر التحديات شيوعًا في تربية الأبناء: فرط النشاط والحركة الزائدة عند الأطفال.
في ظل غياب الروتين المدرسي، وتوفر وقت فراغ كبير، وغياب الالتزام بالمذاكرة أو الاستيقاظ المبكر، يميل الطفل إلى زيادة الحركة والصخب، ما قد يُرهق الأهل ويُثير القلق حول ما إذا كان الطفل يعاني من مشكلة سلوكية أم أن الأمر طبيعي.

يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح والتعليمات للتعامل مع فرط نشاط الأطفال خلال الإجازة الصيفية، من خلال فهم سلوكهم، وإدارة أوقاتهم بشكل ذكي، وتحويل الطاقة الزائدة إلى أنشطة مفيدة وإيجابية.


أولًا: هل فرط النشاط سلوك طبيعي أم اضطراب نفسي؟

من المهم التفرقة بين فرط النشاط الطبيعي الناتج عن الملل أو غياب النظام، وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD).

فرط النشاط الطبيعي في الإجازة:

  • يظهر عند الأطفال الأصحاء.
  • يحدث غالبًا نتيجة الملل أو عدم وجود أنشطة موجهة.
  • يقل تدريجيًا مع تنظيم الروتين اليومي.
  • لا يُصاحبه تشتت دائم أو صعوبات شديدة في التركيز.

اضطراب فرط الحركة (ADHD):

  • اضطراب عصبي يحتاج لتشخيص طبي.
  • تظهر الأعراض طوال العام، وليس فقط في الإجازة.
  • يشمل حركة مفرطة، اندفاعية، وصعوبة بالغة في التركيز.
  • يحتاج إلى تدخل نفسي وسلوكي وربما دوائي.

اقرأ أيضا: متشربش في الكوبايات الورق والتيك أواي.. دستة أمراض بتجيبها على رأسها السرطان

اقرأ أيضا: فوائد لا تعد.. ايه هيحصل لجسمك لما تبطل عيش


لماذا تزداد حركة الأطفال في الصيف؟

  • الفراغ الكبير بعد انتهاء الدراسة.
  • قلة الأنشطة المنظمة داخل المنزل.
  • السهر وزيادة وقت الشاشة تؤثر على النوم والمزاج.
  • الرغبة في اللعب والتفاعل بدون قيود.
  • البيئة المنزلية لا تُوفر بدائل للحركة مثل المدرسة أو الرياضة.

كيف يؤثر فرط النشاط على الأسرة؟

  • يُرهق الأهل نفسيًا وبدنيًا.
  • يخلق توترًا داخل البيت خاصة مع وجود إخوة أصغر.
  • يؤدي إلى سلوكيات مرفوضة مثل التخريب أو الشجار أو الإزعاج الزائد.
  • يجعل الطفل أكثر عرضة للعقاب غير التربوي إذا لم يُفهم السبب الحقيقي لحركته.

نصائح “طب توداي” للتعامل مع فرط نشاط الأطفال خلال إجازة الصيف

1. ضع جدولًا يوميًا واضحًا

  • الأطفال يحتاجون إلى روتين، حتى في العطلة.
  • نظّم يوم الطفل ما بين:
    • وقت اللعب
    • وقت مشاهدة الشاشة
    • وقت للأنشطة اليدوية
    • قيلولة
    • وقت للعائلة

جدول بسيط يُقلل من الفوضى ويعطي الطفل إحساسًا بالاستقرار.


2. خصص وقتًا يوميًا للنشاط البدني

  • وفر فرصة للطفل كي يُفرغ طاقته في الحركة:
    • المشي في الحديقة
    • السباحة
    • اللعب بالدراجة
    • تمارين رياضية منزلية

النشاط البدني المنتظم يقلل التوتر ويُحسن النوم.


3. أنشطة فنية وإبداعية بدلًا من الفوضى

  • وجّه طاقة الطفل نحو أنشطة مثل:
    • الرسم والتلوين
    • صنع أشكال بالصلصال
    • طي الورق (الأوريغامي)
    • التمثيل والمسرح الصغير في البيت

الإبداع أحد أهم منافذ تفريغ الطاقة الإيجابية.


