العنف الأسري و الإهمال العاطفي والجسدي.. أثر الإدمان على العلاقات الزوجية وصحة الأطفال النفسية
كتبت مي علوش
يُعد الإدمان من أخطر الظواهر الاجتماعية التي تؤثر على الأسرة، حيث يمتد تأثيره إلى العلاقات الزوجية وصحة الأطفال النفسية.
فالأسرة التي يعاني أحد أفرادها من الإدمان تواجه ضغوطًا نفسية واجتماعية تؤثر على استقرارها، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى التفكك الأسري. في هذا التقرير، نناقش آثار الإدمان على العلاقات الزوجية وصحة الأطفال، ونتعرف على آراء الخبراء حول سبل العلاج والوقاية.
أولًا: تأثير الإدمان على العلاقات الزوجية
يؤثر الإدمان بشكل كبير على العلاقة بين الزوجين، حيث يتسبب في العديد من المشكلات، من أبرزها:
1. التوتر والخلافات المستمرة:
يؤدي الإدمان إلى فقدان المدمن السيطرة على سلوكه، ما يزيد من الخلافات الزوجية.
يصبح المدمن أكثر عصبية وعدوانية، مما يخلق بيئة غير مستقرة داخل المنزل.
2. الإهمال العاطفي والجسدي:
المدمن ينشغل بالحصول على المخدرات أو الكحول، مما يجعله غير قادر على تلبية احتياجات شريكه العاطفية.
الإدمان قد يؤدي إلى العجز الجنسي، مما يؤثر على الحياة الزوجية بشكل مباشر.
3. العنف الأسري:
الإنفاق المستمر على المواد المخدرة يؤدي إلى أزمة مالية داخل الأسرة.
قد يضطر الزوج أو الزوجة إلى الديون أو بيع الممتلكات لتغطية تكلفة الإدمان
ثانيًا: تأثير الإدمان على صحة الأطفال النفسية
الأطفال الذين ينشؤون في بيئة يسودها الإدمان يتعرضون لمخاطر نفسية وسلوكية متعددة، منها:
1. القلق والاكتئاب:
يعاني الأطفال من الشعور بعدم الأمان بسبب البيئة غير المستقرة.
الخوف المستمر من ردود أفعال الوالد المدمن يؤثر على صحتهم النفسية.
2. المشكلات السلوكية:
قد يتجه الطفل إلى العنف أو الانطواء بسبب الضغط النفسي داخل المنزل.
بعض الأطفال يلجؤون إلى الكذب أو السرقة بسبب التأثير السلبي لسلوك الوالد المدمن.
3. ضعف الأداء الدراسي:
يعاني الأطفال من ضعف التركيز والتراجع الأكاديمي بسبب التوتر المستمر.
الغياب المتكرر عن المدرسة أو عدم القدرة على تكوين صداقات بسبب مشاكل الأسرة.
4. احتمالية تكرار الإدمان:
الأطفال الذين يكبرون في بيئة مليئة بالإدمان يكونون أكثر عرضة لتكرار نفس السلوك مستقبلاً.
ينظر بعضهم إلى الإدمان على أنه سلوك طبيعي، ما يزيد من خطر تعاطيهم للمخدرات لاحقًا.
ثالثًا: الحلول والتدخلات الممكنة
للتخفيف من آثار الإدمان على الأسرة، يجب اتباع عدة استراتيجيات، منها:
1. العلاج والتأهيل:
خضوع المدمن لبرامج إعادة التأهيل والدعم النفسي.
متابعة العلاج الطبي والسلوكي لضمان التعافي التام.
2. التوعية والوقاية:
نشر الوعي حول مخاطر الإدمان من خلال المدارس ووسائل الإعلام.
تشجيع الأنشطة البديلة مثل الرياضة والهوايات للحد من خطر الوقوع في الإدمان.
4. المساعدة النفسية للأطفال:
توفير جلسات دعم نفسي للأطفال المتضررين من الإدمان.
تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم ومساعدتهم على التغلب على الصدمات النفسية.