خسارة الوزن خلال الرضاعة: بين الوعي الغذائي وصحة الأم والرضيع.. حوار خاص مع الدكتورة منال محمد علي استشارية تغذية السمنة والعلاج الطبيعي

كتبت/ مي السايح

في مرحلة ما بعد الولادة، تجد كثير من النساء أنفسهن في مواجهة تحدي استعادة وزنهن الطبيعي، وسط مسؤوليات الأمومة الجديدة ومتطلبات الرضاعة، ولأن هذه المرحلة حرجة من الناحية الصحية.

كان لنا هذا الحوار الخاص مع الدكتورة منال محمد علي، الحاصلة على دكتوراه وزمالة ما بعد الدكتوراه في العلاج الطبيعي بمستشفيات جامعة القاهرة، واستشارية تغذية السمنة المعتمدة من “سكوب” الدولية التابعة للفيدرالية العالمية للسمنة، وعضو الجمعية الطبية المصرية للسمنة.

هل خسارة الوزن خلال الرضاعة ممكنة؟

تبدأ الدكتورة منال حديثها مؤكدة أن خسارة الوزن خلال فترة الرضاعة أمر طبيعي وممكن دون التأثير السلبي على صحة الأم أو كمية الحليب، بل بالعكس، “الرضاعة الطبيعية ترفع معدلات الحرق في الجسم، وبالتالي تسهم في فقدان الوزن الذي تم اكتسابه خلال الحمل”.

وتشير إلى أن “الزيادة الطبيعية للوزن أثناء الحمل تتراوح ما بين 11 إلى 16 كيلوجرامًا، وإذا التزمت الأم بنظام صحي، فإن هذا الوزن يزول تدريجيًا بعد الولادة دون تدخلات قاسية”.

لماذا يزداد وزن بعض النساء خلال الرضاعة؟

ترى الدكتورة منال أن “الزيادة غير الطبيعية في الوزن خلال فترة الرضاعة لا تتعلق بالرضاعة نفسها، بل بنمط الحياة والغذاء المتبع”، وتوضح أن السبب الأساسي غالبًا ما يكون “زيادة السعرات الحرارية اليومية عن الحد الموصى به، وسوء اختيار مصادر الغذاء، مثل الاعتماد على السكريات أو الدهون غير الصحية”.

كما تؤكد أن تعويض الجوع يجب أن يتم من خلال مصادر غنية بالألياف والمغذيات مثل الخضروات وليس الفواكه بكثرة، لأن “الفواكه تحتوي على سكريات طبيعية قد تؤدي لزيادة الوزن إذا لم يتم تناولها باعتدال”.

نظام غذائي صحي للأمهات المرضعات

في سؤالنا عن النظام الأمثل لخسارة الوزن، أجابت الدكتورة منال قائلة:
“الأمر لا يتعلق بحرمان أو دايت قاسٍ، بل بنظام غذائي متوازن يحتوي على:

• خضروات طازجة وبخاصة الورقية مثل: السبانخ، الجرجير، الشبت، الخس.

• بروتينات خالية من الدهون مثل: الدجاج دون الجلد، اللحوم الحمراء من دون دهن، والأسماك (مع تجنب الأنواع عالية الزئبق).

• الحبوب الكاملة مثل: الشوفان، الأرز البني، البرغل، الفريك، والخبز المصنوع من دقيق الحبة الكاملة أو السن”.

وتضيف أن “الأم يجب أن تحرص على شرب ما لا يقل عن 2.5 إلى 3 لترات من الماء والسوائل يوميًا، للحفاظ على إنتاج الحليب وتحفيز الحرق”.

النشاط البدني مهم جدًا

تشدد الدكتورة منال على أهمية النشاط البدني:
“حتى وإن كانت الأم لا تستطيع الذهاب إلى صالات الرياضة، فالمشي يوميًا أو ممارسة تمارين بسيطة في المنزل لمدة 20 إلى 30 دقيقة يوميًا سيكون له تأثير كبير على صحة الجسم وتحسين المزاج، كما سينعكس إيجابيًا على الطفل”.

أفضل الأطعمة لزيادة إدرار الحليب

في جانب مهم من الحوار، أوضحت الدكتورة منال أن هناك أطعمة تساعد على زيادة إدرار اللبن، وأبرزها:
• البروتينات، وخاصة البيض لأنه غني بالبروتين عالي الجودة.
• الخضروات الورقية، مثل السبانخ، البقدونس، الشبت، الجرجير، والخس.
• الكربوهيدرات الصحية مثل البطاطا والبرغل والفريك والشوفان.
• المكسرات والبذور، مثل السمسم، بذور الشيا، لب القرع، ولب عباد الشمس، لما تحتويه من دهون صحية ضرورية للرضاعة.

كما أشارت إلى أن “احتياج المرضعة من السعرات اليومية يزيد بحوالي 400 إلى 500 سعر حراري مقارنة بالوضع الطبيعي، وهذا لا يعني الإفراط في الطعام، بل التركيز على النوع وليس الكم”.

ماذا عن الأنظمة القاسية؟

بحزم، حذرت الدكتورة منال من اتباع “الأنظمة الغذائية القاسية خلال الرضاعة”، موضحة أنها قد تؤدي إلى:
• نقص المغذيات في حليب الأم، مما ينعكس على صحة الطفل.
• انخفاض في كمية الحليب.
• ظهور أعراض مثل التهابات وتورمات في القنوات اللبنية لدى الأم.
• فقدان الوزن السريع للطفل بطريقة غير صحية.

كيف تتحكم الأم في شهيتها؟

تؤمن الدكتورة منال أن التحكم في الشهية ممكن من خلال “الالتزام بنظام غذائي مشبع ومتوازن”. وتقترح بعض البدائل الصحية مثل:
• الفشار: “وجبة خفيفة صحية تشعر الأم بالشبع دون ضرر”.
• الذرة المشوية أو المسلوقة كخيار مغذي ومفيد.

وتحذر من اللحوم المصنعة، والوجبات السريعة، والسكريات الصناعية التي تُعد من أكبر مسببات السمنة والاضطرابات الهرمونية بعد الولادة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى