أسرار الأنظمة الغذائية التي تعزز نضارة البشرة قبل إنقاص الوزن

في زحام الترندات المنتشرة عن الحميات الغذائية السريعة، وتحديات إنقاص الوزن خلال أسبوعين، تغيب عن كثيرين فكرة أن الرشاقة الحقيقية تبدأ من الصحة وليس من الميزان. بل إن كثيراً من الحميات القاسية تسرق من البشرة رونقها، ومن الشعر حيويته، وتضعف الأظافر والأسنان، وتسبب إرهاقاً عاماً في الجسم. فكيف يمكن التوفيق بين هدف الجمال الخارجي المتمثل في الوزن المثالي، والحفاظ على إشراق البشرة وصحة الجسم؟

للإجابة على هذا السؤال، أجرينا حواراً مع الدكتورة هبة عبد الرحيم، أخصائية التغذية العلاجية والتجميل من الداخل، التي فتحت لنا ملف الأنظمة الغذائية التي تُعنى بالجمال قبل النحافة، وأسرار التوازن بين الرشاقة والنضارة.

التغذية الجمالية.. مفهوم جديد في عالم الدايت

تقول د. هبة: “بدأت مراكز التغذية في أوروبا وأمريكا منذ أكثر من 10 سنوات تطوير برامج غذائية لا تهدف فقط إلى إنقاص الوزن، بل إلى تحسين صحة الجلد والشعر والبشرة، فيما يُعرف الآن باسم التغذية التجميلية أو التغذية الجمالية.”

وتضيف: “هذا المفهوم يعتمد على تغذية الخلايا أولاً، قبل محاولة تقليص عدد السعرات. لأنه لا قيمة لخسارة 5 كيلو جرامات خلال أسبوعين إذا كانت النتيجة وجه شاحب، أو جلد مترهل، أو مشاكل هرمونية.”

الأنظمة القاسية.. جمال مهدد على المدى الطويل

تكشف د. هبة أن كثيراً من السيدات يقعن في فخ أنظمة “الدايت السريع” التي تركز فقط على تقليل الطعام بشكل جذري أو إلغاء مجموعات غذائية بالكامل مثل الكربوهيدرات أو الدهون.

وتوضح: “عند اتباع أنظمة غذائية قاسية لفترة طويلة، يتوقف الجسم عن إنتاج كميات كافية من الكولاجين الطبيعي، وتبدأ علامات الجفاف والشحوب في الظهور، بل وقد تتساقط الشعر وتتقصف الأظافر، ويزداد الإحساس بالإجهاد العام.”

التغذية الغنية بالمغذيات الدقيقة.. السر الحقيقي

تشير د. هبة إلى أن أهم ما يجب التركيز عليه في النظام الغذائي هو “المغذيات الدقيقة” مثل الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.

وتشرح: “فيتامين C وE والزنك والسيلينيوم والأوميغا 3، جميعها ضرورية لإشراق البشرة. وهناك فرق بين تناول 1000 سعرة حرارية من ساندويتشات ومعجنات، وبين 1000 سعرة من خضروات وفواكه ومكسرات وأسماك مشوية.”

برنامج غذائي ليوميّن من أجل النضارة والرشاقة معاً

قدمت لنا د. هبة نموذجًا عمليًا ليومين من التغذية التي تحافظ على نضارة البشرة وتدعم خسارة الوزن في الوقت نفسه:

اليوم الأول:

• الإفطار: زبادي يوناني + ملعقة عسل نحل + 5 حبات لوز + شرائح كيوي.
• وجبة خفيفة: تفاحة + كوب شاي أخضر.
• الغداء: سمك مشوي + أرز بني + سلطة خضراء بالليمون.
• وجبة خفيفة: كوب عصير برتقال طازج.
• العشاء: بيضتان مسلوقتان + شرائح خيار وجزر.

اليوم الثاني:

• الإفطار: شوفان بالحليب النباتي + حبة موز + رشة قرفة.
• وجبة خفيفة: حفنة مكسرات نيئة.
• الغداء: صدور دجاج مشوية + بطاطا مشوية + بروكلي على البخار.
• وجبة خفيفة: زبادي + بذور شيا.
• العشاء: سلطة تونة + خس وجرجير وليمون.

هل المكملات الغذائية ضرورة؟

تقول د. هبة: “المكملات ليست بديلاً عن الأكل الصحي، لكنها تصبح ضرورية في حالات معينة مثل نقص الحديد أو الزنك أو فيتامين د، وهي مشاكل شائعة لدى النساء.”

وتضيف: “لكن يجب عدم تناول أي مكملات بدون إجراء تحاليل ومعرفة السبب بدقة. فالزيادة في بعض الفيتامينات قد تكون مضرة مثل النقص تماماً.”

أخطاء شائعة في الحميات تضر بالجمال

من أبرز الأخطاء التي تحذر منها د. هبة:

• الصيام لساعات طويلة دون سوائل.
• عدم تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون أو الأفوكادو.
• إهمال وجبة الإفطار تماماً.
• الاعتماد على القهوة كمصدر للطاقة.
• تجاهل البروتين النباتي مثل العدس والحمص.
• الإكثار من المحليات الصناعية.

بشرتك مرآة جهازك الهضمي

تشير د. هبة إلى أن كثيراً من مشاكل البشرة تعكس خللاً في الجهاز الهضمي، خاصة القولون والكبد.

وتوضح: “أحياناً تظهر حبوب أو شحوب أو بهتان بسبب الإمساك المزمن أو تلبك القولون أو وجود سموم في الجسم، لذا علينا معالجة الهضم أولاً للوصول إلى الجمال الخارجي.”

منظمات الدورة الشهرية وتأثيرها على البشرة

من المفاهيم المهمة التي أكدت عليها د. هبة أن اختلال الهرمونات الناتج عن تغذية غير متوازنة، قد يسبب ظهور الحبوب، أو تساقط الشعر، أو اضطرابات في الدورة الشهرية.

وتقول: “النساء اللاتي يتبعن حميات صارمة قد يواجهن انقطاع الدورة أو اضطرابها، بسبب نقص الدهون الصحية التي تدخل في تصنيع الهرمونات الأنثوية.”

كلمة أخيرة من د. هبة عبد الرحيم

“الجمال ليس في الوزن فقط، بل في نضارة الوجه وصحة الجسم والمزاج. الرجيم لا يجب أن يكون معاناة أو حرماناً، بل أسلوب حياة متوازن يدعم جمالك من الداخل للخارج.”