ذبحة القلب الصامتة: حين يهاجمك القلب دون إنذار
كتبت سارة عيسى

ما هي الذبحة الصدرية الصامتة؟
الذبحة الصدرية الصامتة (Silent Angina) هي أحد أخطر أنواع الذبحات القلبية، لأنها تحدث دون الأعراض التقليدية مثل ألم الصدر أو الذراع اليسرى. وغالبًا ما تُكتشف بالصدفة أثناء إجراء فحوصات القلب الروتينية أو بعد التعرض لنوبة قلبية فعلية. هذا النوع من الذبحة قد يبدو هادئًا، لكنه لا يقل خطورة عن الجلطات القلبية المؤلمة، بل إنه قد يكون أكثر فتكًا لأنه لا يمنح المريض فرصة للإنقاذ المبكر.
من الأكثر عرضة للإصابة بها؟
بحسب الدكتور محمود الديب، استشاري أمراض القلب وقسطرة الشرايين، فإن الذبحة الصدرية الصامتة تصيب بشكل خاص:
- مرضى السكري: نتيجة لتلف الأعصاب الذي يؤثر على الإحساس بالألم.
- كبار السن: خاصة من تجاوزوا سن الستين.
- النساء: أحيانًا تختلف أعراض القلب لديهن عن الرجال.
- المدخنون: بسبب ضعف الأوعية الدموية.
- مرضى الكولسترول والضغط المرتفع.
هؤلاء الأشخاص قد لا يشعرون بأي ألم في الصدر، بل تظهر عليهم أعراض غير تقليدية مثل التعب العام، أو التعرق الغزير، أو حتى الغثيان.
لماذا لا يشعر المريض بالألم؟
يوضح الدكتور أحمد زيدان، أستاذ أمراض القلب بجامعة القاهرة، أن السبب الرئيسي هو ضعف الإشارات العصبية الناقلة للألم من عضلة القلب إلى الدماغ، ويحدث ذلك في كثير من الأحيان نتيجة الاعتلال العصبي السكري، وهو شائع لدى مرضى السكر الذين يعانون من ارتفاع مزمن في نسبة الجلوكوز بالدم.
الأعراض غير التقليدية للذبحة الصامتة
قد تبدو الأعراض خفيفة أو مبهمة، لكنها تحمل بين طياتها مؤشرات خطيرة، ومن أبرزها:
- تعب مفاجئ دون سبب واضح
- ضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط
- خفقان القلب أو عدم انتظام ضرباته
- تعرق بارد دون مجهود
- دوخة أو دوار خفيف
- شعور مفاجئ بالغثيان أو القيء
ووفقًا لما أفادت به الدكتورة نرمين عبد العاطي، أخصائية أمراض القلب في مستشفى قصر العيني، فإن تجاهل هذه الأعراض قد يؤدي إلى تفاقم الحالة وحدوث جلطة فعلية تهدد الحياة.
كيف يتم اكتشاف الذبحة الصامتة؟
نظرًا لصعوبة تشخيص الذبحة الصامتة اعتمادًا على الأعراض فقط، ينصح الأطباء بمجموعة من الفحوصات الدورية خصوصًا لمن لديهم عوامل خطورة:
- رسم القلب الكهربائي (ECG)
- مخطط صدى القلب (Echo)
- اختبار الجهد (Stress Test)
- تصوير الشرايين التاجية بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي
- تحليل إنزيمات القلب (مثل التروبونين)
وبحسب ما صرح به الدكتور وليد حسن، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، فإن الاكتشاف المبكر لهذه الحالة يرفع من نسب النجاة بشكل كبير.
لماذا الذبحة الصامتة خطيرة؟
تكمن الخطورة في أن المريض لا يسعى للعلاج بسبب غياب الألم، مما يسمح بتفاقم انسداد الشرايين التاجية دون تدخل طبي. وقد تكون النوبة القلبية الصامتة هي أول مؤشر فعلي على وجود مشكلة، وهو ما يفسر حالات الوفاة المفاجئة التي تحدث أحيانًا دون سابق إنذار.
ويحذر الأطباء من أن نصف الحالات المصابة بالذبحة الصامتة تكتشف بعد فوات الأوان، أو خلال فحص لحالة أخرى.
الوقاية: درعك الأول ضد الجلطة الصامتة
ينصح خبراء “طب توداي” باتباع نمط حياة صحي لتقليل فرص الإصابة:
- التحكم في مستويات السكر والضغط
- ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة
- الإقلاع عن التدخين تمامًا
- الاعتماد على نظام غذائي صحي غني بالخضروات وقليل الدهون
- الفحص الدوري للقلب، خصوصًا لمن لديهم تاريخ عائلي مرضي
ويضيف الدكتور وجيه عبد الستار، استشاري أمراض القلب بمدينة نصر، أن “الوقاية لا تقتصر على الدواء فقط، بل تبدأ بالوعي والفحص المبكر”.
متى يجب القلق؟
ينبغي التوجه للطبيب فورًا إذا شعرت بأي من الأعراض التالية:
- تعب غير مبرر يعيق نشاطك اليومي.
- ضيق تنفس مفاجئ لا يتناسب مع الجهد المبذول.
- تعرق دون سبب واضح.
- اضطرابات في ضربات القلب.
هذه الأعراض قد تكون مؤشرات لذبحة صدرية صامتة، لا تنتظر ظهور الألم، فالقلب قد ينهار في صمت.
الذبحة الصامتة ليست “ألمًا أقل”، بل خطر أكبر
يختتم الدكتور محمد الطحان، استشاري القلب والقسطرة القلبية، حديثه قائلًا:
“ليس كل من لم يشعر بألم قلبه سليم. أحيانًا يكون الصمت هو الأكثر خطورة، وتكون الذبحة الصامتة بمثابة طلقة لا يسمعها أحد، لكنها تصيب الهدف مباشرة.”
“طب توداي”: مرجعك الطبي الموثوق
منصة طب توداي تؤكد في تقاريرها المتخصصة أن الذبحة الصامتة ليست نادرة كما يظن البعض، بل هي شائعة خصوصًا بين الفئات المعرضة للخطر.
ويعمل أطباء “طب توداي” على توعية الجمهور بأهمية الفحص الدوري وقراءة الجسم بشكل واعٍ لتفادي العواقب الصامتة.
حقوق النشر والطبع محفوظة لمنصة طب توداي
طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط. تهدف المنصة لتقديم محتوى طبي موثوق، مدعوم برأي الخبراء وأحدث الدراسات، لحماية صحة المجتمع العربي والارتقاء بوعيه الصحي.