“الشم والتذوق بعد نزلات البرد: متى يكون فقدانهما مؤشرًا على تلف عصبي؟”

كتبت منى رخيم

يفقد كثيرون حاستي الشم والتذوق بعد نزلات البرد أو الإنفلونزا، ويظنون أن الأمر عابر ويعود خلال أيام. لكن، ماذا لو استمر هذا الفقد لشهور؟ أو لم يعد نهائيًا؟ هل يكون السبب مجرد احتقان، أم أن هناك تلفًا حسيًا حقيقيًا في العصب الشمي أو مراكز الدماغ؟

في حوار خاص مع منصة “طب توداي”، توضح الدكتورة نهى عبد العزيز، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، أن فقدان الشم والتذوق بعد الالتهابات الفيروسية قد لا يكون دائمًا عرضًا بسيطًا، بل قد يكون أحيانًا جرس إنذار مبكر لتضرر عصب الشم، خاصة إذا طال أكثر من 6 أسابيع.


لماذا نفقد الشم والتذوق بعد البرد؟

تقول د. نهى:

“الأنفلونزا والفيروسات التنفسية تصيب خلايا بطانة الأنف، وقد تلتهب الأعصاب الدقيقة المسؤولة عن الشم، ويحدث نفس الشيء في براعم التذوق بالفم.”

في معظم الحالات، يعود الإحساس تدريجيًا بعد أسبوع أو أسبوعين. لكن إذا تأخر التحسن، فقد يكون السبب أحد ما يلي:

  • التهاب العصب الشمي نتيجة الفيروس.
  • تأثر المراكز الدماغية المسؤولة عن تفسير الروائح.
  • انسداد مزمن في الجيوب الأنفية.
  • ضعف التغذية الدموية للأعصاب الحسية.

الفرق بين الفقد المؤقت والدائم

  • الفقد المؤقت يحدث عادة بسبب انسداد الأنف أو احتقان.
  • أما الفقد الدائم أو طويل المدى فيرتبط غالبًا بـ تلف عصبي يحتاج تشخيصًا خاصًا.

تشير الدراسات إلى أن نسبة تصل إلى 10% من المصابين بعدوى تنفسية قد تستمر معهم المشكلة لأكثر من 3 أشهر، خصوصًا بعد الإصابة بـفيروسات معينة مثل كوفيد-19 أو الأنفلونزا الشديدة.


متى يجب زيارة الطبيب؟

تنصح د. نهى بمراجعة أخصائي الأنف والأذن في الحالات التالية:

  • إذا استمر فقدان الشم/التذوق أكثر من 4 أسابيع.
  • إذا حدث تغير غريب في الروائح (شم رائحة وهمية أو مشوهة).
  • إذا كانت الحالة مصحوبة بصداع مزمن أو أعراض عصبية أخرى.
  • إذا كان هناك تاريخ سابق لإصابات الرأس.

أدوات التشخيص الدقيقة

يعتمد الطبيب في التشخيص على:

  • المنظار الأنفي لفحص الجيوب والتجاويف.
  • اختبارات الشم المعيارية (Sniffin’ Sticks).
  • أشعة الرنين المغناطيسي على الأعصاب الشمية إذا لزم الأمر.
  • تحاليل نقص الزنك أو فيتامين ب12 في بعض الحالات.

هل هناك علاج؟

تؤكد د. نهى عبد العزيز أن العلاج يختلف حسب السبب، ويشمل:

  • الكورتيزون الموضعي أو الفموي في حال الاشتباه بالتهاب عصبي.
  • التدريب على الشم باستخدام زيوت عطرية لتحفيز الذاكرة الحسية.
  • مضادات الفيروسات أو مضادات الاحتقان عند الحاجة.
  • في بعض الحالات المزمنة، يتم اللجوء إلى جلسات تنشيط كهربائي للأعصاب.

التأثير النفسي لا يُستهان به

تشير د. نهى إلى أن فقدان الشم والتذوق لا يسبب فقط خللًا في المتعة بالطعام والروائح، بل قد يؤدي إلى اضطراب في الشهية، اكتئاب، وتوتر اجتماعي.
لذا من الضروري أخذ الشكاوى على محمل الجد وعدم الاستهانة بها.


هل يمكن الوقاية؟

للوقاية من فقدان الحواس بعد العدوى التنفسية، تنصح د. نهى بـ:

  • تجنب استخدام بخاخات أنف عشوائية.
  • عدم التعرض للمواد الكيميائية أو الروائح القوية خلال فترة المرض.
  • علاج التهاب الأنف والجيوب مبكرًا.

منصة طب توداي: المصدر الطبي العربي الأول

في “طب توداي”، نعمل على نشر الوعي بالأعراض الصامتة، مثل فقدان الشم، ونقدّم معلومات موثوقة بإشراف كبار أساتذة الأنف والأذن في مصر والعالم العربي.


حقوق النشر محفوظة لمنصة طب توداي

جميع الحقوق محفوظة © لمنصة طب توداي – المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية في تقديم المعلومة الطبية الموثوقة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى