ودّعي الترهلات بعد الرجيم: خطوات ذكية لبشرة مشدودة وجسم متناسق!
كتبت - دعاء رحيم

فقدان الوزن هدف رائع تسعى إليه كثير من النساء من أجل تحسين الصحة والمظهر، لكن كثيرات يُفاجأن بمشكلة مزعجة تظهر بعد رحلة إنقاص الوزن، وهي ترهلات الجلد. فمع فقدان الدهون التي كانت تملأ الجلد، يصبح من الصعب على الجسم استعادة تماسكه فورًا، ما يؤدي إلى ترهلات قد تظهر في الذراعين، البطن، الفخذين، أو الوجه.
ورغم أن هذه الترهلات تُعدّ علامة على نجاح فقدان الوزن، إلا أنها تترك أثرًا نفسيًا سلبيًا، وتؤثر على الثقة بالنفس، وتقلل من فرحة الوصول إلى الهدف المنشود. لكن الخبر الجيد أن هناك العديد من الطرق التي تساعد على تجنب هذه المشكلة، أو على الأقل تقليلها لأدنى حد ممكن.
يستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح والخطوات العملية لتجنب ترهلات الجلد بعد فقدان الوزن، بطريقة علمية وعملية تساعدك على الاستمتاع بجسم رشيق وبشرة مشدودة.
أولًا: لماذا يحدث ترهل الجلد بعد فقدان الوزن؟
الجلد يتكوّن من عدة طبقات تحتوي على الكولاجين والإيلاستين، وهما المسؤولان عن مرونة الجلد وقدرته على الانكماش والعودة إلى حجمه الأصلي. وعندما يتمدد الجلد لفترة طويلة بفعل السمنة، ثم يُفقد الوزن بسرعة، لا يجد الجلد الوقت الكافي للعودة لحجمه الطبيعي، فيترهل. كلما طالت مدة التمدد، قلّت قدرة الجلد على الانكماش.
ثانيًا: خطوات وقائية أثناء فقدان الوزن لتجنب الترهلات
1. فقدان الوزن ببطء وبطريقة صحية
أكبر خطأ يؤدي إلى ترهلات الجلد هو فقدان الوزن السريع جدًا. إذ يُنصح بعدم فقدان أكثر من 1 إلى 1.5 كيلوغرام أسبوعيًا، حتى يتمكن الجلد من التكيف تدريجيًا مع حجم الجسم الجديد.
2. الحفاظ على التغذية المتوازنة
البروتينات ضرورية جدًا للحفاظ على الكولاجين والإيلاستين، لذا يجب أن يحتوي نظامك الغذائي على مصادر غنية بالبروتين مثل البيض، الدجاج، الأسماك، البقوليات، والمكسرات. ولا تنسي فيتامين C والزنك الضروريين لصحة البشرة.
3. شرب كميات وفيرة من الماء
الترطيب الداخلي أساس مرونة الجلد. شرب 8 أكواب من الماء يوميًا يُحافظ على نضارة البشرة، ويمنحها القدرة على الانكماش دون ترهل.
4. تجنّب الأنظمة القاسية
الأنظمة التي تفتقر إلى العناصر الأساسية تُضعف الجلد وتؤدي إلى فقدان الكتلة العضلية، ما يزيد من الترهل. اختاري دائمًا أنظمة غذائية متوازنة ومدعومة من مختصين.
ثالثًا: بعد فقدان الوزن.. كيف تتجنبين الترهلات وتستعيدين تماسك بشرتك؟
1. ممارسة تمارين القوة
رفع الأوزان وتمارين المقاومة تساعد على بناء العضلات تحت الجلد، ما يملأ الفراغ الناتج عن فقدان الدهون، ويمنح الجلد مظهرًا مشدودًا وأكثر حيوية.
2. التدليك المنتظم
تدليك الجلد بزيوت طبيعية مثل زيت اللوز، زيت جوز الهند، أو زيت الزيتون يُحفّز الدورة الدموية، ويساعد على تحسين مرونة الجلد، خاصة إذا اقترن باستخدام زيوت تحتوي على فيتامين E.
3. استخدام كريمات شد البشرة
هناك كريمات تحتوي على الكولاجين، الريتينول، أو الكافيين تساعد على تحفيز الخلايا وتجديد الأنسجة. استخدامها بانتظام قد يُحسن مظهر الجلد على المدى الطويل.
4. جلسات التقشير المنتظم
التقشير يُحفّز إنتاج خلايا جديدة ويُنشّط الكولاجين. استخدمي مقشرًا طبيعيًا مثل السكر والعسل مرة أو مرتين أسبوعيًا لتجديد البشرة وتنشيطها.
5. ممارسة اليوغا وتمارين التمدد
تعمل على شد الجلد وتحسين تدفق الدم، كما تساعد في تقوية عضلات الجسم بشكل متناسق، وتحسين المرونة العامة للبشرة.
6. العلاج بالموجات الصوتية أو الليزر
من الخيارات المتقدمة، حيث تساعد بعض الجلسات الطبية غير الجراحية مثل التراساوند أو الليزر على شد الجلد وتحفيز الكولاجين بعمق دون تدخل جراحي.
رابعًا: ماذا عن العمليات الجراحية للتخلص من الترهلات؟
إذا كان فقدان الوزن كبيرًا جدًا، كحالات فقدان أكثر من 30 كيلوغرامًا، فقد يصعب التخلص من الترهلات بالطرق الطبيعية فقط. في هذه الحالات يمكن التفكير في تدخل جراحي تجميلي مثل شد البطن أو الذراعين. ولكن يجب أن يكون ذلك القرار تحت إشراف طبيب مختص وبعد استقرار الوزن لفترة لا تقل عن 6 أشهر.
خامسًا: عادات يومية بسيطة تحدث فرقًا
– الاستحمام بالماء البارد
يساعد على شد الجلد وتحفيز الدورة الدموية. يمكن دمج الدش البارد مع تدليك دائري للحصول على نتائج أفضل.
– تجنب التدخين والكحول
التدخين والكحول يُضعفان إنتاج الكولاجين ويُسرّعان شيخوخة الجلد، مما يزيد من الترهلات بشكل ملحوظ.
– النوم الجيد
أثناء النوم، يُعيد الجسم بناء خلاياه، ويُنتج الكولاجين. احرصي على النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا لدعم بشرتك.
– عدم التعرض المفرط للشمس
أشعة الشمس تسرّع تلف الجلد وتُضعف مرونته. استخدمي واقيًا من الشمس يوميًا، وابتعدي عن فترات الذروة الشمسية.
سادسًا: تغذية البشرة من الداخل
احرصي على تناول:
- الأطعمة الغنية بالكولاجين: مثل مرق العظام والأسماك.
- الخضروات الورقية: كالسبانخ والجرجير، لمحتواها العالي من مضادات الأكسدة.
- فيتامين C: لتقوية الكولاجين (توجد في البرتقال، الجوافة، الفراولة).
- المكسرات والبذور: تحتوي على الأوميغا 3 التي تحمي الجلد من الالتهاب والترهل.
سابعًا: الوقت عامل مهم في استعادة تماسك الجلد
يحتاج الجلد إلى وقت للعودة لطبيعته بعد فقدان الوزن. لا تتوقعي نتائج فورية. الالتزام بالروتين والنظام الصحي هو ما سيمنحك بشرة مشدودة وجسم متناغم دون تدخلات جراحية.
خلاصة طب توداي
ترهلات الجلد بعد فقدان الوزن ليست حتمية، بل يمكن تجنبها أو تقليلها بشكل كبير باتباع خطوات مدروسة ومتكاملة تشمل التغذية، التمارين، العناية اليومية، والوقاية من العوامل الضارة. لا تنسي أن فقدان الوزن الصحي ليس فقط بالأرقام على الميزان، بل بجودة الحياة، وقوة الجلد، وشعورك بالثقة.
وكلما بدأتِ مبكرًا في العناية ببشرتك خلال رحلة خسارة الوزن، زادت فرصك في تجنب الترهلات والاحتفاظ ببشرة مشدودة وشابة.