هل كل ورم في العظام يعني سرطان؟
كتبت – منى الجارحي

ورم العظام ليس مجرد تشخيص عابر أو صدفة في الأشعة، بل قد يكون مؤشرًا لمشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل السريع. ورغم أن أورام العظام تُعد من الحالات النادرة نسبيًا مقارنةً بأنواع السرطان الأخرى، إلا أن بعض أنواعها قد تكون عدوانية وتؤثر على الحياة اليومية بشكل كبير.
منصة طب توداي تواصلت مع د. أحمد عبد المنعم، استشاري جراحة العظام، للحديث عن الفرق بين الأورام الحميدة والخبيثة، ومتى ينبغي القلق، وكيف يمكن التشخيص المبكر أن يصنع فرقًا في العلاج.
ما هو ورم العظام؟
ورم العظام هو نمو غير طبيعي في خلايا العظام، وقد يكون حميدًا لا يشكل تهديدًا للحياة، أو خبيثًا يتطلب علاجًا فوريًا، مثل “الساركوما العظمية”. وقد يصيب هذا الورم أي عظمة في الجسم، لكنه يكثر في الأطراف السفلية، خاصة في منطقة الركبة والفخذ.
إقرأ أيضا: د. وجيه فوزي حسن يحذر: الجلوس الطويل: القاتل الصامت لصحة عمودك الفقري
إقرأ أيضا: متى يكون الصداع النصفي علامة لمرض خطير
إقرأ أيضا: صدمة في استقبال المستشفى: موس داخل فم مريض يكشفه الأشعة المقطعية!
أنواع أورام العظام
1. الأورام الحميدة
وهي أكثر شيوعًا من الأورام الخبيثة، ولا تنتشر في الجسم. تشمل مثلًا:
- الورم العظمي الغضروفي
- الورم العظمي البسيط
- الورم الليفي غير المتعظم
2. الأورام الخبيثة (السرطانية)
ومن أشهرها:
- الساركوما العظمية
- ساركوما إوينج
- الورم الغضروفي الخبيث
وتتميز هذه الأنواع بسرعة نموها وقدرتها على الانتشار إلى الرئة أو الأعضاء الأخرى.
متى تقلق؟ علامات تستدعي الانتباه
بحسب د. أحمد عبد المنعم، هناك عدة أعراض قد تشير إلى وجود ورم في العظام، ويجب عدم تجاهلها:
- ألم مزمن في العظام يزداد ليلًا أو عند الراحة
- انتفاخ أو تورم في المنطقة المصابة
- كسر في العظام دون إصابة واضحة
- انخفاض في القدرة على الحركة أو القيام بالنشاطات
- فقدان غير مبرر للوزن أو ارتفاع طفيف مستمر في درجة الحرارة
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
أورام العظام قد تصيب أي شخص، لكنها أكثر شيوعًا في:
- الفئة العمرية بين 10 و30 سنة
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للأورام
- مرضى العوامل الوراثية النادرة مثل متلازمة لي-فروميني
- من خضعوا للعلاج الإشعاعي في الماضي
- مرضى أمراض العظام المزمنة مثل مرض باجيت
كيف يتم التشخيص؟
1. الفحص السريري: يبدأ بفحص المنطقة المصابة وتقييم الأعراض.
2. الأشعة السينية: تعطي صورة مبدئية.
3. الرنين المغناطيسي أو الأشعة المقطعية: لتحديد حجم الورم وانتشاره.
4. الخزعة: وهي الاختبار الحاسم لتحديد نوع الورم بدقة.
ويشدد د. أحمد عبد المنعم على أن التشخيص المبكر هو العامل الأهم في فرص الشفاء الكامل.
هل كل ورم في العظام يعني سرطان؟
الإجابة لا. فكما يوضح د. عبد المنعم، أكثر من 70% من أورام العظام المكتشفة تكون حميدة. ولكن الخطورة تكمن في تأخر التشخيص أو تجاهل الأعراض، مما يترك مجالًا لنمو الأورام الخبيثة بصمت.
ما هي خيارات العلاج؟
تعتمد خطة العلاج على نوع الورم ومرحلته، وتشمل:
- الجراحة: لاستئصال الورم بالكامل، وغالبًا ما يُتبع بإعادة بناء العظام أو الأطراف.
- العلاج الكيماوي: يستخدم غالبًا في حالات الأورام الخبيثة مثل الساركوما.
- العلاج الإشعاعي: خيار فعال لبعض الأنواع مثل ساركوما إوينج.
- المتابعة الدورية: في حالة الأورام الحميدة التي لا تستدعي تدخلًا فوريًا.
التعايش مع المرض: الجانب النفسي لا يقل أهمية
الإصابة بورم العظام، سواء كان حميدًا أو خبيثًا، يُسبب حالة من القلق الشديد لدى المريض وأسرته. لذلك، ينصح د. أحمد عبد المنعم بالمتابعة النفسية والدعم الاجتماعي المتواصل، خاصةً خلال فترة العلاج والتأهيل بعد العمليات الجراحية.
نصائح د. أحمد عبد المنعم للوقاية والاكتشاف المبكر
- لا تتجاهل الألم المزمن في العظام، خاصةً عند الأطفال والمراهقين
- إذا كان هناك تورم أو كتلة ظاهرة، استشر الطبيب فورًا
- المتابعة الدورية لأي كتلة أو ألم مزمن
- لا تعتمد على الإنترنت لتشخيص حالتك، بل استشر أخصائي
- في حال وجود تاريخ وراثي، أبلغ طبيبك واطلب تقييمًا دقيقًا
كبار رجال الدين في فلسطين: مصر صمام الأمان لقضيتنا ولن نسمح بتشويه مواقفها المشرفة
كلمة أخيرة من منصة طب توداي
ورم العظام ليس حكمًا نهائيًا، بل حالة طبية تستدعي التشخيص المبكر والدقيق، ثم تدخلًا علاجيًا مخصصًا. كثير من المرضى يتعافون تمامًا عند الكشف المبكر واتباع العلاج المناسب. ولا ننسى أن الصحة مسؤولية مشتركة تبدأ بالوعي.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لمنصة طب توداي
منصة طب توداي هي مرجعية العرب الطبية الأولى في مصر والشرق الأوسط.