د. عمرو عبد الوهاب بدير يكشف: أسباب رفض الأطفال الفاكهة وميلهم للحلويات؟
كتبت منى عبد الرحيم
في عصر الشاشات والوجبات السريعة، أصبحت الفاكهة والخضروات غير مُحببة لكثير من الأطفال، بينما يُقبلون بشراهة على رقائق البطاطس، العصائر الصناعية، والحلوى الجاهزة.
ورغم أن هذا السلوك قد يبدو “مرحلة عابرة”، إلا أن استمرار هذا النمط الغذائي قد يؤدي إلى مشاكل صحية وجسدية تبدأ من ضعف المناعة وحتى السمنة ومرض السكري.
فلماذا يرفض الطفل التفاح ويطلب البسكويت؟ ومتى تصبح هذه التفضيلات خطرًا على النمو؟
بحسب ما قال د. عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة لمنصة “طب توداي”، فإن ظاهرة رفض الطعام الصحي وتفضيل المصنّع قد تكون بداية لما يُعرف بـ**”اضطراب التفضيلات الغذائية”**، وهو سلوك شائع في سن 2 إلى 5 سنوات، لكنه يستمر ويتفاقم إن لم تتدخل الأسرة في الوقت المناسب.
وأكد د. عمرو أن “الطفل لا يولد وهو يفضل السناكس، بل يُبرمج تدريجيًا حسب ما يتكرر حوله في البيئة المنزلية والإعلانات التلفزيونية”.
لماذا يرفض الأطفال الفاكهة ويميلون للسكريات؟
- المذاق الحاد أو المختلف لبعض الفواكه مثل الكيوي أو الجوافة
- الاعتياد على النكهات الاصطناعية المكثفة في الحلوى والعصائر
- تأثير الإعلانات والرسوم المتحركة التي تربط الطعام الصناعي بالسعادة
- تقديم الفواكه بطريقة مملة أو غير جذابة
- عدم وجود نموذج قدوة في المنزل (طفل يرى أهله لا يأكلون خضروات)
- مكافأة الطفل دائمًا بالحلوى، مما يجعلها رمزًا للنجاح والحب
ما الذي يمكن أن يُسببه هذا النمط الغذائي؟
- نقص الفيتامينات والمعادن مثل الحديد، الزنك، فيتامين C وA
- إمساك مزمن نتيجة قلة الألياف
- ضعف التركيز والتحصيل الدراسي
- ضعف المناعة وكثرة العدوى
- زيادة الوزن ومشاكل النمو
- ارتفاع احتمالية الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي ومرض السكري من النوع الثاني
متى يكون الأمر مقلقًا؟
- إذا استمر الطفل على نظام غذائي محدود ومتكرر لمدة أكثر من 3 شهور
- إذا رفض أكثر من 3 مجموعات غذائية (مثل الخضروات، البروتين، الفاكهة)
- إذا بدأ يفقد الوزن أو يظهر عليه تأخر في النمو
- إذا أصبح يرفض تجربة أي طعام جديد حتى لو بتشجيع
- إذا بدأت نوبات غضب حادة عند تقديم الطعام الصحي
كيف نُعيد الطفل للطعام الصحي؟
من نصائح “طب توداي” بإشراف د. عمرو عبد الوهاب بدير:
- لا تُجبر الطفل، ولكن لا تستسلم لطلباته
- قدّم الفاكهة والخضار بطرق مرحة (أشكال، ألوان، قصص)
- اجعل الطفل يشارك في شراء وتحضير الطعام
- لا تمنع الحلوى تمامًا بل اجعلها جزءًا صغيرًا من اليوم
- احرص على أن يكون الأهل قدوة فعلية في تناول الطعام الصحي
- استخدم جدول مكافآت غير غذائية (ملصقات، قصص، نزهات)
- قلّل من وجود الوجبات المصنّعة في البيت
- اجعل الفاكهة جاهزة وسهلة التناول (مقطعة، مرتبة، مبردة)
هل هناك تدخل طبي في بعض الحالات؟
نعم، في بعض الحالات قد يكون الطفل مصابًا بـاضطراب حسي في الأكل (Selective Eating Disorder)، خاصة إن كان يرفض الأكل لأسباب تتعلق بالملمس، الرائحة، اللون.
وهنا يُنصح بجلسات مع أخصائي تغذية أطفال أو علاج سلوكي غذائي لتعديل التفضيلات تدريجيًا.
تجربة من الواقع:
“بنتي كانت بتاكل بسكويت وبيبسي طول اليوم، وبتعيط لو جبت تفاح. بعد ما بدأنا نحكي قصص عن الفاكهة، ونشاركها في التحضير، بدأت تاكل فراولة وجزر! خطوة صغيرة فرّقت.”
خلاصة:
تفضيل الأطعمة المصنّعة عند الأطفال ليس مجرد سلوك عابر… بل عادة تتكوّن وتترسّخ.
والحل لا يكون بالمنع والعقاب، بل بالتكرار، التوعية، والمشاركة.
فطفلك سيأكل ما تزرعه فيه من حب للطعام الحقيقي… وليس فقط ما يُعرض على الشاشة.
🔴 حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي
“طب توداي” هي المرجعية الطبية الأولى في مصر والمنطقة العربية، وتقدم محتوى صحي موثوق ومبني على الأدلة العلمية، بإشراف نخبة من الأطباء والاستشاريين.
