د. مازن حنفي: لا تستهين بالتهاب الجيوب الأنفية.. انسداد الأنف المزمن.. متى نفكر في الجراحة؟
كتبت - دعاء محمد شحاتة
في حياتنا اليومية، قد نواجه أعراضًا تبدو بسيطة كطنين في الأذن أو دوخة عابرة أو حتى انسداد الأنف، ونتعامل معها أحيانًا بالاستهانة أو المسكنات. لكن الطب الحديث أثبت أن هذه الأعراض قد تكون أحيانًا مؤشرات على أمراض مزمنة أو خطيرة تستدعي تدخلًا طبيًا عاجلًا. في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز مشكلات الأنف والأذن والحنجرة التي يُستهان بها، ونستعرض تحذيرات ونصائح من الدكتور مازن حنفي، استشاري الأنف والأذن والحنجرة، لفهم متى تصبح هذه الأعراض غير قابلة للتجاهل.
أولًا: الدوخة والدوار.. ما الفرق ومتى تقلق؟
يشرح الدكتور مازن حنفي أن هناك فرقًا كبيرًا بين الدوخة العابرة نتيجة الإرهاق أو انخفاض الضغط، وبين الدوار المرتبط بمشاكل الأذن الداخلية، مثل مرض منيير أو التهابات العصب الدهليزي.
ويضيف:
“إذا كانت الدوخة متكررة، يصاحبها طنين أو غثيان أو قيء أو صعوبة في التوازن أثناء المشي، فهنا لا بد من تقييم الحالة بشكل دقيق، لأن بعض هذه الأعراض ترتبط بأمراض الجهاز العصبي أو الأذن الداخلية وقد تؤثر على نمط الحياة تمامًا.”
ثانيًا: طنين الأذن.. عَرَض بسيط أم بداية تلف سمعي؟
الطنين قد يكون عرضًا مؤقتًا بعد التعرض لضجيج عالٍ أو إرهاق، لكنه قد يُشير أيضًا إلى مشكلات مثل:
- ضعف السمع الحسي العصبي
- ارتفاع ضغط الدم
- أورام العصب السمعي (نادرًا)
- انسداد الأذن نتيجة الشمع أو الالتهاب
يشدد د. حنفي على أن تجاهل الطنين، خاصةً إذا استمر لعدة أيام أو كان في أذن واحدة فقط، قد يؤدي إلى مضاعفات، ويقول:
“الطنين المستمر يستوجب فحص سمعي دقيق وربما أشعة مقطعية، لتحديد السبب بدقة والبدء في خطة علاج مبكرة.”
ثالثًا: التهابات الجيوب الأنفية.. الصداع المزمن ليس دائمًا من العين!
التهابات الجيوب الأنفية من أكثر الشكاوى شيوعًا، لكنها تُشخص أحيانًا بشكل خاطئ على أنها صداع توتري أو إجهاد بصري.
ومن أبرز أعراضها:
- صداع في مقدمة الرأس أو خلف العين
- انسداد الأنف
- إفرازات أنفية خلفية
- فقدان حاسة الشم مؤقتًا
يقول د. مازن حنفي:
“أي صداع مزمن يصاحبه انسداد أنف أو بلغم خلفي يجب تقييمه على أنه مشكلة جيوب أنفية في المقام الأول، وليس صداع عادي.”
رابعًا: انسداد الأنف المزمن.. متى نفكر في الجراحة؟
يعاني البعض من انسداد أنف دائم دون استجابة لمضادات الحساسية أو البخاخات. وفي هذه الحالات، قد يكون السبب:
- انحراف بالحاجز الأنفي
- لحميات أنفية
- تضخم القرنيات
ويؤكد الدكتور مازن حنفي أن:
“الجراحة ليست الخيار الأول، لكن في الحالات التي تؤثر على التنفس والنوم وجودة الحياة، نلجأ للجراحة بالمنظار كحل نهائي فعال وآمن.”
خامسًا: اضطرابات السمع لدى الكبار والصغار
ليست كل مشاكل السمع مرتبطة بكبار السن، بل يعاني الأطفال أحيانًا من ضعف سمع ناتج عن:
- سوائل خلف طبلة الأذن
- التهابات متكررة
- مشاكل خلقية
أما الكبار، فقد يكون السبب هو:
- الضوضاء المزمنة
- أمراض السكر والضغط
- الأدوية السامة للعصب السمعي
ويحذر د. حنفي من الإهمال:
“اكتشاف ضعف السمع مبكرًا يتيح لنا التدخل سواءً عبر المعينات السمعية أو الجراحات التصحيحية قبل أن يتفاقم الأمر.”
سادسًا: متى تحتاج الأعراض البسيطة إلى زيارة طارئة للطبيب؟
حدد د. مازن حنفي قائمة بـ”أعراض الخطر” التي يجب عدم تجاهلها مطلقًا:
- دوخة مفاجئة مع فقدان الاتزان
- طنين أذن يصاحبه ضعف سمع مفاجئ
- نزيف من الأنف متكرر بدون سبب واضح
- صداع مزمن لا يتحسن بالمسكنات
- ألم بالأذن يستمر أكثر من يومين رغم المضادات
سابعًا: الوقاية.. أسلوب حياة وليس إجراء مؤقت
اختتم الدكتور مازن حنفي حديثه بتوجيه نصائح عامة للحفاظ على صحة الأنف والأذن والحنجرة:
- تجنب التعرض المفاجئ للهواء البارد.
- تجنب سماعات الأذن العالية لفترات طويلة.
- راقب علامات الحساسية وعالجها في بدايتها.
- نظف الأنف بالمحلول الملحي بدلًا من الأعشاب غير الآمنة.
- راجع الطبيب فور ظهور أي عرض جديد أو غير مفسر.
الخلاصة:
مشاكل الأنف والأذن والحنجرة ليست دائمًا بسيطة أو موسمية. بعضها قد يكون إشارة لحالة مزمنة أو خطيرة تحتاج لتدخل مبكر. الكشف المبكر والفحص الدقيق هما الأساس في تجنب المضاعفات، خاصةً في حالات طنين الأذن، الدوخة، أو انسداد الأنف المزمن.




