وداعا طبيب الإنسانية الدكتور ياسر البرجيني .. كشفه لم يتجاوز الـ 50 جنيه في 2025 .. والفقراء كان لهم النصيب الأكبر من وقته وعملياته

كتبت مي علوش

في زمن قلّت فيه النماذج الطبية التي تجمع بين الكفاءة المهنية والضمير الإنساني، يرحل عنا أحد الأطباء النادرين الذين تركوا أثرًا في قلوب كل من دخلوا عيادته أو دخل معهم غرفة العمليات. الدكتور ياسر البرجيني، أستاذ الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي، غادر دنيانا بالأمس أثناء أداء عمله في عيادته الخيرية المفضلة، كما اعتاد أن يفعل حتى اللحظة الأخيرة في حياته.

كان الدكتور ياسر نموذجًا للطبيب الذي لا تُقاس قيمته بعدد العمليات التي أجراها، بل بعدد القلوب التي طمأنها. لم يكن فقط ماهرًا بإبرة الجراحة، بل فنانًا في نزع الخوف من المريض بابتسامة صادقة، وحديث هادئ، وإنسانية تُحس ولا تُشرح. التزم بوصية والده المقريء، بأن يبقي الكشف في متناول الناس، فكان 50 جنيهًا فقط، ليبقى باب عيادته مفتوحًا للجميع.

 

وتكمل شيرين هنائي، الكاتبة والروائية، شهادتها الشخصية المؤثرة:  “من خمس سنين شخّص حالتي بدقة بعد ما أطباء كتير اعتبروها بسيطة، ورشح لي د. ياسر. كنت مرعوبة، ودي أول عملية في حياتي. لكن أول ما دخلت وشوفت وشه، نسيت كل الخوف. ابتسامته كانت سحر.

واضافت، كشفه كان كله حياء واحترام. حتى في غرفة العمليات، كان بيضحك ويهزر ويعرفني بالجراحين التانيين وكأننا داخلين مناسبة مش جراحة.

في كل مرة زرته، كان بينزع الخوف مني زي ما بينزع جرح، ويفضل متابع على الواتساب وبيهتم بأدق التفاصيل. حتى لما اكتشف عندي ورم، ما قدرتش أروح لحد غيره. كان صادق، موهوب، قلبه كبير، وعينه دايمًا على رحمة المريض.

لما عرفت بخبر وفاته، حسيت إن في نور انطفى. كان شبه رمز، وكان بيطمننا بوجوده. الله يرحمه، ويجزيه عن كل قلب طمّنه، وكل ألم خففه.”

رحل الدكتور ياسر.. لكن سيظل حيًا في قلوب مرضاه، وفي ذاكرة الطب الشريف.

بينما كتب أحمد طه، الله يرحمك يا ملاك يا اشطر دكتور وأطيب وأكثر انسان رحيم و متواضع شوفته في حياتي رغم علمك الغزير وانشغالك الدائم .. يارب دعوات كل حبايبك وكل خيرك و حنيتك على كل الناس وكلماتك الطيبه يبقو في ميزان حسناتك.. مفيش كلام يوفيك حقك انا مشوفتش ولا هشوف دكتور زيك في تعاملك وخيرك وتواضعك وحبك لعملك وحبك لمداوات الام الناس على قد مقدرة كل شخص دون استغلال أو مغالاه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى