“السهر عدو صحتك: كيف يقودك إلى الاكتئاب وتقلصات القولون؟!”

كتبت - شيماء سليم

في عالم لا ينام، أصبح السهر جزءًا من روتين الكثيرين، سواء بسبب ضغوط العمل أو الإدمان على الشاشات أو حتى لأسباب اجتماعية. لكن ما لا يعرفه البعض أن هذه العادة “البريئة” تحمل في طياتها أضرارًا جسيمة على الصحة النفسية والجسدية، خصوصًا فيما يتعلق بالاكتئاب واضطرابات الجهاز الهضمي مثل تقلصات القولون.
منصة “طب توداي” تؤكد أن السهر ليس مجرد اضطراب وقتي في النوم، بل حلقة شريرة قد تبدأ بتعب بسيط وتنتهي بمرض مزمن!


السهر وضربات موجعة للجهاز العصبي

السهر يخل بتوازن الجهاز العصبي، ويؤدي إلى خلل في إفراز هرمونات مهمة مثل السيروتونين والدوبامين، وهي مواد كيميائية تلعب دورًا محوريًا في تحسين المزاج وتنظيم النوم.
عندما تتأثر هذه المواد، يصبح الإنسان أكثر عرضة للقلق، التوتر، ونوبات الاكتئاب. ووفقًا لـ”طب توداي”، فإن الأشخاص الذين يسهرون بانتظام معرضون بنسبة أكبر للإصابة بالاكتئاب المزمن.


لماذا السهر يسبب الاكتئاب؟

  • اضطراب الساعة البيولوجية: الجسم يملك ساعة داخلية تنظم عملياته الحيوية، مثل النوم، والهضم، ودرجة الحرارة. السهر يدمر هذه الساعة ويخلق حالة من الفوضى الهرمونية.
  • قلة النوم تعني قلة السعادة: النوم الجيد يعزز إنتاج السيروتونين، وهو هرمون السعادة. حرمان الجسم منه معناه حالة مزاجية سيئة تستمر طوال اليوم.
  • العزلة والانفصال الاجتماعي: السهر غالبًا ما يكون وقتًا للوحدة، بعيدًا عن التفاعل الاجتماعي، ما يعزز الإحساس بالحزن والوحدة والاكتئاب.

السهر وتقلصات القولون: صراع في البطن!

قد لا يربط البعض بين السهر وصحة الجهاز الهضمي، لكن العلاقة بينهما وثيقة جدًا. تشير تقارير “طب توداي” إلى أن السهر يزيد من فرص الإصابة بتقلصات القولون العصبي، ويضاعف أعراضه عند المرضى.

إقرأ أيضا : احمي نفسك من الإصابة بالبروستاتا .. أهم الأسباب والعلاج

إقرأ أيضا : خاصة للسيدات: شرب اللبن يعمل على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب


كيف يضر السهر القولون؟

  • خلل في الجهاز العصبي اللاإرادي: وهو المسؤول عن التحكم في حركة الأمعاء. عند اضطراب النوم، يصعب على القولون أداء وظيفته الطبيعية.
  • زيادة التوتر العصبي: التوتر من الآثار المباشرة للسهر، وهذا التوتر يتسبب في زيادة إفراز الأحماض والغازات وتشنج عضلات القولون.
  • تغير مواعيد الأكل: السهر غالبًا ما يؤدي إلى تناول الطعام في أوقات متأخرة، وهو ما يربك المعدة والأمعاء.

السهر يسبب الإمساك والإسهال والغازات!

تشير الدراسات إلى أن السهر لا يؤثر فقط على حركة الأمعاء، بل يغير نمط الإخراج بالكامل. البعض يصابون بإمساك مزمن بسبب اضطراب حركة القولون، وآخرون يعانون من نوبات إسهال مفاجئة. أما الغازات والانتفاخات، فهي رفيقة دائمة لمن يسهرون بشكل يومي.


من الأكثر عرضة للتأثر بسوء النوم؟

  • مرضى القولون العصبي
  • من لديهم تاريخ من الاكتئاب أو القلق
  • الأشخاص الذين يعملون في ورديات ليلية
  • مستخدمو الأجهزة الإلكترونية قبل النوم
  • المراهقون والشباب في بداية العشرينات

إقرأ أيضا : احمي نفسك من الإصابة بالبروستاتا .. أهم الأسباب والعلاج

إقرأ أيضا : خاصة للسيدات: شرب اللبن يعمل على زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب


نصائح طب توداي للنوم السليم وحماية القولون والمزاج

  1. نظم مواعيد نومك واستيقاظك حتى في العطلات.
  2. تجنب الشاشات الزرقاء قبل النوم بساعتين على الأقل.
  3. امتنع عن الكافيين بعد المغرب.
  4. اجعل غرفتك مظلمة وهادئة، فالنوم في الظلام يحفز إفراز الميلاتونين.
  5. مارس رياضة خفيفة يوميًا، وابتعد عن التمارين القوية قبل النوم.
  6. قلل من تناول الأطعمة الثقيلة ليلًا، خصوصًا المقلية والمليئة بالتوابل.
  7. اكتب قائمة مهام لليوم التالي بدلًا من التفكير الزائد قبل النوم.

متى يكون السهر خطرًا يستدعي زيارة الطبيب؟

  • إذا شعرت بأعراض اكتئاب مستمرة (حزن، فقدان شهية، اضطراب في النوم).
  • إذا كنت تعاني من تقلصات قولونية شديدة أو متكررة.
  • إذا تغير نمط نومك بشكل مفاجئ، واستمر لأكثر من أسبوعين.
  • إذا ظهرت أعراض جسدية مع السهر مثل خفقان القلب، رعشة، أو صعوبة في التركيز.

السهر والإدمان الخفي على الأجهزة

الهواتف الذكية، شاشات التلفاز، والأجهزة اللوحية… كلّها تساهم في إبقاء المخ مستيقظًا لساعات طويلة. الإضاءة الزرقاء التي تصدر منها تعيق إفراز الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم.
“طب توداي” تحذر من أن الاستخدام المستمر لهذه الأجهزة قبل النوم لا يسبب فقط الأرق، بل يرفع احتمالية الاكتئاب بنسبة تصل إلى 40%.


هل القيلولة تنقذ الموقف؟

القيلولة القصيرة (من 15 لـ30 دقيقة) يمكن أن تقلل من آثار السهر بشكل مؤقت، لكنها لا تعوض نوم الليل. النوم الليلي هو الذي يعيد تنظيم الجسم، ويقوي المناعة، ويعيد التوازن الهرموني. القيلولة الطويلة في منتصف النهار قد تعمق اضطراب النوم وتجعل من السهر عادة مستمرة.


خلاصة القول: السهر ليس حرية بل ضرر متراكم

قد يبدو السهر حرية شخصية، أو وقتًا مستقطعًا للراحة أو الاستجمام، لكنه على المدى الطويل قنبلة موقوتة لصحتك النفسية والجسدية. الاكتئاب وتقلصات القولون ليست إلا البداية، والقائمة تطول لتشمل مشاكل القلب والمناعة والتركيز وحتى الأداء المهني.
منصة طب توداي تدعو الجميع لاعتبار النوم الجيد أولوية، لا رفاهية. فصحتك النفسية والجسدية تبدأ من سريرك.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى