هل معجون الفحم آمن للأطفال؟
كتبت – منى السعيد

في السنوات الأخيرة، اجتاح معجون الفحم الأسواق والمنصات الإلكترونية كمنتج “طبيعي” و“ثوري” لتبييض الأسنان، ولاقى رواجًا كبيرًا بين المستخدمين الباحثين عن ابتسامة ناصعة. ولكن، هل هذه الشعبية تستند إلى أساس علمي؟ وهل فعاليته حقيقية أم مجرد خدعة تسويقية؟
في هذا التقرير، تكشف منصة طب توداي التفاصيل العلمية الدقيقة حول معجون الفحم، وذلك استنادًا إلى رأي د. كريم الشاذلي، استشاري طب الفم والأسنان، الذي حذر من استخدامه العشوائي، وأوضح متى يكون مفيدًا ومتى يتحول إلى خطر على صحة الفم.
ما هو معجون الفحم؟
معجون الفحم هو نوع من معاجين الأسنان يحتوي على الفحم النشط، وهو مادة مسامية لها قدرة على امتصاص السموم والملونات. يتم الترويج له على أنه مبيض طبيعي للأسنان، ومنظف فعّال لرائحة الفم.
إقرأ أيضا: الاكتئاب وتأثيره على الرغبة الجنسية؟ نصائح د. محمد ثروت عمارة
إقرأ أيضا: د. ياسر القاضي: هل زراعة الأسنان الفورية آمنة لكل الحالات؟
لماذا يفضّله البعض؟
الكثيرون يُقبلون على معجون الفحم بسبب:
- رائحته المحايدة أو العطرية
- تأثيره السريع الظاهري في تبييض الأسنان
- التسويق المستمر بعبارات مثل “خالٍ من الفلورايد” أو “عضوي 100%”
- ثقة المستهلكين بالمنتجات الطبيعية مؤخرًا
رأي د. كريم الشاذلي في فعالية معجون الفحم
يؤكد د. كريم الشاذلي أن “الفحم النشط قد يزيل التصبغات السطحية البسيطة الناتجة عن القهوة أو التدخين، لكنه لا يُعالج الأسباب العميقة لتغير لون الأسنان، ولا يمكنه تفتيح اللون الطبيعي للأسنان.”
وأضاف أن الاستخدام المتكرر قد يؤدي إلى تآكل طبقة المينا، مما يزيد حساسية الأسنان ويجعلها أكثر عرضة للتسوس.
إقرأ أيضا: دليل الأسرة لحماية الأطفال والكبار من التهابات الملتحمة
إقرأ أيضا: د. وجيه فوزي حسن يحذر: الجلوس الطويل: القاتل الصامت لصحة عمودك الفقري
هل يُغني عن التنظيف عند الطبيب؟
يُحذر د. كريم من هذه الفكرة الشائعة، ويقول:
“لا يمكن لأي معجون أسنان، مهما كان مكوّنه، أن يُغني عن التنظيف الدوري لدى الطبيب، والذي يُزيل التكلسات والبقع بطريقة آمنة.”
بالتالي، الاعتماد فقط على معجون الفحم دون زيارة دورية لطبيب الأسنان يُعد تصرفًا خاطئًا.
هل معجون الفحم مضر للأطفال؟
يحذر د. كريم من استخدام معجون الفحم للأطفال، لعدة أسباب:
- أسنان الأطفال أكثر حساسية
- الفحم قد يحتوي على جسيمات خشنة تؤذي اللثة
- ابتلاع كمية صغيرة منه قد يؤثر على الجهاز الهضمي
ويوصي باستخدام معاجين مُصممة خصيصًا للأطفال، مع رقابة الوالدين أثناء التنظيف.
إقرأ أيضا: متى يكون الصداع النصفي علامة لمرض خطير
إقرأ أيضا: صدمة في استقبال المستشفى: موس داخل فم مريض يكشفه الأشعة المقطعية!
هل يُسبب تهيّج اللثة أو تغيير لون اللسان؟
تشير دراسات إلى أن بعض مستخدمي معجون الفحم قد يلاحظون:
- تهيجًا في اللثة
- جفافًا في الفم
- تغيرًا طفيفًا في لون اللسان للأسود أو الرمادي
وهو ما يؤكده د. كريم قائلًا: “الفحم مادة قوية الامتصاص، وقد تُخلّ بتوازن الفم الطبيعي، لذا يجب استخدامها بحذر”.
مع أو ضد؟ رأي علمي
مع:
✅ إزالة البقع السطحية الخفيفة
✅ بديل مؤقت عند الحاجة لتأثير سريع
ضد:
❌ خطر على طبقة المينا
❌ لا يحتوي على الفلورايد (مفيد لمنع التسوس)
❌ غير موصى به للاستخدام اليومي أو للأطفال
ويضيف د. كريم:
“إن كنت تبحث عن تبييض آمن وفعّال، فاستشر طبيبك لاختيار الحل المناسب لك، سواء كان تنظيفًا، جلسات تبييض، أو علاجًا آخر”.
نصيحة د. كريم الشاذلي عبر منصة طب توداي
ينصح د. كريم الشاذلي متابعي منصة طب توداي بالتالي:
- لا تستخدم معجون الفحم أكثر من مرتين في الأسبوع
- تجنب استخدامه على الأسنان الحساسة أو بعد العمليات الجراحية
- اختبر أي منتج جديد على منطقة صغيرة أولًا
- استشر الطبيب إن لاحظت نزيفًا أو حساسية بعد الاستخدام
خلاصة: استخدمه بحذر
معجون الفحم قد يكون مفيدًا في حالات معينة ولأشخاص معينين، لكنه ليس الحل السحري لتبييض الأسنان، ولا يمكن تعميم فعاليته على الجميع.
الوعي بالتفاصيل واستشارة الطبيب المختص هما السبيل الأضمن لحماية ابتسامتك.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط
صدمة في استقبال المستشفى: موس داخل فم مريض يكشفه الأشعة المقطعية!