هل يسبب السكر الصناعي فرط الحركة؟ د.عمرو عبد الوهاب بدير يجيب
كتبت رضا هنداوي

في السنوات الأخيرة، أصبح السكر الصناعي جزءًا لا يتجزأ من غذاء الأطفال، بداية من العصائر المعلبة والحلوى، مرورًا بالزبادي المنكه، وحتى أطعمة الإفطار الجاهزة. وبينما يحذر أطباء الأطفال وخبراء التغذية من الإفراط في تناول السكر عامةً، يثير السكر الصناعي تحديدًا جدلًا متزايدًا حول تأثيره على سلوك الطفل وصحته النفسية.
سألنا د. عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، عن حقيقة هذا التأثير، فأكد لمنصة “طب توداي” أن السكر الصناعي ليس مجرد بديل آمن للسكر العادي، بل قد يكون له أثر واضح على سلوك الأطفال، لا سيما عند تناوله بانتظام وبكميات مفرطة.
أنواع السكر الصناعي: ما الذي يدخل أجسام أطفالنا؟
السكر الصناعي أو المُحليات الصناعية يشمل عدة مركبات، مثل:
- الأسبرتام
- الساكارين
- السُكرالوز
- الأكيسولفام بوتاسيوم
وغالبًا ما تُضاف هذه المركبات إلى منتجات تُسوّق كـ”منخفضة السعرات” أو “بدون سكر مضاف”، لكنها موجودة حتى في أغذية موجهة للأطفال.
هل يسبب السكر الصناعي فرط الحركة؟
تشير بعض الدراسات إلى وجود علاقة محتملة بين استهلاك المحليات الصناعية وسلوكيات مثل:
- فرط النشاط الحركي (Hyperactivity)
- صعوبة التركيز
- اضطرابات النوم
- تقلبات المزاج
لكن الدكتور عمرو عبد الوهاب بدير يوضح:
“لا توجد أدلة قاطعة تؤكد أن السكر الصناعي يسبب اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD)، لكننا نلاحظ تحسنًا في سلوك بعض الأطفال عند التوقف عن هذه المحليات.“
التأثيرات النفسية المحتملة للمُحليات الصناعية
ترتبط بعض المحليات الصناعية بتغييرات في كيمياء الدماغ، مما قد يؤدي إلى:
- العصبية الزائدة
- سرعة الانفعال
- نوبات بكاء أو غضب متكررة
- اضطرابات النوم التي تؤثر بدورها على مزاج الطفل وسلوكه في اليوم التالي
ويشير د. عمرو إلى أن “الجهاز العصبي للأطفال في طور التكوين، وأي مواد كيميائية غريبة قد تؤثر على توازنهم السلوكي والنفسي، خصوصًا مع الاستخدام المتكرر.”
هل السكر الصناعي يسبب الإدمان؟
رغم أنه لا يُسبب الإدمان بنفس طريقة النيكوتين أو الكافيين، إلا أن المُحليات الصناعية قد:
- تحفّز تفضيل المذاق الحلو
- تُضعف من استجابة الجسم للسكريات الطبيعية
- تزيد من رغبة الطفل في تناول أطعمة غير صحية
وقد يُفسر هذا سبب سلوكيات التململ أو العدوانية عند منع الطفل من الحلوى الصناعية.
نصائح د. عمرو عبد الوهاب بدير للآباء:
- اقرأ الملصقات جيدًا: أي منتج موجه للأطفال يجب فحصه للتأكد من خلوه من المحليات الصناعية.
- لا تنخدع بعبارات “بدون سكر”: فهي غالبًا تعني وجود بدائل صناعية.
- قلل تدريجيًا من المذاق الحلو في طعام الطفل: لتعديل تفضيلاته الغذائية.
- اعتمد على الفاكهة الطبيعية لتحلية الأطعمة.
- راقب سلوك الطفل بعد تناول أي منتجات محلاة صناعيًا: ودوّن ملاحظاتك للمقارنة.
- استشر طبيب الأطفال إذا لاحظت تغيرات سلوكية مستمرة بعد استهلاك هذه المنتجات.
الخلاصة: الحذر واجب حتى في “البدائل”
لا تزال الأبحاث قائمة حول التأثيرات النفسية والسلوكية الدقيقة للمحليات الصناعية على الأطفال، لكن المؤكد أن الوقاية خير من العلاج، وأن التوازن في تغذية الطفل هو مفتاح الصحة والسلوك السوي.
© جميع الحقوق محفوظة لمنصة طب توداي.
منصة طب توداي هي المنصة الأهم والأكبر والأولى في مصر والمنطقة العربية.