إزاي الضوضاء بتلخبط دماغك وتخليك مش عارف تركز.. خطوات بسيطة للتغلب على حساسية الاصوات
كتبت/ شهد عبدالرحمن
في عالم يزداد فيه الضجيج يومًا بعد يوم، من أصوات السيارات إلى رنين الهواتف وصفارات الإنذار، يواجه البعض معاناة خاصة تُعرف باسم حساسية الضوضاء، وهي حالة قد تتجاوز مجرد الانزعاج، لتؤثر بشكل مباشر على القدرة على التركيز والقيام بالمهام اليومية.
ما هي حساسية الضوضاء؟
بحسب منظمة الصحة العالمية، يُقصد بحساسية الضوضاء أو Hyperacusis انخفاض قدرة الشخص على تحمّل الأصوات العادية التي لا تسبب إزعاجًا لمعظم الناس.
يعاني المصابون بهذه الحالة من استجابة عصبية مفرطة لأي صوت، حتى لو كان منخفضًا، مما قد يؤدي إلى:
– صداع أو شعور بالضغط في الرأس.
– توتر وقلق.
– رغبة في الابتعاد عن البيئة المزعجة.
وتشير أبحاث المعهد الوطني للصحة العقلية إلى أن التعرض المستمر للضوضاء، حتى لو كانت في مستويات معتدلة، يمكن أن يؤثر على عمل الدماغ، خاصة في المناطق المسؤولة عن الانتباه والذاكرة.
الأشخاص المصابون باضطرابات مثل ADHD (اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه) أو القلق غالبًا ما يكونون أكثر حساسية للأصوات، ما يجعل الضوضاء أحد العوامل التي تزيد من صعوبة التركيز لديهم.
لماذا يحدث هذا الارتباط؟
استجابة الجهاز العصبي: الضوضاء المزعجة تُنشط الجهاز العصبي السمبثاوي، مما يرفع مستويات هرمونات التوتر مثل الكورتيزول.
تشتيت الانتباه: الصوت غير المتوقع يجذب تركيز الدماغ بعيدًا عن المهمة الأساسية.
الإرهاق الحسي: كثرة المؤثرات الصوتية تستهلك طاقة الدماغ وتضعف القدرة على الاستمرار في التركيز.
من هم الأكثر عرضة؟
المصابون باضطرابات القلق أو الاكتئاب، ومن لديهم إصابات أو مشاكل في الأذن الداخلية، والأشخاص العاملون في بيئات صاخبة لفترات طويلة، والأطفال والمراهقون الذين يعانون من اضطرابات الانتباه والتعلم.
كيف يمكن التعامل مع حساسية الضوضاء؟
– استخدام سدادات الأذن أو سماعات عازلة للصوت في البيئات المزدحمة.
– تخصيص أوقات للراحة في أماكن هادئة خلال اليوم.
– تدريب الدماغ على التركيز من خلال تقنيات التأمل والتنفس العميق.
– علاج السبب الأساسي إذا كانت مرتبطة باضطرابات عصبية أو سمعية.
حساسية الضوضاء ليست مجرد انزعاج مؤقت، بل قد تكون إشارة على وجود خلل عصبي أو ارتباط باضطرابات التركيز. في عالم مليء بالمؤثرات الصوتية، يصبح الوعي بهذه الحالة والتعامل معها خطوة أساسية للحفاظ على الصحة الذهنية والإنتاجية.
