علاج مشاكل العيون في مرضي السكري
كتبت مي علوش
يعتبر مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على العديد من أعضاء الجسم، ويعد ضعف النظر ومشاكل العيون من أكثر المضاعفات خطورة. يعاني الملايين حول العالم من اعتلال الشبكية السكري، إعتام عدسة العين، والزرق (الجلوكوما)، مما قد يؤدي إلى فقدان البصر في الحالات المتقدمة.
أسباب الإصابة بمشاكل العيون
تؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين، مما يسبب نزيفًا، تورمًا، ونقصًا في الأكسجين، وهو ما يُعرف باعتلال الشبكية السكري. كما يزداد خطر الإصابة بإعتام العدسة وارتفاع ضغط العين، مما قد يؤدي إلى العمى إذا لم يتم علاجه.
طرق الوقاية والعلاج
1. ضبط مستويات السكر في الدم
أظهرت الدراسات أن الحفاظ على نسبة HbA1c أقل من 7% يقلل من خطر تلف الشبكية بشكل كبير. ينصح الأطباء بمتابعة مستوى السكر بانتظام وتعديل النظام الغذائي والعلاجي وفقًا للحالة.
2. السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول
ارتفاع ضغط الدم يزيد من تفاقم مشاكل العيون، لذا يجب الحفاظ عليه عند 130/80 ملم زئبق أو أقل، مع تناول أدوية الضغط إذا لزم الأمر.
3. الفحوصات الدورية
فحص العين السنوي باستخدام تصوير الشبكية (OCT) أو فحص قاع العين بالفلوريسئين يساهم في الكشف المبكر عن أي مضاعفات.
4. العلاجات الحديثة
تشمل حقن الأدوية المضادة لنمو الأوعية الدموية (مثل الأفليبيرسيبت والرانيبزوماب) لعلاج التورم الشبكي، بالإضافة إلى استخدام الليزر والجراحة في الحالات المتقدمة.
توصيات الخبراء
يؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر والتدخل السريع يساعدان في حماية البصر وتقليل مخاطر فقدانه. كما يُنصح المرضى باتباع نمط حياة صحي، ممارسة الرياضة، وتجنب التدخين للحفاظ على صحة الأوعية الدموية.
يذكر أن يبقى الأمل قائمًا مع التطورات الطبية الحديثة، لكن الوقاية تظل السلاح الأقوى في مواجهة مضاعفات السكري على العيون. الالتزام بالتوجيهات الطبية وإجراء الفحوصات الدورية قد يكون الفرق بين الاحتفاظ بالبصر أو فقدانه.