“اخلع الجزمة برّه… ووفّر على نفسك دكاترة ومضادات!”

كتبت مي علوش

في عصر تزايدت فيه التحذيرات من الميكروبات والجراثيم التي تنقلها الحياة اليومية، بدأت العادات الصحية تفرض نفسها كخط دفاع أولي في حماية الإنسان من العدوى.

ومن أبرز هذه العادات ما قد يبدو بسيطًا لكنه يحمل في طياته فوائد كبيرة، وهو خلع الحذاء خارج المنزل.

الحذاء الذي نرتديه يوميًا يعبر بنا الشوارع والمرافق العامة والمراحيض والأسواق، ويكتسب في طريقه ملايين الجراثيم والبكتيريا التي قد تكون غير مرئية، لكنها بالغة الضرر إذا وصلت إلى أرضية المنزل، ومنها إلى أجساد الأطفال وكبار السن، بل وإلى الطعام والهواء داخل البيت.

تستعرض لكم طب توداي في هذا التقرير أهم النصائح والتعليمات المرتبطة بخلع الحذاء خارج البيت، وتأثير ذلك على الصحة العامة وجودة الهواء داخل المنزل.

أشارت دراسات متعددة إلى أن نعل الحذاء يحتوي على ما يزيد عن 400 ألف نوع من البكتيريا، منها ما يسبب التهابات معوية، وأخرى تسبب أمراضًا تنفسية أو جلدية. ومن أهمها بكتيريا “كلوستريديوم ديفيسيل” المعروفة بتسببها في إسهال حاد، وبكتيريا “إيكولاي” التي تؤدي إلى مشاكل معوية خطيرة.

وعند دخول هذه البكتيريا المنزل فإنها تعلق بالسجاد والمفروشات والأرضيات، ما يجعل عملية التنظيف صعبة وغير كافية للقضاء عليها تمامًا. ولهذا فإن خلع الحذاء خارج البيت أو على الأقل عند مدخل المنزل يقلل بنسبة 60% من تلوث المنزل بالبكتيريا.

كما أن خلع الحذاء يمنع دخول الأتربة والمواد الكيماوية التي تعلق به من الشارع، مثل بقايا الزيوت أو المبيدات أو حتى المعادن الثقيلة الموجودة في التربة، مما يحسن جودة الهواء داخل المنزل ويقلل من مشاكل الحساسية.

وفي البيوت التي بها أطفال أو مرضى بأمراض مناعية، تصبح هذه العادة ضرورية وليست اختيارية. فالأطفال يزحفون ويلعبون على الأرض، وأي ملوثات عليها قد تدخل أجسادهم مباشرة عبر الفم أو الجلد.

وتوصي منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في دول متعددة بتطبيق نظام “خلع الحذاء” عند أبواب المنازل، ووضع خزانة أو رف للأحذية خارج أو عند مدخل البيت. ويمكن استخدام شباشب خاصة للاستخدام الداخلي توزع عند الباب لكل فرد من أفراد الأسرة.

وفي النهاية، فإن الوعي بنظافة المنزل يبدأ من خطوات بسيطة مثل خلع الحذاء. ورغم أن البعض قد يراها عادة ثقيلة أو غير معتادة، إلا أن فائدتها الصحية والعلمية أصبحت مثبتة ولا تحتمل التأجيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى