أسباب تنميل اليدين واضطراب المزاج!
كتبت - رحمة رمضان

فيتامين B12 من الفيتامينات الأساسية التي لا يُنتجها الجسم، بل يحصل عليها من الغذاء. نقصه ليس نادرًا كما يعتقد البعض، بل يُعد من المشكلات الصحية التي قد تتطور ببطء دون أن يلاحظها المصاب، إلى أن تبدأ الأعراض في التأثير على الحياة اليومية.
وبحسب ما أشار إليه د. أيمن فؤاد، استشاري الباطنة، لمنصة طب توداي، فإن كثيرًا من المرضى يأتون إلى العيادات وهم يعانون من أعراض مزمنة وغير مبررة، مثل الوخز، والإرهاق، والاكتئاب، لنكتشف في النهاية أن السبب يعود لنقص فيتامين B12.
أعراض تبدأ خفية ثم تتفاقم
نقص فيتامين B12 لا يظهر فجأة، بل يتسلل إلى الجسم بصمت. في البداية قد يشعر المريض بتعب خفيف أو دوخة من وقت لآخر. لكن مع الوقت، قد تظهر أعراض أكثر وضوحًا مثل:
- الشعور بتنميل في الأطراف (وخز اليدين والقدمين)
- ضعف في التركيز والذاكرة
- شحوب الوجه وتساقط الشعر
- خفقان القلب أو ضيق التنفس عند بذل مجهود بسيط
- اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب أو القلق
- فقدان الشهية وفقدان الوزن
الجهاز العصبي أول المتأثرين
يشير د. أيمن فؤاد إلى أن التأثير الأكثر خطورة لنقص B12 يكون على الجهاز العصبي، حيث يساهم هذا الفيتامين في إنتاج الغلاف الواقي للأعصاب (المايلين). وعندما يقل مستواه، تتأثر الأعصاب بشدة، مما يسبب:
- بطء في ردود الأفعال
- خلل في التوازن أثناء المشي
- صعوبات في التحكم في المثانة أو الأمعاء في الحالات المتقدمة
الفئات الأكثر عرضة للخطر
بعض الأشخاص أكثر عرضة لنقص B12 دون أن يشعروا، ومنهم:
- كبار السن، بسبب ضعف امتصاص الفيتامين مع التقدم في العمر
- النباتيون الصارمون، حيث يوجد الفيتامين بشكل رئيسي في المنتجات الحيوانية
- مرضى الجهاز الهضمي، مثل مرضى كرون أو التهاب المعدة المزمن
- من أجروا جراحات لإنقاص الوزن (مثل تحويل المسار)
- من يتناولون أدوية مضادة للحموضة لفترات طويلة
علاقة نقص B12 بالصحة النفسية
أظهرت دراسات حديثة أن نقص B12 مرتبط بزيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات المزاج. وهذا بسبب دوره في تصنيع النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين.
د. أيمن فؤاد أوضح أن بعض الحالات التي تم تشخيصها على أنها اكتئاب مزمن، تحسّنت بشكل ملحوظ فقط بعد علاج نقص فيتامين B12.
كيف نكشف عن النقص؟ الفحص هو الحل
لا يمكن تشخيص نقص فيتامين B12 اعتمادًا على الأعراض فقط، لأن بعضها قد يتشابه مع أمراض أخرى. الحل المؤكد هو إجراء تحليل دم بسيط لقياس مستوى الفيتامين.
ويوضح د. أيمن أن المعدل الطبيعي للفيتامين يتراوح بين 200 إلى 900 بيكوغرام لكل ملليتر، ويبدأ القلق إذا انخفض عن 300، حتى وإن لم تظهر الأعراض بعد.
العلاج: سهل وفعّال إذا تم في الوقت المناسب
يعتمد العلاج على درجة النقص، وغالبًا ما يُنصح بما يلي:
- في الحالات البسيطة: أقراص مكملات B12
- في الحالات المتقدمة: حقن عضلية بجرعات دورية
- تغيير نمط الحياة الغذائي ليتضمن مصادر غنية بالفيتامين
ينصح الطبيب أيضًا بمتابعة التحاليل بانتظام لتقييم مدى التحسّن، خاصة إذا كان سبب النقص غير قابل للإزالة (مثل ما بعد جراحات المعدة).
أغذية غنية بفيتامين B12
من حسن الحظ أن B12 موجود في أطعمة كثيرة يسهل الحصول عليها، مثل:
- الكبدة واللحوم الحمراء
- الأسماك، خاصة السلمون والتونة
- البيض ومنتجات الألبان
- الحبوب المدعّمة بالفيتامين
وتجدر الإشارة إلى أن النباتيين قد يحتاجون دائمًا إلى مكملات دوائية لتعويض النقص، إذ لا توجد مصادر نباتية طبيعية كافية لهذا الفيتامين.
ما الفرق بين النقص والأنيميا؟
غالبًا ما يترافق نقص B12 مع نوع من الأنيميا يُسمى “الأنيميا الضخمة الخلايا” (Megaloblastic Anemia). وتظهر هذه الحالة عندما يقل عدد كريات الدم الحمراء وتكبر في الحجم، ما يؤدي إلى ضعف في توصيل الأوكسجين للخلايا.
د. أيمن فؤاد يؤكد أن هذه الحالة يمكن أن تتطور بصمت، وقد يُصاب بها الشخص دون أن يظهر عليه الشحوب أو التعب، إلا في مراحل متقدمة.
هل يمكن أن يحدث تسمم من فيتامين B12؟
الخبر الجيد أن فيتامين B12 من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء، وبالتالي فزيادته غالبًا ما تُطرح من الجسم عن طريق البول. لذا نادرًا ما يحدث تسمم منه.
ومع ذلك، يجب دائمًا تناول المكملات تحت إشراف الطبيب لتجنب الجرعات غير الضرورية.
خلاصة: لا تتجاهل الأعراض الغامضة
إذا شعرت بإرهاق دائم، تنميل، أو تغيّرات في حالتك النفسية بدون سبب واضح، فلا تتجاهل الأمر. قد يكون نقص فيتامين B12 هو السبب، ويمكن علاجه بسهولة إذا تم اكتشافه مبكرًا.
يختم د. أيمن فؤاد رسالته لمتابعي منصة طب توداي قائلاً:
“الوقاية تبدأ بالوعي، ومفتاح الصحة هو التشخيص المبكر. لا تنتظر حتى تصبح الأعراض مزمنة، فالأمر أحيانًا يبدأ بنقص بسيط.”
🔒 حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
📌 منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط