حبّة واحدة ممكن تجرح المريء؟! الدكتور سامي مغاوري يوضح الحقيقة الطبية

قال الدكتور سامي مغاوري، استشاري أمراض الباطنة، إن هناك حالة طبية تُعرف باسم “التهاب المريء الناتج عن الحبوب” (Pill-induced esophagitis)، وهي حالة شائعة أكثر مما يتوقع البعض، وتحدث عندما تتعطل حبة الدواء داخل المريء بدلاً من أن تنزلق بسلاسة نحو المعدة، مما يؤدي إلى تهيج أو حتى تقرحات في بطانة المريء.

وأوضح مغاوري أن بعض الأدوية تسبب هذه المشكلة أكثر من غيرها، خصوصًا المضادات الحيوية مثل الدوكسيسيكلين والتتراسيكلين، ومسكنات الألم مثل الأسبرين والإيبوبروفين، وأدوية هشاشة العظام كالأليندرونات، بالإضافة إلى مكملات البوتاسيوم وبعض الأدوية القلبية والمهدئات.

وأضاف أن الأعراض تبدأ عادة بألم عند البلع، أو شعور حارق في الصدر، وقد يشعر المريض بطعم مر أو يعاني من الغثيان، وأحيانًا يظهر دم في القيء، وكلها علامات تستدعي الانتباه.

وأكد أن التشخيص يعتمد على التاريخ الطبي للمريض، خصوصًا إذا كان يتناول أدوية قبل النوم أو دون شرب كمية كافية من الماء، وقد يتم تأكيد الحالة باستخدام المنظار العلوي أو أشعة الباريوم في بعض الحالات.

ونبّه إلى أن الوقاية ممكنة وسهلة: أهمها شرب كوب ماء كامل مع الدواء، وعدم الاستلقاء مباشرة بعد تناوله، والحرص على اتباع تعليمات الطبيب. كما يمكن اللجوء لأدوية مهدئة للمريء مثل مضادات الحموضة أو مثبطات مضخة البروتون عند الضرورة.

واختتم مغاوري بالتحذير من تجاهل الأعراض، لأن الالتهاب قد يتطور إلى قرحة عميقة، أو يسبب نزيفًا، أو يؤدي إلى تضيق المريء، مما يسبب صعوبة مزمنة في البلع، مشددًا على ضرورة مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أي من هذه الأعراض.

وتستعرض لكم “طب توداي” أهم النقاط والنصائح لتجنب التهاب المريء الناتج عن الأدوية:

اختيار طريقة تناول الدواء الصحيحة: تناول أي دواء مع كوب ماء كامل، وتجنّب أخذه أثناء الاستلقاء أو قبل النوم مباشرة.

معرفة الأدوية عالية الخطورة: مثل بعض المضادات الحيوية، المسكنات، ومكملات البوتاسيوم، والتي قد تسبب تقرحات في المريء إذا لم تُؤخذ بشكل سليم.

الاهتمام بالأعراض التحذيرية: مثل ألم البلع، حرقة في الصدر، أو طعم مر في الفم، لأنها قد تشير إلى وجود تهيّج أو قرحة.

الرجوع للطبيب فورًا: إذا ظهرت أعراض شديدة أو استمرت لفترة، لتجنب المضاعفات مثل النزيف أو تضيق المريء.

عدم التهاون بالتوصيات الطبية: لا تتناول أدوية على معدة فارغة دون إشراف، ولا توقفها فجأة بدون الرجوع للطبيب.