د. حسن إبراهيم: بدون ألم… عظامك قد تتآكل: اعرف أعراض الهشاشة الخفية

كتبت - سارة مجدي

قد يبدو الجسم من الخارج قويًا ومتينًا، ولكن الحقيقة أن هشاشة العظام تعمل بصمت داخل هيكلك العظمي دون أن تترك أي مؤشرات واضحة في البداية. فبمجرد أن تبدأ الكسور الصغيرة أو الانحناءات في الظهر، يكون المرض قد أحرز تقدمًا كبيرًا. إنها هشاشة العظام، المرض الذي يُطلق عليه “القاتل الصامت”، والذي يصيب الملايين حول العالم، وخصوصًا النساء بعد سن الأربعين.

ويوضح الدكتور حسن إبراهيم، استشاري أمراض الباطنة والعظام، في حديثه مع منصة طب توداي، أن هشاشة العظام تبدأ غالبًا دون ألم أو إنذارات، ولا تُكتشف إلا بعد حدوث كسر أو تراجع ملحوظ في الطول أو وضعية الجسم. ويضيف: “كلما تأخر الاكتشاف، زاد خطر الكسور وفقدان القدرة على الحركة بشكل طبيعي”.


ما هي هشاشة العظام؟

تعريف بسيط… وخطر عميق

هشاشة العظام هي حالة مرضية تقل فيها كثافة العظام وتصبح أكثر هشاشة وقابلية للكسر. العظام في الحالة الطبيعية تمر بدورة مستمرة من البناء والهدم، لكن في حالة الهشاشة تكون سرعة الهدم أكبر من البناء، ما يؤدي إلى تخلخل في التركيب العظمي.

ويشرح د. حسن إبراهيم أن “العظام تشبه شبكة معمارية دقيقة، وعند الإصابة بالهشاشة، تتسع الفراغات داخل هذه الشبكة وتضعف القدرة على التحمل”.


من الأكثر عرضة للإصابة؟

الفئات المعرضة للخطر

  • النساء بعد انقطاع الطمث (نتيجة انخفاض الإستروجين)
  • كبار السن فوق سن 65 عامًا
  • من يعانون من نقص الكالسيوم أو فيتامين D
  • من لديهم تاريخ عائلي لهشاشة العظام
  • المدخنون ومفرطو الكحول
  • من يتناولون أدوية الكورتيزون لفترات طويلة
  • من يعانون من أمراض مزمنة مثل الروماتويد أو الغدة الدرقية

أعراض هشاشة العظام: الصمت القاتل

متى تكتشف المرض؟

قد تمر سنوات دون أي أعراض، ولكن هناك بعض الإشارات التي يجب الانتباه لها:

  • آلام مزمنة في الظهر
  • نقص في الطول تدريجيًا
  • انحناء في القامة
  • كسور متكررة في المعصم، الفخذ، أو الفقرات عند السقوط البسيط

ينبّه د. حسن إبراهيم إلى أهمية “عدم تجاهل أي كسر يحدث بسهولة أو ألم مستمر في العمود الفقري، فقد تكون هذه مؤشرات لهشاشة متقدمة”.


التشخيص المبكر هو المفتاح

كيف نكتشف الهشاشة قبل فوات الأوان؟

الاختبار الذهبي للكشف عن هشاشة العظام هو قياس كثافة العظام DEXA Scan، وهو اختبار بسيط وغير مؤلم يمكن من خلاله تحديد مدى قوة أو ضعف العظام.

يُنصح به لكل سيدة بعد سن الـ50، أو أي شخص تعرض لكسر بعد سن الـ40، أو من لديهم عوامل خطر عالية.


الوقاية تبدأ من المطبخ

التغذية الصحية لعظام قوية

تلعب التغذية دورًا كبيرًا في الوقاية من هشاشة العظام، وأبرز العناصر الأساسية تشمل:

  • الكالسيوم: الموجود في منتجات الألبان، السردين، السبانخ، اللوز
  • فيتامين D: من التعرض اليومي للشمس أو من خلال المكملات
  • الماغنسيوم والبوتاسيوم: من الخضروات الورقية والفواكه
  • البروتين: مهم لتكوين العظام وكتلة العضلات
  • الابتعاد عن الكافيين الزائد والمشروبات الغازية

يؤكد د. حسن إبراهيم أن “تناول الغذاء الغني بالكالسيوم غير كافٍ إذا لم يترافق مع امتصاص جيد، وهو ما يتطلب فيتامين D وممارسة النشاط الحركي”.


الرياضة… صديق العظام الأول

الحركة تقوي العظام

الرياضة المنتظمة، خاصة المشي، صعود السلالم، وتمارين المقاومة، تُعد من أفضل الوسائل لتحفيز العظام على الاحتفاظ بكثافتها.

ينصح الخبراء بما لا يقل عن 30 دقيقة من النشاط يوميًا، ويُفضل ممارسة تمارين تقوية العضلات مرتين في الأسبوع.


نمط الحياة: تعديلات بسيطة تُحدث فرقًا

عادات صحية يومية

  • الإقلاع عن التدخين
  • تقليل استهلاك الكحول
  • الحفاظ على وزن صحي
  • النوم الجيد
  • الفحص الدوري لكثافة العظام خاصة مع التقدم في العمر

العلاج… من المكملات إلى الأدوية الحديثة

خيارات متعددة حسب الحالة

يعتمد العلاج على شدة الهشاشة وخطر الكسور، وقد يشمل:

  • مكملات الكالسيوم وفيتامين D
  • أدوية مضادة لهدم العظام (مثل البيسفوسفونات)
  • هرمونات مثل الإستروجين في بعض الحالات
  • أدوية جديدة مثل دينوسوماب أو تيريباراتيد

يقول د. حسن إبراهيم: “من الخطأ الاعتقاد أن المكملات وحدها كافية، فبعض الحالات تحتاج لأدوية متخصصة تحت إشراف الطبيب”.


الوقاية خير من العلاج

رسائل توعوية

  • هشاشة العظام يمكن الوقاية منها بسهولة إذا بدأنا مبكرًا
  • الغذاء، الرياضة، وأشعة الشمس هي أدواتك اليومية لبناء العظام
  • لا تنتظر الكسر لتكتشف المرض… افحص عظامك قبل فوات الأوان

 

جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى