بيبقى تعبان ويقولو بيتدلع.. كيف يرى الطب اضطراب الشخصية الحدية؟ وما الذي يشعر به المريض؟
كتبت/ شهد عبدالرحمن

لا يزال المرض النفسي يواجه وصمة اجتماعية، فحين يصرح أحدهم بأنه ينوي زيارة طبيب نفسي، يُسارع البعض بوصفه بـ”المختل عقليًا”.
الحقيقة أن معظم من يلجأون للعلاج النفسي هم في الأساس ضحايا لتجارب مؤلمة أو تعاملات مع أشخاص يحملون اضطرابات لم يتم تشخيصها أو علاجها.
اليوم، بدأ الوعي يتغير، وأصبح الاعتراف بالذهاب إلى الطبيب النفسي أقل حرجًا لدى بعض الفئات، وإن ظل الطريق طويلًا أمام تقبل المجتمع الكامل للصحة النفسية كجزء أصيل من الصحة العامة.
في هذا السياق، نتناول اضطراب الشخصية الحدية (Borderline Personality Disorder – BPD)، وهو حالة نفسية تصنف كاضطراب في الشخصية، أي أنه نمط ثابت وممتد من الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تختلف عن المعايير الثقافية والاجتماعية السائدة.
يتركز تأثير هذا الاضطراب على طريقة تعامل الشخص مع ذاته ومع الآخرين، ويتسم بعدم استقرار الهوية الذاتية، وتقلبات المزاج السريعة التي قد تحدث خلال ساعات أو حتى دقائق، وغالبًا كرد فعل لموقف أو حدث خارجي مثل الشعور بالهجر أو الخوف من الانفصال.
إقرأ أيضًا: التحضير النفسي نصف العلاج .. تعرف على أهم التعليمات قبل إجراء جراحات الأورام
أبرز أعراض اضطراب الشخصية الحدية
• خوف شديد ومستمر من الهجر.
• علاقات شخصية غير مستقرة تتأرجح بين الحب الشديد والكره الحاد.
• صورة ذاتية مشوشة أو غير مستقرة.
• سلوكيات متهورة أو مؤذية للذات.
• شعور مزمن بالفراغ الداخلي.
• نوبات غضب حادة وغير مبررة.
أزمة قلبية مفاجئة تنهي حياة عامل نظافة أثناء عمله في الزقازيق| فيديو
العلاج
يُعتبر العلاج النفسي، خاصة العلاج السلوكي الجدلي (DBT)، هو الأساس في التعامل مع هذا الاضطراب، فيما قد تُستخدم الأدوية أحيانًا للسيطرة على بعض الأعراض المصاحبة.
ويخلط كثيرون بين اضطراب الشخصية الحدية واضطراب ثنائي القطب، رغم اختلافهما في طبيعة وأسباب تقلبات المزاج، وهو ما سنفرد له مساحة خاصة لاحقًا.
إقرأ أيضًا: هل يعاني طفلك من نوبات غريبة؟ د. كريم حسن: قد تكون اضطرابات كهرباء المخ
شهادة من الواقع
إحدى المصابات بهذا الاضطراب تصف تجربتها قائلة: “في دماغي زحمة طول الوقت، حاسة إن في حاجة ناقصة أو ضايعة ومش فاهمها. بيقولوا إني بدلع، لكن الحقيقة مفيش حد فاهمني. في ناس تقول قرب من ربنا، وكأني مش بقرب! مفيش حد بيصدق إن في دكتور نفسي لازم يعالج الحالات دي. إحنا ضحايا لناس مريضة نفسيًا، ربنا يعينهم على اللي في دماغهم. بفرح وبزعل في نفس الوقت، وخايفة على طول من كل حاجة”.
يبقى المرض النفسي، بجميع أنواعه، قضية إنسانية وطبية في المقام الأول، تحتاج إلى وعي أكبر، ودعم مجتمعي يضمن للمريض الحصول على العلاج دون وصم أو حكم مسبق.




