القلق المزمن وصحة الدماغ: كيف يضعف ذاكرتك ويغير كيمياء عقلك؟
كتبت مي علوش

القلق شعور طبيعي يختبره الجميع من حين لآخر، لكن عندما يتحوّل إلى حالة مستمرة ومزمنة، يصبح عبئًا نفسيًا له آثار عميقة على صحة الدماغ ووظائفه، خاصة الذاكرة والتركيز. تشير الأبحاث الحديثة إلى أن القلق المزمن لا يؤثر فقط على الحالة النفسية، بل يؤدي إلى تغيرات بيولوجية وكيميائية داخل الدماغ قد تُسهم في تدهور القدرات العقلية بمرور الوقت.
عند التعرّض للقلق المزمن، يبقى الجسم في حالة “تأهب”، حيث يُنتج كميات كبيرة من هرمون الكورتيزول، وهو هرمون التوتر. هذا الإفراز المستمر يؤثر على عدة مناطق في الدماغ، أبرزها “الحُصين” (Hippocampus)، المسؤول عن تكوين الذكريات وتنظيم العاطفة. ومع ارتفاع مستويات الكورتيزول، تبدأ خلايا الحُصين في التراجع والضمور، ما يؤدي إلى ضعف الذاكرة قصيرة المدى وصعوبة التركيز.
تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم التعليمات والنصائح لفهم العلاقة بين القلق المزمن وصحة الدماغ، وطرق الوقاية من آثاره السلبية على الذاكرة والوظائف المعرفية:
من بين الأعراض التي قد تظهر نتيجة القلق المزمن: تشتت الانتباه، النسيان المتكرر، ضعف القدرة على اتخاذ القرار، وحتى اضطرابات النوم، والتي تزيد بدورها من تدهور وظائف الدماغ. كما يمكن أن يؤدي القلق إلى تقليل نشاط بعض الناقلات العصبية المهمة مثل السيروتونين والدوبامين، مما يؤثر على المزاج، التركيز، والتفكير الإبداعي.
وقد أظهرت دراسات عديدة أن القلق المزمن قد يُسهم على المدى البعيد في رفع خطر الإصابة بأمراض معرفية مثل الزهايمر والخرف، بسبب التغيرات الهيكلية والوظيفية التي يسببها في الدماغ.