تعرف على أمراض القلب التي تؤثر على أداء الرجل في العلاقة الحميمة

كتبت - سها محمود

تُعد أمراض القلب من أكثر الأمراض المزمنة انتشارًا حول العالم، لكن آثارها لا تتوقف عند الجانب الجسدي فحسب، بل تمتد لتؤثر على العلاقة الزوجية بشكل ملحوظ. فالقلق، التوتر، التغيرات الجسدية والنفسية، والخوف من الجهد البدني أو العلاقة الحميمة، كلها عوامل قد تُدخل العلاقة بين الزوجين في حالة من الفتور أو الحذر.
في هذا التقرير، يستعرض لكم “طب توداي” أهم التأثيرات التي تحدثها أمراض القلب على الحياة الزوجية، وكيفية التعامل معها لضمان علاقة صحية ومتناغمة رغم التحديات.


أولًا: ما هي أمراض القلب التي تؤثر على العلاقة الزوجية؟

هناك أنواع متعددة من أمراض القلب يمكن أن تترك أثرًا مباشرًا أو غير مباشر على العلاقة الزوجية، ومن أبرزها:

  • قصور القلب: يسبب ضعفًا في قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى الإرهاق وصعوبة أداء المجهود البدني.
  • الذبحة الصدرية: الألم الناتج عن نقص التروية الدموية يمكن أن يظهر أثناء العلاقة الحميمة.
  • احتشاء عضلة القلب (الجلطة القلبية): يخضع بعدها المريض لفترة نقاهة طويلة، تتطلب حذرًا في ممارسة أي نشاط بدني، بما في ذلك العلاقة الحميمة.
  • اضطراب نظم القلب (Arrhythmia): مثل الرجفان الأذيني، الذي يسبب عدم انتظام ضربات القلب ويؤدي إلى شعور بعدم الأمان أثناء الجماع.

ثانيًا: كيف تؤثر أمراض القلب على الرغبة الجنسية؟

تؤثر أمراض القلب على الرغبة الجنسية لدى الطرف المريض لأسباب متعددة:

  • الخوف من المضاعفات: القلق من الإصابة بأزمة قلبية خلال العلاقة يمكن أن يقلل الرغبة أو يؤدي إلى تجنب العلاقة تمامًا.
  • الآثار الجانبية للأدوية: بعض أدوية القلب، مثل مدرات البول أو مثبطات بيتا، قد تؤثر سلبًا على الأداء الجنسي لدى الرجال والنساء.
  • الإرهاق العام وضيق التنفس: يؤدي ذلك إلى انخفاض الطاقة والشعور بالإجهاد حتى قبل بدء العلاقة الحميمة.
  • الاكتئاب المرتبط بالمرض: يؤثر سلبًا على الحالة النفسية ويؤدي إلى انخفاض الرغبة الجنسية أو النفور.

ثالثًا: التأثيرات النفسية لأمراض القلب على العلاقة الزوجية

العلاقة الزوجية لا تعتمد فقط على الجانب الجسدي، بل العاطفي والنفسي أيضًا، وهنا تظهر آثار أمراض القلب:

  • الخوف من فقدان الشريك: يؤدي إلى توتر العلاقة أو تعلق مرضي مفرط.
  • الشعور بالعجز أو النقص: يعاني بعض المرضى من إحساس بالضعف أو فقدان الجاذبية أمام الشريك.
  • اضطرابات القلق والاكتئاب: تتسبب في تقلب المزاج، ضعف التفاعل العاطفي، أو الانسحاب العاطفي.

رابعًا: ماذا عن الشريك غير المريض؟

الشريك السليم أيضًا يمر بتحديات خاصة:

  • الشعور بالذنب: يشعر بعض الأزواج أنهم يضغطون على شريكهم عندما يطلبون القرب أو الحميمية.
  • الخوف من التسبب في ضرر: يتجنب بعض الشركاء العلاقة الحميمة خوفًا من تسببها في أزمة قلبية.
  • قلة المعرفة الطبية: عدم فهم طبيعة المرض قد يدفع الشريك لافتراضات خاطئة، تؤدي إلى التباعد أو المشكلات الزوجية.

خامسًا: العلاقة الحميمة بعد الجلطة القلبية.. هل هي آمنة؟

أحد أكثر الأسئلة شيوعًا بين الأزواج بعد الإصابة بجلطة هو: “هل يمكنني ممارسة العلاقة الحميمة؟” والإجابة وفقًا لما ينقله “طب توداي” عن آراء الأطباء:

  • العودة ممكنة ولكن تدريجية: يُفضل الانتظار من أسبوعين إلى 6 أسابيع بعد الجلطة القلبية، بناءً على رأي الطبيب.
  • اختبارات التحمل القلبي مهمة: قبل العودة لأي مجهود بدني، من الأفضل إجراء اختبار جهد للتأكد من استقرار الحالة.
  • اختيار الوضعيات المناسبة: لتقليل الجهد البدني، خاصة في المراحل الأولى بعد الإصابة.

سادسًا: نصائح “طب توداي” للحفاظ على العلاقة الزوجية في ظل أمراض القلب

  1. التواصل المفتوح بين الزوجين: تحدثوا بصراحة عن المخاوف والاحتياجات الجنسية والعاطفية.
  2. استشارة الطبيب: لا تخجل من سؤال طبيبك عن إمكانية ممارسة العلاقة الحميمة أو التأثيرات الدوائية.
  3. تعديل نمط الحياة: تحسين نمط التغذية، ممارسة الرياضة، وإنقاص الوزن يساعد على تحسين الأداء الجنسي.
  4. التعامل مع القلق: من خلال جلسات نفسية أو تمارين استرخاء لتخفيف التوتر قبل العلاقة.
  5. اختيار توقيت مناسب: يُفضل ممارسة العلاقة في أوقات يكون فيها المريض مستريحًا، وليس بعد وجبة ثقيلة أو مجهود بدني.

سابعًا: أدوية القلب وتأثيرها على الحياة الجنسية

من المهم معرفة أن بعض أدوية القلب قد تُحدث تأثيرات سلبية على الأداء الجنسي مثل:

  • مدرات البول: تؤدي إلى ضعف الانتصاب لدى الرجال.
  • مثبطات بيتا: تُقلل من الرغبة الجنسية وتسبب التعب العام.
  • مثبطات ACE: أقل تأثيرًا على الجنس مقارنة بالأدوية الأخرى.
    لكن لا يجب أبدًا التوقف عن تناول الدواء دون استشارة الطبيب، ويمكن مناقشة بدائل أكثر ملاءمة.

ثامنًا: الدعم النفسي.. عنصر لا غنى عنه

يتجاهل الكثيرون أهمية الدعم النفسي في رحلة التعامل مع أمراض القلب داخل العلاقة الزوجية:

  • جلسات علاج نفسي للزوجين: مفيدة لفهم التغيرات النفسية والجنسية وكيفية التكيف معها.
  • مجموعات الدعم: الانضمام لمجموعات بها مرضى يعانون من نفس الظروف يساعد على كسر العزلة.
  • التثقيف الجنسي: يساعد في تخطي المفاهيم الخاطئة المرتبطة بأمراض القلب والعلاقة الحميمة.

تاسعًا: متى يجب استشارة الطبيب المختص في العلاقة الزوجية؟

هناك حالات تستوجب تدخل أخصائي في العلاقات الزوجية أو طبيب نفسي جنسي، مثل:

  • استمرار الخوف من العلاقة الحميمة بعد مرور أشهر على الجلطة.
  • الشعور الدائم بالرفض أو التوتر داخل العلاقة.
  • عدم القدرة على التواصل العاطفي أو الجسدي رغم استقرار الحالة الصحية.

خلاصة “طب توداي”:

أمراض القلب لا تعني نهاية العلاقة الحميمة أو العاطفية، بل هي بداية لفصل جديد يتطلب تفهّم، صبر، ورغبة في التكيّف المشترك. بالعناية النفسية والطبية، والتواصل الصادق بين الشريكين، يمكن للزواج أن يظل قويًا، داعمًا، ومليئًا بالحب رغم مرض القلب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى