“لما الحب يبرد في السرير: هل الامتناع عن العلاقة الحميمة يقتل المشاعر؟”

كتبت - دعاء فاروق

في بداية أي علاقة زوجية، تكون العلاقة الحميمة أحد أبرز مظاهر الحب والارتباط العاطفي، فهي ليست مجرد تلبية لرغبة جسدية، بل وسيلة عميقة للتواصل والتفاهم بين الزوجين. لكن ماذا يحدث عندما يبدأ الامتناع عن العلاقة الحميمة؟ وماذا لو كان الامتناع من الطرفين؟ هل يتأثر الحب؟ هل تضعف العلاقة؟

منصة “طب توداي” سلطت الضوء على هذه الظاهرة المتكررة في العلاقات الزوجية، وحذرت من تبعاتها النفسية والعاطفية، مؤكدة أن التوقف المتبادل عن العلاقة الحميمة قد يكون مؤشرًا على مشاكل أعمق.


العلاقة الحميمة: لغة الحب الصامتة

العلاقة الحميمة ليست مجرد فعل جسدي، بل هي وسيلة تواصل خاصة تعزز الشعور بالأمان، وتبني جسور الثقة والتفاهم. في اللحظات التي يتقارب فيها الجسدان، تنشأ مشاعر دفينة من الحب والتقدير، حتى دون كلمات.

من هنا، فإن الامتناع المفاجئ أو التدريجي من كلا الطرفين، يخلق نوعًا من الفراغ العاطفي، ومع الوقت قد يتحول إلى برود نفسي يصعب إصلاحه.


الامتناع المتبادل: متى يصبح ناقوس خطر؟

ترى منصة “طب توداي” أن الامتناع المتبادل عن العلاقة الحميمة، إذا استمر لفترة طويلة، قد يكون نتيجة أحد الأسباب التالية:

  • تراكم المشكلات اليومية: الخلافات غير المحسومة، والتوترات التي لا يتم التعبير عنها.
  • الضغط النفسي والتوتر: القلق المرتبط بالعمل، أو المشاكل المالية، أو التوتر الأسري.
  • ضعف التواصل: عدم القدرة على التعبير عن الاحتياجات والرغبات بشكل صحي.
  • مشكلات صحية أو نفسية: مثل الاكتئاب، أو الضعف الجنسي، أو تغيرات الهرمونات، خاصة مع التقدم في العمر.

تقول “طب توداي” إن التجاهل لهذه الأسباب يؤدي إلى نتائج عكسية قد تنتهي بالطلاق العاطفي.


التأثيرات النفسية والعاطفية للامتناع عن العلاقة الحميمة

  1. فقدان الشعور بالاحتواء: عندما يتوقف الزوجان عن الاقتراب جسديًا، يشعر كل منهما بالوحدة والفراغ العاطفي، حتى وإن كانا يعيشان تحت سقف واحد.
  2. ضعف مشاعر الحب: العلاقة الحميمة تُعيد إحياء مشاعر الحب، وغيابها قد يسبب فتورًا تدريجيًا يجعل الحب يتآكل بصمت.
  3. انعدام التفاهم: في كثير من الحالات، يكون الامتناع الجنسي نتيجة لضعف التفاهم، ولكنه أيضًا قد يزيد من عمق المشكلة ويُضعف الحوار.
  4. اللجوء للخيانة أو الانعزال: بحسب “طب توداي”، فإن أحد أخطر النتائج هو لجوء أحد الطرفين إلى تعويض هذا النقص خارج العلاقة، أو الانغلاق على الذات والدخول في دائرة الاكتئاب.

الامتناع عن العلاقة الحميمة ليس دائمًا قرارًا مقصودًا

في بعض الحالات، لا يكون الامتناع نتيجة عناد أو عقاب، بل أحيانًا يكون نتيجة التعب الجسدي أو النفسي، أو الشعور بالإهمال. وهنا، تلعب النية دورًا محوريًا.

تحذر “طب توداي” من أن تجاهل الإشارات المبكرة قد يؤدي إلى أزمة حقيقية، فحتى لو كان الامتناع صادرًا من نية بريئة، فإن الاستمرار فيه من الطرفين قد يولد جفاءً يصعب كسره لاحقًا.


هل الحب وحده يكفي؟

رغم أن الحب قاعدة أساسية للعلاقة الزوجية، إلا أن “طب توداي” تؤكد أنه لا يمكن الاعتماد عليه فقط لبقاء العلاقة قوية، فالجسد شريك أساسي في التعبير عن الحب، والتقارب الجسدي يدعم المشاعر ويقويها.

غياب العلاقة الحميمة لفترة طويلة يجعل الحب عُرضة للتآكل، حتى مع استمرار المودة والاحترام.


نصائح “طب توداي” لتجنب تأثير الامتناع على العلاقة:

  1. الحديث الصريح: لا بد من فتح باب الحوار بشفافية دون اتهامات، والاستماع لبعضكما البعض بهدوء.
  2. الاهتمام بالمشاعر: عبر عن مشاعرك واحتياجاتك دون خجل أو خوف من الرفض.
  3. العلاج المشترك للمشكلات الصحية: في حال وجود مشكلات طبية أو نفسية تعوق العلاقة، لا بد من التوجه إلى مختص بشكل مشترك.
  4. إعادة إحياء الرومانسية: الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، مثل العشاء سويًا، أو تقديم هدية بسيطة، يعيد الدفء إلى العلاقة.
  5. طلب المساعدة: إذا وصلت العلاقة إلى طريق مسدود، لا بأس من اللجوء إلى استشاري علاقات زوجية.

متى يكون الامتناع عن العلاقة قرارًا صحيًا؟

رغم أهمية العلاقة الحميمة، إلا أن “طب توداي” توضح أن بعض الظروف الصحية أو الدينية أو النفسية قد تستدعي التوقف المؤقت عنها، مثل فترات ما بعد الولادة، أو بعض الأمراض، لكن بشرط أن يتم الأمر بتفاهم ومراعاة للطرف الآخر.

في هذه الحالات، يجب تعويض الطرف الآخر بالاحتواء العاطفي والتعبير اللفظي والجسدي عن الحب والاهتمام.


كيف نعيد الحب الجسدي بعد فترة من الانقطاع؟

  1. ابدأ بالمصافحة والتلامس البسيط.
  2. اشعر شريكك بالأمان والقبول.
  3. لا تضغط على الطرف الآخر.
  4. ركز على بناء القرب العاطفي قبل الجسدي.

ترى “طب توداي” أن العودة لا تكون فجائية، بل تدريجية، مبنية على الثقة والتفاهم، تمامًا كما بدأ الحب في أول العلاقة.


خلاصة “طب توداي”: العلاقة الحميمة مرآة الحب

الامتناع عن العلاقة الحميمة ليس مجرد غياب جسدي، بل انقطاع عن لغة خاصة لا يفهمها إلا العاشقون. وفي الزواج، هذه اللغة تُبقي الحب حيًا حتى في أصعب الظروف.

فإذا شعرتما بالابتعاد، لا تصمتا.. تكلموا، اقتربوا، ولا تتركوا المسافة تكبر بينكما.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى