p { text-align: justify; }

دكتور وجيه فوزي حسن يسلط الضوء على “العادات الغذائية في عيد الأضحى… بين الإفراط والعلاج”

كتبت - منى عبد الستار

يأتي عيد الأضحى محملاً بالفرحة واللحوم… لكنه لا يخلو من عادات غذائية قد تُهدد صحتنا إذا أفرطنا فيها. كيف يمكننا الاستمتاع بلحم الأضحية دون أن نُصاب بالتخمة أو نُكافأ بكيلوجرامات زائدة؟ وهل هناك حلول وسط بين الأكل والاعتدال؟

كان لنا هذا الحوار الشامل مع الدكتور وجيه فوزي حسن، أستاذ التخسيس والعلاج الطبيعي والتغذية العلاجية، الذي وضع النقاط على الحروف حول السلوكيات الغذائية خلال العيد، وكيف يمكن تحويل المناسبة لفرصة لتعزيز صحتنا بدلًا من الإضرار بها.


س: دكتور وجيه، ما أبرز العادات الغذائية الخاطئة التي تكثر في عيد الأضحى من وجهة نظرك؟

د. وجيه فوزي حسن:
للأسف، عيد الأضحى يُعتبر موسمًا للإفراط في تناول اللحوم، وبالأخص اللحوم الحمراء والدهنية، والمشكلة لا تكمن في نوع الطعام فقط بل في طريقة تحضيره وكميته ومواعيد تناوله. بعض العادات الشائعة تشمل:

  • الإفطار المبكر على كبدة نية أو مقلية بالسمن، وهو ما يشكل ضغطًا هائلًا على الكبد والمعدة.
  • استهلاك كميات مفرطة من اللحوم المشوية أو المقلية دون تناول خضروات أو ألياف معها.
  • الإفراط في تناول الحلويات الغنية بالسكر والدهون، مثل الكنافة وأم علي بعد الوجبة مباشرة.
  • قلة شرب المياه واعتماد البعض على المشروبات الغازية ظنًا أنها تُساعد على الهضم.
  • عدم ممارسة أي حركة أو نشاط بدني بعد الأكل، والنوم مباشرة بعد تناول وجبة دسمة.

س: كيف تؤثر هذه العادات على صحة الإنسان، خاصة في فترة قصيرة مثل العيد؟

د. وجيه فوزي حسن: 
تأثيرها سريع وواضح. يكفي أن نعرف أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والدهون قد يؤدي إلى:

  • عسر هضم حاد وانتفاخ وتقلصات.
  • ارتفاع حاد في نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية.
  • تفاقم مشاكل مرضى القلب والسكري.
  • زيادة الوزن خلال أيام معدودة، نتيجة استهلاك سعرات حرارية أكثر بكثير من الحاجة اليومية.
  • كما أن تناول الكبدة النيئة أو غير المطهية جيدًا قد يؤدي إلى التسمم أو الإصابة بالطفيليات.

س: البعض يعتقد أن العيد “لا يحلى” بدون تناول اللحوم بكثرة، ما تعليقك على هذا المفهوم؟

د. وجيه فوزي حسن: 
هذا اعتقاد خاطئ وورثناه عن أجيال سابقة. صحيح أن الأضحية سنة عظيمة ولها طابعها الديني والاجتماعي، ولكن الاعتدال في الأكل لا يُنقص من فرحة العيد بل يحافظ عليها. اللحوم غنية بالبروتينات المفيدة، لكن الإكثار منها دون توازن يضر أكثر مما ينفع.

العيد مش لازم يكون مناسبة للتخمة، ممكن يكون مناسبة لتنظيم الغذاء وإدخال ممارسات صحية مع الأسرة.


س: ما هي القواعد الغذائية السليمة التي تنصح بها في أيام العيد؟

د. وجيه فوزي حسن: 
هناك عدة قواعد بسيطة لكنها فعّالة، أهمها:

  • ابدأ يومك بمشروب دافئ وماء قبل الإفطار لتنشيط الجهاز الهضمي.
  • تناول وجبات صغيرة متعددة بدلًا من وجبة واحدة كبيرة.
  • يجب أن تحتوي كل وجبة على عنصر خضار أو ألياف مثل السلطة أو الخضار السوتيه.
  • يُفضل طهي اللحوم بطريقة الشوي أو السلق، وتجنب القلي أو إضافة كميات كبيرة من الدهون.
  • لا تتناول الكبدة أو اللحوم النية خاصة على معدة فارغة.
  • امضغ الطعام جيدًا ولا تأكل بسرعة.
  • اشرب كمية كافية من الماء طوال اليوم.
  • وابتعد قدر الإمكان عن المشروبات الغازية.

س: وماذا عن الحلويات؟ كثير من الناس يعتبرها أساسية بعد وجبة العيد.

د. وجيه فوزي حسن: 
الحلويات جزء من تقاليدنا، لكن لا ينبغي أن تكون عادة يومية في العيد. يمكن تناول قطعة صغيرة مرتين فقط خلال أيام العيد، ويفضل تناولها بين الوجبات وليس بعد الطعام مباشرة.

أنصح أيضًا بتحضير الحلويات في المنزل بمكونات صحية مثل العسل بدل السكر، واستخدام دقيق الشوفان أو دقيق القمح الكامل، وتقليل كمية الدهون فيها.


س: هل هناك نصائح محددة للأطفال في العيد من ناحية التغذية؟

د. وجيه فوزي حسن: 
بالطبع، الأطفال عرضة لمشاكل الهضم والوزن الزائد أكثر من الكبار، لأن أجسامهم أقل تحمّلًا. أنصح الآباء بالتالي:

  • تحديد كميات اللحوم والحلويات المسموح بها يوميًا.
  • تقديم الفاكهة الطازجة كبديل للحلويات.
  • تجنب المشروبات الغازية تمامًا.
  • تشجيعهم على اللعب أو الخروج للمشي بعد الأكل.
  • إدخال الخضروات في أطباقهم بطرق جذابة.

س: بعد انتهاء العيد، ما الإجراءات التصحيحية التي يجب اتخاذها؟

د. وجيه فوزي حسن: 
أول خطوة هي تنظيف الجسم من السموم (ديتوكس)، ويكون ذلك من خلال:

  • شرب كميات كبيرة من الماء.
  • تناول وجبات غنية بالألياف مثل الخضروات الورقية، الشوفان، الفاكهة.
  • التقليل من اللحوم والسكريات لمدة أسبوع على الأقل.
  • ممارسة رياضة خفيفة مثل المشي أو السباحة يوميًا.
  • ضبط مواعيد النوم والأكل تدريجيًا.

س: ما رسالتك الأخيرة للقراء بخصوص الغذاء في العيد؟

د. وجيه فوزي حسن: 
العيد مناسبة جميلة للتجمع ولمشاركة الطعام، ولكن لا يجب أن يكون الطعام هو مركز الاحتفال الوحيد. تذكر دائمًا أن صحتك هي الثروة الحقيقية، وأن الاعتدال لا يعني الحرمان، بل هو أسلوب حياة راقٍ.

احتفل، كل، شارك، ولكن بعقل!


خلاصة الحوار

من خلال حديث الدكتور وجيه فوزي حسن الدكتور وجيه فوزي حسن، تتضح أهمية الوعي الغذائي في فترات الأعياد. فالغذاء يمكن أن يكون مصدر سعادة وقوة، كما يمكن أن يتحول إلى عبء صحي إذا لم يُؤخذ بميزان الاعتدال والعقل.

عيد الأضحى ليس فقط مناسبة للأكل، بل أيضًا فرصة لبدء عادات صحية جديدة مع الأسرة، ونشر ثقافة الاعتدال والوعي بين الأجيال القادمة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى