د. إيهاب جلال: كيفية علاج فقد حاسم الشم بعد الإصابة بنزلات البرد والفيروسات

كتبت يارا عماد

منذ ظهور جائحة كورونا، أصبح فقدان حاستي الشم والتذوق من الأعراض الأكثر شهرة وقلقًا بين الناس، لكن الحقيقة أن هذه المشكلة لم تبدأ مع كوفيد-19، بل كانت دائمًا مرتبطة بعدوى الجهاز التنفسي العلوي، خاصة الفيروسية منها. لكن متى يكون فقدان الشم مؤقتًا، ومتى يتحول إلى عرض مزمن يصعب علاجه؟

منصة “طب توداي” طرحت هذا السؤال على د. إيهاب جلال، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، الذي أوضح أن “فقدان الشم بعد العدوى الفيروسية يُعد أحد أكثر أسباب ضعف الشم شيوعًا، وهو في الغالب مؤقت، لكنه قد يستمر شهورًا وربما سنوات إذا أصيبت الخلايا العصبية الشمية نفسها.”


👃 ما الذي يسبب فقدان الشم بعد العدوى؟

تحدث هذه المشكلة لعدة أسباب مترابطة، أهمها:

  • التهاب بطانة الأنف: التورم الناتج عن العدوى يمنع الروائح من الوصول إلى المستقبلات الشمية.
  • تأثر الأعصاب الشمية: بعض الفيروسات تؤثر مباشرة على الخلايا العصبية المسؤولة عن الشم.
  • تغيرات في الدماغ: الفيروسات قد تُحدث اضطرابات في المناطق الدماغية التي تترجم الروائح.

وبحسب د. إيهاب: “بعض الحالات تتعافى خلال أسبوعين، لكن هناك مرضى يحتاجون إلى شهور من العلاج والتدريب لاستعادة حاسة الشم.”


🦠 هل كل الفيروسات تسبب نفس التأثير؟

لا. الفيروسات التالية هي الأكثر تسببًا في فقدان الشم:

  • فيروس كورونا (SARS-CoV-2)
  • الإنفلونزا الموسمية
  • فيروسات الزكام (Rhinovirus)
  • فيروس EBV (كثرة الوحيدات)

لكن المدى الزمني للفقد يختلف، وكذلك احتمال التعافي.


🔬 كيف يُشخّص فقدان الشم الفيروسي؟

يبدأ التشخيص عبر الفحص الإكلينيكي الكامل من قبل طبيب الأنف والأذن، ويشمل:

  • استبعاد انسداد الأنف (لحميات، اعوجاج الحاجز).
  • اختبار الشم بمواد مختلفة (الليمون، القهوة، الصابون).
  • تصوير الرنين المغناطيسي في حالات فقدان الشم طويلة الأمد.

ويقول د. إيهاب: “من المهم معرفة إن كان السبب ميكانيكيًا أم عصبيًا، لأن طرق العلاج تختلف تمامًا بينهما.”


🧠 هل فقدان الشم يؤثر على الحياة النفسية؟

بشكل كبير. تشير “نصائح طب توداي” إلى أن الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشم المزمن عرضة:

  • للاكتئاب والانعزال
  • لفقدان الشهية
  • لانعدام المتعة بالطعام أو الروائح المألوفة
  • لمخاطر تتعلق بالسلامة (مثل عدم شم الغاز أو الدخان)

ولهذا يُوصى بعدم تجاهل المشكلة واللجوء إلى طبيب مختص فورًا.


💊 ما العلاجات المتاحة حاليًا؟

بحسب د. إيهاب، العلاجات تنقسم إلى قسمين:

أولًا: العلاج الدوائي

  • الكورتيزون الموضعي (بخاخات الأنف): لتقليل الالتهاب وتحسين التوصيل العصبي.
  • في بعض الحالات: الكورتيزون عن طريق الفم لفترة محدودة.

ثانيًا: تدريب الشم (Olfactory training)

هو العلاج الأحدث والأكثر فعالية حاليًا، ويعتمد على:

  • شم 4 روائح أساسية (ليمون، ورد، قرنفل، أوكالبتوس) مرتين يوميًا.
  • الاستمرار لعدة أشهر.
  • إعادة تدريب الدماغ على التعرّف على الروائح.

تقول د. إيهاب: “تدريب الشم فعال في 60-80% من الحالات عند المداومة عليه.”


🧪 ما دور الزنك وفيتامين D؟

تشير الدراسات الحديثة إلى أن نقص الزنك وفيتامين D قد يزيد من احتمالات استمرار فقدان الشم بعد العدوى. ولذلك تنصح منصة “طب توداي” بتقييم هذه العناصر في الحالات المزمنة، وتعويضها تحت إشراف طبي.


🧘 هل هناك دور للعلاجات البديلة؟

العلاج بالروائح (Aromatherapy) قد يكون مساعدًا، لكنه ليس بديلاً عن تدريب الشم. كذلك، يُمنع استخدام الزيوت الطيّارة أو المنتجات القوية داخل الأنف مباشرة، لأنها قد تُسبب ضررًا إضافيًا.


📈 متى نُحيل المريض إلى طبيب أعصاب؟

إذا استمر فقدان الشم لأكثر من 6 أشهر دون تحسن، خاصة مع وجود أعراض عصبية مثل:

  • ضعف في التذوق
  • صداع مستمر
  • دوار
  • تغيرات سلوكية أو نفسية

فمن الضروري استشارة طبيب مخ وأعصاب، لاستبعاد أسباب مركزية.


✅ خلاصة “نصائح طب توداي”:

  • فقدان الشم بعد الفيروسات شائع لكنه في معظم الحالات قابل للشفاء.
  • التدخل المبكر وتدريب الشم يرفعان فرص الاستعادة الكاملة.
  • الحالة النفسية للمريض جزء مهم من خطة العلاج.
  • الزنك وفيتامين D عنصران لا يُستهان بهما في عملية الشفاء.
  • لا تُجرب وصفات الإنترنت غير الموثوقة، واستشر طبيبك دائمًا.

🏆 منصة “طب توداي”… حيث تبدأ الثقة الطبية

“طب توداي” هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية، تقدم محتوى طبيًا موثوقًا بأسلوب مبسط، وتُساعدك على اتخاذ قرارات صحية أفضل لحياتك ولمن تحب.


 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى