ضرب الإيد مش بس بيوجع.. تأثير العنف الأسري على صحة الطفل النفسية
كتبت/ مي السايح

العنف الأسري لا يقتصر فقط على الضرب أو الإيذاء الجسدي، بل يشمل أيضًا الإهانات، والصراخ، والتقليل من الشأن، والإهمال العاطفي، بل وحتى العنف النفسي الصامت كالتجاهل والتخويف المستمر.
ومع أن الضحية الأولى للعنف الأسري غالبًا ما تكون الزوجة أو الشريك، إلا أن الأطفال هم من يدفعون الثمن الأكبر، حتى وإن لم يكن العنف موجهًا إليهم مباشرة.
يستعرض لك موقع طب توداي في هذا التقرير التأثيرات النفسية الخطيرة للعنف الأسري على الأطفال، وهي أزمة خفية تتفاقم في صمت داخل جدران المنازل، مخلفة وراءها آثارًا نفسية وجسدية قد تمتد لسنوات طويلة.
الصحة النفسية للأطفال في خطر
أثبتت دراسات نفسية حديثة أن الأطفال الذين يشهدون العنف الأسري بشكل متكرر، معرضون للإصابة بعدة اضطرابات نفسية، منها: الاكتئاب، والقلق المزمن، واضطرابات النوم، والتبول اللاإرادي، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، بالإضافة إلى مشكلات سلوكية مثل العدوانية أو الانطواء الشديد.
ويؤكد الأطباء النفسيون أن الجهاز العصبي للطفل يكون في طور النمو، والتعرض لصدمات متكررة في بيئة غير آمنة يُحدث خللًا في توازنه العاطفي والمعرفي. ما يؤدي لاحقًا إلى ضعف الثقة بالنفس، صعوبات في التعلم، وانخفاض الأداء الدراسي.
الأسرة هي خط الدفاع الأول
تبدأ حماية الطفل من العنف النفسي أو الجسدي من وعي الأهل بدورهم التربوي. فالكلمة الجارحة والتهديد قد يتركان جرحًا داخليًا أعمق من الصفعة. كما أن التربية المبنية على الحوار والاحترام، والمشاعر الآمنة، قادرة على بناء شخصية متوازنة وواثقة من نفسها.
وينصح المتخصصون الأهل الذين يعانون من ضغوط نفسية أو مشكلات زوجية، بعدم إدخال الأطفال في تفاصيلها أو تفريغ مشاعرهم السلبية عليهم، لأنهم لا يملكون أدوات الدفاع أو الفهم الكافي لتفسير ما يحدث، مما يولّد بداخلهم خوفًا دائمًا وإحساسًا بانعدام الأمان.
التدخل المبكر ضرورة
إذا ظهرت على الطفل أي علامات غير مألوفة مثل الانطواء، الكوابيس، العنف تجاه زملائه، أو تراجع دراسي مفاجئ، يجب التوجه إلى مختص نفسي في أقرب وقت.
فكلما كان التدخل مبكرًا، زادت فرص الشفاء النفسي الكامل، وقلّت احتمالية تحوّل الطفل إلى مراهق أو بالغ يعاني من اضطرابات مزمنة.