ابنك جاب مجموع قليل؟ مش نهاية الدنيا! تقرير: كيف تتعامل الأسرة مع نتائج الثانوية العامة دون تحطيم الأبناء؟

كتبت - منى عبد المنعم

مع إعلان نتائج الثانوية العامة في مصر، تعيش آلاف الأسر حالة من التوتر والترقب، تتراوح بين الفرح الغامر والخيبة الثقيلة. وفي ظل هذه اللحظة المصيرية، يقع بعض الأبناء في مأزق نفسي شديد، خاصةً إذا جاءت النتيجة أقل بكثير من توقعاتهم أو توقعات أهلهم.

لكن الأخطر من النتيجة نفسها، هو رد فعل الأسرة، الذي قد يكون الدافع الأول نحو نهوض الابن من كبوته… أو بداية لانهيار طويل الأمد.


🧨 لحظة تحتاج إلى عقل لا غضب

د. نهى فؤاد، استشارية الطب النفسي الأسري، أوضحت في حديثها مع “طب توداي” أن كثيرًا من حالات الاكتئاب والانتحار بين الطلاب في هذه الفترة تكون نتيجة “رد فعل عنيف من الأسرة وليس من النتيجة نفسها”.

“الطالب يشعر أنه خذل نفسه، وأهله، والعالم كله… ثم يجد هجومًا ولومًا وسخرية. هنا لا يرى أي قيمة لذاته. ما يحتاجه فعلًا هو الأمان والدعم، لا الإدانة”.

وتضيف:

“مجرد كلمة مثل: أنا معاك ومش هسيبك، قد تصنع المعجزة في نفسه”.


💬 ماذا يجب على الأسرة أن تفعل فور إعلان النتيجة؟

  1. التماسك وعدم الانفعال
    حافظ على هدوئك أمامه مهما كانت النتيجة صادمة. غضبك لن يغيّر شيئًا.
  2. حضن صادق وكلمة طيبة
    قل له: “أنا فخور بيك لأنك حاولت… ولسه المشوار طويل”.
  3. الامتناع التام عن المقارنة
    لا تقارنه بابن خاله أو جارته.. كل نفس لها مسارها وظروفها.
  4. فتح حوار صادق وهادئ
    اسأله: تحب تعمل إيه؟ محتاج وقت؟ تحب تعيد؟ عندك حلم تاني؟ و”اسمعه بجد”.

📉 مجموع قليل.. بس مش نهاية الطريق

في زمن لم تعد فيه الشهادة الجامعية هي الطريق الوحيد للنجاح، فإن المجموع لم يعد “الحكم النهائي” كما كان في أذهاننا سابقًا. كثيرون أثبتوا أن النجاح في الحياة لا علاقة له بأرقام الثانوية.

  • أشهر رجال الأعمال في العالم لم يحصلوا على مجموعات مرتفعة.
  • كليات غير تقليدية مثل الإعلام، الفنون، التكنولوجيا، السياحة، واللغات، أصبحت تفتح آفاقًا جديدة وواعدة.
  • التعليم الفني والتكنولوجي الحديث بات ينافس في سوق العمل بقوة، بل أحيانًا يتفوّق على خريجي الجامعات التقليدية.

📢 ماذا لو قرر الإعادة؟

إذا قرر ابنك أو بنتك إعادة السنة، فادعمه تمامًا، لكن لا تجبره، ولا تكرر نفس طريقة الدراسة الخاطئة.

بل شاركه هذه الأسئلة:

  • إيه اللي نفسك تعمله المرة دي بشكل مختلف؟
  • إيه اللي تعبك في السنة اللي فاتت؟
  • إيه الحاجات اللي نجحت فيها رغم النتيجة؟

💡 قصص واقعية تلهمنا

  • شاب رسب في الثانوية العامة ثلاث مرات، ثم التحق بكلية إعلام خاصة، واليوم هو مذيع شهير.
  • فتاة لم تصل لمجموع كلية الصيدلة، فدخلت كلية علوم، ثم أصبحت باحثة في ألمانيا بمجال الكيمياء الحيوية.
  • شاب جاب 60%، قرر يتعلم البرمجة ذاتيًا، واليوم يعمل في واحدة من أكبر شركات البرمجيات في الخليج.

🧠 التربية لا تُقاس بدرجات الأبناء

مجموع ابنك لا يحدد قيمتك كأب أو كأم، لكن رد فعلك على أزمته هو اللي بيقول أنت مين.

لما تحضنه بدل ما تزعق له…
لما تسمعه بدل ما تكسره…
لما تؤمن بيه وهو مش شايف لنفسه طريق…

ساعتها، أنت فعلاً بتربي إنسان ناجح، حتى لو بدأ مشواره بدرجات قليلة.


🧾 خلاصة التقرير:

  • الثانوية العامة محطة.. مش نهاية.
  • نتيجته لا تعني فشله.. ولا تحدد مستقبله.
  • دورنا كأهل: نكون الدعم، مش الحمل.
  • ابنك محتاج حضنك قبل أي نصيحة.
  • وكل سنة دراسية.. ممكن تكون بداية جديدة مش نهاية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى