ثورة التخسيس الطبيعي: خطة د. وجيه فوزي حسن للرشاقة بدون جراحة
كتبت - هبة علي

في عالم تتزايد فيه نسب السمنة ويكثر فيه الإقبال على الحلول السريعة، يبقى التخسيس الآمن والصحي حلمًا للكثيرين. وبينما يلجأ البعض إلى الحميات القاسية أو العمليات الجراحية، يطرح الطب الحديث حلًا أكثر توازنًا وفعالية: العلاج الطبيعي كوسيلة علمية لخسارة الوزن. في هذا التقرير، نناقش مع د. وجيه فوزي حسن، أستاذ العلاج الطبيعي والتخسيس، كيف يمكن إنقاص الوزن بشكل مستدام دون اللجوء إلى أدوية أو حرمان غذائي، وذلك من خلال برامج علاجية مدروسة تعتمد على الحركة والتوازن الغذائي.
الدكتور وجيه فوزي حسن أستاذ التخسيس وإذابة الدهون والعلاج الطبيعي.
🔹 لماذا يفشل الكثيرون في التخسيس رغم المحاولات؟
يبدأ د. وجيه فوزي حسن حديثه لمنصة طب توداي بالإشارة إلى أن “أكبر خطأ يقع فيه الراغبون في إنقاص الوزن هو الانخداع بالحلول السريعة.” يؤكد أن التخسيس لا ينبغي أن يُنظر إليه كعملية طارئة بل كـ”رحلة تغيير سلوك ونمط حياة”.
يوضح أن الفشل غالبًا ما يأتي بسبب اتباع أنظمة غذائية قاسية، أو الإكثار من المكملات دون أساس علمي، أو ممارسة الرياضة بشكل عشوائي يؤدي إلى نتائج عكسية.
🔹 الحركة أولًا: دور التمارين العلاجية في التخسيس
يرى د. وجيه فوزي حسن أن “العلاج الطبيعي” لا يقتصر على إعادة التأهيل بعد الإصابات فقط، بل أصبح اليوم أداة فعالة في إدارة الوزن. يشير إلى أن التمارين العلاجية المصممة خصيصًا حسب وزن الشخص وحالته الصحية قادرة على تنشيط الجسم وتحفيز عملية الأيض (التمثيل الغذائي) بطريقة طبيعية.
كما يوضح أن بعض المرضى لا يستطيعون البدء بتمارين قاسية بسبب مشاكل صحية، لذا يُصمم لهم برامج تدريجية تبدأ بالحركة البسيطة وتنتهي بتمارين مقاومة محسوبة بدقة.
🔹 بدون حرمان: التغذية المتوازنة بديل للرجيم القاسي
ينتقد د. وجيه بشدة ما يُعرف بـ”الدايت الحرمان”، الذي يعتمد على تقليل السعرات بشكل كبير. يقول: “هذا النوع من الدايت يضع الجسم في حالة طوارئ تؤدي لتخزين الدهون بدلًا من حرقها، وغالبًا ما تنتهي بزيادة الوزن لاحقًا”.
يؤكد أن خطة التخسيس الصحية يجب أن تشمل نظامًا غذائيًا متوازنًا يوفر كل العناصر من بروتينات وكربوهيدرات ودهون صحية، مع تقليل السكريات المكررة والدهون الصناعية فقط.
🔹 أجهزة حديثة مساعدة… ولكنها ليست الأساس
يتحدث د. وجيه فوزي حسن عن دور بعض التقنيات في دعم التخسيس، مثل أجهزة تفتيت الدهون بالترددات أو أجهزة تنشيط الدورة الدموية. لكنه يُشدد على أن “هذه الوسائل مساعدة وليست بديلًا للحركة أو الغذاء الصحي”.
ويضيف: “بعض المراكز التجارية تروج لفكرة أن الجلسات تكفي لخسارة الوزن، وهذا وهم، لأن الجسم لا يمكن أن يتخلص من الدهون بفعالية إلا بالحركة”.
🔹 التخسيس التدريجي هو التخسيس الحقيقي
ينبه د. وجيه إلى أن التخسيس السريع قد يكون خطيرًا، لأنه عادة ما يؤدي إلى فقدان كتلة العضلات والماء بدلاً من الدهون، ما يضعف الجسم ويقلل من معدل الحرق.
يوضح أن “الفقدان الصحي للوزن لا يجب أن يتجاوز 1 إلى 1.5 كيلوجرام أسبوعيًا، مع الحرص على تقوية العضلات خلال فترة التخسيس لرفع كفاءة الجسم العامة”.
🔹 خطة متكاملة للتخسيس: ما الذي تقدمه جلسات العلاج الطبيعي؟
يشرح د. وجيه فوزي حسن أن البرامج العلاجية التي يطبقها تشمل:
- تحليل تركيبة الجسم لتحديد نسب الدهون والعضلات والماء.
- وضع أهداف واقعية بناءً على حالة الشخص، سواء كان مريض سمنة مفرطة أو فقط يعاني من دهون موضعية.
- جلسات تمرين علاجية تتم تحت إشراف متخصصين لتقوية العضلات وتنشيط الدورة الدموية.
- تعديل نمط الحياة، من خلال نصائح النوم، وتقليل التوتر، وتحسين العلاقة بالطعام.
- متابعة مستمرة لضمان ثبات الوزن بعد الوصول إلى الهدف.
🔹 الفئات الأكثر استفادة من برامج التخسيس بالعلاج الطبيعي
يؤكد د. وجيه أن هذا النوع من البرامج مناسب للجميع، لكنه مفيد جدًا في الحالات التالية:
- مرضى السمنة الموضعية، مثل تراكم الدهون في البطن أو الأرداف.
- المرضى الذين يعانون من مشاكل في المفاصل أو الظهر ولا يستطيعون ممارسة الرياضة العنيفة.
- من خضعوا لـجراحات السمنة ويريدون دعم إعادة توزيع الوزن وتنسيق القوام.
- النساء بعد الولادة، الراغبات في استعادة شكل الجسم بطريقة آمنة دون أدوية.
🔹 حالة واقعية: سارة خسرت 18 كيلو بدون دايت قاسٍ
يروي لنا د. وجيه قصة “سارة”، وهي سيدة في الثلاثينات من العمر، كانت تعاني من سمنة موضعية في منطقة البطن، مع خمول مستمر وتوتر مزمن. بعد تقييم حالتها، تم إدراجها في برنامج علاجي شمل:
- تمارين تنشيط يومية موجهة.
- خطة تغذية خالية من الحرمان.
- تعديل نمط نومها وتقليل التوتر.
يقول د. وجيه: “في أقل من 6 شهور، فقدت سارة 18 كيلوجرامًا، والأهم أنها استطاعت الحفاظ على وزنها بعد انتهاء البرنامج لأنها تعلمت كيف تدير نمط حياتها”.
🔹 نصيحة أخيرة من د. وجيه فوزي حسن
يختم د. وجيه حديثه مع منصة طب توداي بجملة تلخص فلسفته:
“اختر الطريق الآمن، فالجسم لا يحتاج لمن يعاقبه، بل لمن يفهمه ويقوده بحكمة نحو التغيير.”
🟢 جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي، المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.