4. قلّل من الشاشات… وراقب المحتوى

  • الوقت الطويل أمام الشاشة يزيد التوتر والحركة الزائدة بعد إغلاقها.
  • اختر برامج تعليمية أو قصصًا هادفة.
  • حدّد وقتًا للشاشة لا يتجاوز ساعتين يوميًا.

5. تواصل مع طفلك… ولا تصرخ

  • استمع له وتفاعل معه.
  • لا تُعاقب بالحبس أو الضرب، بل استخدم أساليب تربوية:
    • “كرسي التهدئة”
    • فقدان امتياز (مثل وقت الشاشة)
    • نظام النجوم والمكافآت

الصراخ يُفاقم السلوك ولا يُعالجه.


6. أشرك الطفل في الأعمال المنزلية

  • الأطفال يستمتعون بالمشاركة إذا تم تقديمها بشكل ممتع.
  • كأن تطلب منه:
    • تنظيم ألعابه
    • ترتيب الطاولة
    • غسل الفواكه
    • زرع نبات صغير

هذا يعزز الشعور بالمسؤولية ويُقلل من وقت الفراغ السلبي.


7. قصص ما قبل النوم: مفتاح الهدوء

  • اجعل القراءة عادة ليلية.
  • اختر قصصًا هادئة بنهاية سعيدة.
  • قلّل الإضاءة وشجع على السكون.
  • هذه العادة تُساعد الطفل على الاسترخاء والنوم العميق.

8. شارك طفلك الترفيه

  • خصص وقتًا للعب الجماعي، مثل:
    • البازل
    • ألعاب التركيب
    • ألعاب الطاولة
    • الطهي معًا

الأطفال يحتاجون لاهتمام أكثر من التعليمات.

اقرأ أيضا: احذر من نقصها.. فيتامينات قلتها تؤدي للإصابة بالسرطان

اقرأ أيضا: لازم تكون عارفها..الإسعافات الأولية لمرضى الذبحة الصدرية


كيف تتصرف إذا زادت الحركة بشكل مقلق؟

  • راقب سلوك طفلك لعدة أسابيع.
  • تحدث مع طبيب الأطفال إذا لاحظت:
    • قلة تركيز مستمرة
    • اندفاع شديد في كل شيء
    • صعوبة في إكمال أي مهمة
    • سلوك عدواني مستمر

قد يُحيل الطبيب الطفل لأخصائي نفسي للتقييم.


أنشطة مقترحة لأسبوع صيفي متوازن

اليوم النشاط الصباحي النشاط المسائي
السبت تمارين في الحديقة رسم حر
الأحد صنع صلصال منزلي فيلم عائلي
الإثنين مسابقة ترتيب الغرفة قراءة قصة
الثلاثاء زيارة مكتبة أو مشوار قصير لعبة جماعية
الأربعاء اللعب بالماء في الفناء طهي مع الأم
الخميس نشاط يدوي (أوريغامي) تحدي رياضي صغير
الجمعة نزهة عائلية نشاط فني حر

هل فرط النشاط يدل على ذكاء الطفل؟

نعم، في كثير من الأحيان يكون الطفل كثير الحركة هو طفل ذكي وفضولي بطبيعته، لكنه يحتاج إلى توجيه إيجابي لهذه الطاقة بدلًا من كبتها.

وكما يقول د. أحمد الشربيني، استشاري الصحة النفسية للأطفال:
“فرط النشاط في الإجازة لا يجب أن يُقابل بالعقاب، بل بالفهم. الطفل مثل النهر، إذا لم يجد مخرجًا آمنًا، يُفيض على الجميع.”


خلاصة القول:

الفراغ لا يُناسب عقل الطفل، بل يخلق منهجًا للفوضى

إجازة الصيف فرصة ثمينة لبناء شخصية الطفل، وتعزيز استقلاله، وتطوير مهاراته بعيدًا عن ضغط الدراسة.
وللتعامل مع فرط النشاط يجب على الأسرة أن توفر بيئة غنية بالأنشطة والروتين، دون قمع أو صراخ، وأن ترى في كل حركة زائدة فرصة لصنع لحظة تربوية ناجحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى