د. عمرو عبد الوهاب بدير: التبول اللاإرادي عند الأطفال: مشكلة طبية أم عرض نفسي؟

كتبت نرمين عابد

التبول اللاإرادي (Enuresis) هو فقدان الطفل القدرة على التحكم في البول، سواء أثناء النوم أو أحيانًا في النهار، بعد بلوغه سنًا يُفترض أن يكون قد اكتسب فيها السيطرة البولية، أي بعد سن 5 سنوات عادةً.

ينقسم إلى نوعين:

  • أولي: لم يجف الطفل ليلًا أبدًا منذ ولادته.
  • ثانوي: الطفل كان جافًا لفترة 6 أشهر أو أكثر، ثم عاد للتبول ليلًا.

📊 كم طفل يعاني من التبول الليلي؟

بحسب الدراسات، فإن:

  • نحو 15% من الأطفال في سن 5 سنوات يعانون من التبول الليلي.
  • تقل النسبة تدريجيًا لتصل إلى 5% عند سن 10 سنوات.
  • عدد قليل فقط من الحالات يستمر حتى سن البلوغ إذا لم تُعالج.

ويؤكد الدكتور عمرو عبد الوهاب بدير، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن:

“التبول الليلي ليس كسلاً أو تعمدًا من الطفل.. بل له أسباب عضوية أو نفسية، ويجب التعامل معه بحكمة وليس بعقاب”.


❓ الأسباب المحتملة للتبول اللاإرادي

  1. تأخر في نضج الجهاز العصبي المسؤول عن التحكم بالمثانة.
  2. وراثة: إذا كان أحد الأبوين قد عانى من نفس المشكلة.
  3. نوم عميق جدًا: لا يشعر الطفل بالحاجة للتبول.
  4. قلة إفراز هرمون ADH ليلاً (الهرمون المضاد لإدرار البول).
  5. التهابات بولية أو إمساك مزمن.
  6. الضغوط النفسية أو التغيرات الأسرية (طلاق، قدوم مولود جديد، انتقال سكن).
  7. وجود مشكلات في المثانة أو مجرى البول.
  8. اضطرابات نفسية أو عصبية نادرة في بعض الحالات.

🧠 الجانب النفسي في التبول اللاإرادي

التبول الليلي قد يكون عرضًا نفسيًا أكثر من كونه مرضًا عضويًا. وأبرز العوامل النفسية تشمل:

  • الغيرة من إخوة أصغر.
  • التنمر أو التوبيخ المتكرر.
  • الانتقال من بيئة إلى أخرى (مدرسة، منزل).
  • القلق الاجتماعي أو خوف النوم وحيدًا.

ويحذر د. عمرو عبد الوهاب:

“العقاب أو السخرية من الطفل يزيد المشكلة تعقيدًا.. ويفقد الطفل ثقته بنفسه”.


🩺 متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

ينصح بالتوجه للطبيب في الحالات التالية:

  • استمرار التبول بعد سن 6–7 سنوات.
  • وجود أعراض نهارية (مثل تكرار التبول أو الحرقان).
  • ظهور المشكلة بعد أن اختفت لفترة (تبول ثانوي).
  • وجود تاريخ عائلي لمشاكل الكلى أو الأعصاب.
  • إذا سبب الأمر ضيقًا نفسيًا كبيرًا للطفل أو الأهل.

🧪 الفحوصات التي قد يطلبها الطبيب:

  1. تحليل بول كامل للكشف عن الالتهابات.
  2. مزرعة بول إذا وُجدت أعراض.
  3. أشعة تلفزيونية (سونار) على البطن والحوض.
  4. قياس سعة المثانة لدى الطفل.
  5. في بعض الحالات، يُطلب رأي طبيب نفسي أو أخصائي سلوك أطفال.

🛏️ خطوات علاج التبول اللاإرادي

🔹 الخطوة الأولى: الدعم النفسي

  • طمأنة الطفل أن هذه ليست غلطته.
  • تجنب العقاب أو الإحراج.
  • مكافأته على الليالي الجافة.

🔹 الخطوة الثانية: تغيير العادات اليومية

  • تقليل شرب السوائل بعد المغرب.
  • الذهاب للحمام قبل النوم مباشرة.
  • منع المشروبات الغازية والمنبهات.
  • تعويد الطفل على التبول المنتظم نهارًا.

🔹 الخطوة الثالثة: أجهزة الإنذار الليلي

  • جهاز يصدر صوتًا عند بداية التبول، فيوقظ الطفل.
  • يساعد على تدريب الدماغ للاستجابة للإشارات البولية.

🔹 الخطوة الرابعة: العلاج الدوائي

  • يصف الطبيب بعض الأدوية مثل ديسموبريسين (Desmopressin) في حالات محددة.
  • لا يُنصح باستخدام الأدوية إلا بعد عمر 7 سنوات.

👨‍👩‍👧 دور الأهل.. هو الأهم

العلاج النفسي الأبوي أهم من أي دواء. يقول د. عمرو عبد الوهاب:

“الطفل الذي يشعر بأنه محبوب ومقبول رغم مشكلته، يتحسن أسرع من الطفل الذي يُهدد أو يُعاقب”.

كما يشدد على ضرورة أن يكون الأب والأم متفقين في أسلوب التعامل، لأن التناقض أو العصبية يفاقمان المشكلة.


🧩 هل يمكن الوقاية من المشكلة؟

ليس دائمًا، خاصة إذا كانت وراثية. لكن يمكن تقليل فرص الإصابة عبر:

  • تنظيم مواعيد التبول منذ الطفولة المبكرة.
  • تعليم الطفل الذهاب للحمام بانتظام.
  • عدم التأخر في إزالة الحفاض.
  • تقليل الضغط النفسي في البيت والمدرسة.

🌟 الخلاصة

التبول اللاإرادي ليس مرضًا مخجلًا، بل علامة تحتاج إلى فهم ورعاية. معظم الأطفال يتجاوزونه مع الوقت، والدعم النفسي للأسرة هو المفتاح الأول للنجاح في العلاج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى