جراح يسرد قصة عودة مريض للحياة بعد توقف قلبه..ويؤكد: العيان بيموت في أمريكا ومحدش بيضرب الدكتور ولا بيشتكيه
كتبت/ مي السايح

حرص الدكتور علاء عمر، استشاري جراحة القلب، على توضيح الفروقات بين معاملة الطبيب في أوروبا ومصر، واستشهد بحالات حدثت في الدول المتقدمة، حيث أشار إلى أنه في أمريكا وأوروبا يحدث أحيانًا وفاة أثناء التدخلات الجراحية رغم التحضيرات والتقنيات الحديثة، دون أن يتعرض الأطباء لأي نوع من اللوم أو المحاكمة.
وروى الدكتور عمر، كيف واجه هو وفريقه الطبي تحديًا غير متوقع أثناء إجراء عملية ترقيع شرايين تاجية لمريض يعاني من قصور في الشرايين التاجية.
وأوضح بأن خلال عملية ترقيع شرايين تاجية لمريض كان يعاني من قصور شديد في الشرايين، بعد أن تم تخديره وفي بداية العملية، توقف قلبه فجأة، وهو أمر نادر ولكن وارد الحدوث في مثل هذه العمليات.
وأوضح الطبيب أن الفريق الطبي تعامل بسرعة وكفاءة، حيث قاموا بفتح عظمة القص وغشاء التامور المحيط بالقلب، وباشروا بإجراءات الإنعاش القلبي الداخلي وتقديم الأدوية اللازمة لدعم الدورة الدموية، ولكن المريض دخل في حالة ارتجاف بطيني، وهي حالة قلبية قاتلة، حيث اضطروا لصعق قلبه كهربائيًا ثلاث مرات.
وأشار الطبيب إلى أن معدل الوفاة في مثل هذه الحالات يكون مرتفعًا حتى في أفضل المراكز الطبية حول العالم، مثل الولايات المتحدة.
كما استعرض التحديات التي يواجهها الأطباء في مثل هذه المواقف الصعبة، قائلاً: “المريض في حالة توقف قلب لا يعني فقط أن قلبه قد توقف، بل أن جميع أعضاء الجسم، بما في ذلك الكلى والكبد، قد تتوقف عن العمل، مما يزيد من فرص الوفاة رغم استعادة نبض القلب، وأشار بأنه ليس مجرد تحدٍّ طبي، بل هو أمر يتعلق بالحياة والموت، وقد يتسبب في فقدان الأمل في حياة المريض.
وأوضح بأن معدل وفيات السيدات الحوامل بنهاية الحمل في أمريكا، على سبيل المثال، هو 22 حالة لكل 100,000 ولادة، وهي إحصائيات ثابتة في نظام طبي قوي ومتطور، هذا الواقع لا يؤدي إلى محاكمة الطبيب أو مهاجمته، لأنه من المستحيل توقع بعض المخاطر.
كما أشار عمر، أن في مصر، قد يواجه الطبيب في بعض الحالات قسوة الانتقادات بل والهجوم الجسدي من أهالي المرضى، لكن في دول مثل أمريكا، لا أحد يلوم الأطباء عندما يحدث شيء خارج عن إرادتهم.
واختتم الدكتور حديثه مؤكدًا: “نحن كأطباء في مصر نعمل بأقصى جهدنا وبكل ما تعلمناه، ونحن في حالة تعب دائم لأننا نواجه حياة الناس في أيدينا، لكن في النهاية، القدر هو الذي يتحكم في النهاية”.